فى مثل هذا اليوم5 ابريل2014م..
العلماء يكتشفون أنَّ أحد أقمار زُحل، وهو إنسيلادوس يتمتَّع بمحيطٍ من المياه السائلة أسفل سطحه المُتجمد.
إنسيلادوس أو أنْسِلاد هو سادس أكبر أقمار الكوكب زحل، واكتشفه ويليام هيرشل في عام 1789م، ويبدو أنه يوجد ماء سائل أسفل طبقة إنسيلادوس الجليدية، وتطلق البراكين الجليدية في القطب الجنوبي نافورات ضخمة من بخار الماء، والمواد المتطايرة الأخرى، وبعض الجزيئات الصلبة (بلورات الثلج، كلوريد الصوديوم، وما إلى ذلك) في الفضاء (وإجمالي وزنها يصل إلى 200 كجم في الثانية الواحدة تقريبًا). بعض من هذه المياه يعود إلى القمر على شكل «ثلج»، وبعض منها يهطل على حلقات زحل، والبعض الآخر يصل إلى زحل نفسه، ويُعتقَدُ أن الحلقة إي كلها تكونت من هذه الجزيئات الجليدية، ونظرًا لوجود تلك المياه الظاهرة على السطح أو بالقرب منه، فقد يكون إنسيلادوس واحدًا من أفضل الأماكن التي يبحث فيها البشر عن حياة خارج كوكب الأرض، وعلى النقيض، فتلك المياه التي ظُن أنها موجودة على سطح قمر المشترى «أوروبا» حبيسة أسفل طبقة سميكة للغاية من الجليد.
عُرِفَ القليل جدًا عن هذا القمر الصغير إلى جانب اكتشاف الجليد المائي على سطحه، إلى أن مرت المركبتين الفضائيتين «فوياجر» بالقرب منه في أوائل الثمانينات، وأظهرت المركبتين أن قطر إنسيلادوس لايبلغ حجمه سوى 500 كيلو متر (310 ميل)، حوالي عُشر حجم «تيتان» وهو أكبر أقمار زحل، كما أنها أوضحت أنه يعكس تقريبًا آشعة الشمس كلها التي تصله، واكتشفت المركبة فوياجر 1 أن إنسيلادوس دار في أكثف جزء من الحلقة إي المنتشرة، مشيرةً إلى وجود علاقة محتملة بين الاثنين، في حين المركبة الفضائية فوياجر 2 أوضحت أنه على الرغم من صغر حجم القمر، كانت هناك مجموعة كبيرة من التضاريس الأرضية بدايةً من السطوح شديدة الانجراف التي تكونت منذ القدم، إلى التضاريس الأرضية حديثة التكوين المشوهة تكتونيًا، وبعض المناطق التي بها سطوح لا يزيد عمرها عن 100 مليون عام.
كما أن المركبة الفضائية كاسيني-هويجنز كشفت عن سطح القمر وبيئته بمزيد من التفاصيل، عندما أدت العديد من رحلات الطيران المنخفض للقمر إنسيلادوس في عام 2005، ولا سيما عندما اكتشفت انبعاث عمودي غني بالماء نابع من منطقة القطب الجنوبي للقمر، ويبين هذا الاكتشاف، إلى جانب وجود تسرب في الحرارة الداخلية وعدد قليل جداً من الفوهات الصدمية (إن وُجدت) في منطقة القطب الجنوبي، أن إنسيلادوس، من الناحية الجيولوجية، نشط في الوقت الحاضر، وغالبًا ما تصبح الأقمار في أنظمة السواتل الفضائية الشاملة للكواكب الغازية العملاقة محاصرة في الرنين المداري، والذي يؤدي إلى مَيَسَان طولي أو انحراف مداري، ومن ثم، فإن القرب من الكوكب زحل، بإمكانه أن يؤدي إلى حرارة المد والجزر في باطن إنسيلادوس، التي تقدم تفسيرًا ممكنًا لهذا النشاط.
إنسيلادوس هو واحد من أصل ثلاثة من أجرام النظام الشمسي الخارجي إلى جانب البراكين الكبريتية لقمر كوكب المشتري «آيو»، والينابيع الحارة النيتروجينية لقمر الكوكب نبتون «ترايتون» حيث لوحظت الانفجارات النشطة، ويقترح تحليل للانبعاثات الغازية أن إنسيلادوس نشأ من مجموعة من المياه السائلة الجوفية والتي، بالإضافة إلى المواد الكيميائية الفريدة من نوعها التي عُثِرَ عليها في الانبعاث العمودي، زادت من التكهنات عن احتمالية أهمية هذا القمر في دراسات علم الأحياء الفلكي، واكتشاف هذا الانبعاث العمودي زاد من مصداقية النظرية التي توضح أن الحلقة (أي E) تكونت من المواد النابعة من إنسيلادوس، وفي أيار/مايو عام 2011، أفاد علماء بمؤتمر المجموعة البؤرية لمناقشة القمر إنسيلادوس أنه «بدأ يظهر كأكثر البقاع، خارج كوكب الأرض في النظام الشمسي، صالحة للحياة التي نعرفها».
الاسم
يرجع سبب تسمية إنسيلادوس بهذا الاسم إلى العملاق إنسيلادوس في الميثولوجيا الإغريقية. واقترح جون هيرشل اسم إنسيلادوس، إلى جانب أقمار زحل التي اكتُشفت فيما بعد، في مقالته التي نُشرت في 1847 بعنوان «نتائج الرصد الفلكي في رأس الرجاء الصالح». واختار هذه الأسماء لأن زحل – المعروف في الميثولوجيا الإغريقية بكرونوس- كان قائد الجبابرة (عرق التيتان). والاتحاد الفلكي الدولي (IAU) يُسمي تضاريس إنسيلادوس تيمنًا بأسماء شخصيات وأماكن من ترجمة ريتشارد فرانسيس برتون لكتاب ألف ليلة وليلة. وتُسمى الفوهات الصدمية باسم الشخصيات، بينما أنواع التضاريس الأخرى كفوساي (منخفضات طويلة وضيقة)، ودورسا (التلال المجعدة)، وبلانيتيا (السهول)، وسولتشي (أخاديد طويلة متوازية) تسمى بأسماء الأماكن. وسمى الاتحاد الفلكي الدولي 57 تضريس رسميًا؛ سُمي منهم 22 تضريس في 1982 بناءً على معلومات عمليات التحليق المنخفض التي أدتها المركبة فوياجر، وتمت الموافقة على 35 تضريس في نوفمبر/ تشرين الثاني في 2006 استنادًا على معلومات رحلات الطيران المنخفض الثلاث التي أدتها المركبة كاسيني في 2005.
اكتشف ويليام هيرشل القمر إنسيلادوس في 28 أغسطس/آب 1789 عندما استخدم مقرابه الفلكي ( بؤرة 1.2 متر) الجديد لأول مرة، والذي أصبح أكبر مقراب فلكي في العالم بعد ذلك. وأول مرة لاحظ فيها هيرشل القمر إنسيلادوس كانت في 1787، ولكنه لم يلحظه عندما استخدم مقرابه الفلكي الأصغر (بؤرة 16.5 متر). ويؤدي القدر الظاهري الخافت لإنسيلادوس (+11.7م) وقربه من زحل وحلقاته الأكثر إشراقًا إلى صعوبة رصده من كوكب الأرض، ويحتاج الرصد إلى مقراب فلكي ذات مرآة يتراوح قطرها ما بين 15 إلى 30 سم، ويتوقف هذا على الأحوال المناخية و التلوث الضوئي. رُصد إنسيلادوس لأول مرة، كالعديد من أقمار زحل التي اكتُشفت قبل عصر الفضاء، خلال اعتدالي زحل، عندما يكون كوكب الأرض في حلقة الاستواء؛ حيث أن انخفاض وهج الحلقات يجعل رصد الأقمار أسهل في تلك الأوقات.
تحسنت صورة إنسيلادوس قليلًا قبل رحلات فوياجر عما رصده هيرشل لأول مرة. ولم يُعرف عنه سوى خصائصه المدارية، إلى جانب تقديرات عن كتلته، وكثافته، وبياضه.
إنسيلادوس هو قمر صغير نسبيًا، ويبلغ قطره المتوسط حوالي 505 كيلومتر (314 ميل)، حوالي سُبع حجم قطر قمر الأرض. وقطر إنسيلادوس صغير بما يكفي ليتناسب مع طول جزيرة بريطانيا العظمى. وبإمكانه أن يتناسب مع مساحتي ولايتي أريزونا أوكولورادو، على الرغم من أنه -كجسم كروي- مساحته أكبر بكثير؛ فهو يزيد قليلًا عن 800,000 كيلومتر مربع (310,000 ميل مربع)، كمساحة موزمبيق تقريبًا، أو أكبر من ولاية تكساس بنسبة 15%.
تجعل كتلة إنسيلادوس وقطره من أكبر أقمار زحل من حيث الضخامة والحجم، بعد تيتان (5150 كم)، و القمر ريا (1530 كم)، والقمر إيابيتوس (1440 كم)، و القمر ديون (1120 كم)، وتثيس (1050 كم). كما أنه أحد أصغر أقمار زحل الكروية؛ حيث أن جميع الأقمار الصغيرة -فيما عدا القمر ميماس (390كم)- لها شكل غير منتظم.!!
Discussion about this post