– ورقتي في الليلة السعودية بمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي –
” ملمح الحراك المسرحي السعودي لتحقيق أهداف رؤية 2030 ”
في أطار تعزيز جودة الحياة في المملكة العربية السعودية, وضعت رؤية المملكة 2030 عدداً من البرامج والمبادرات الهادفة الى تحسين نمط حياة الفرد والاسرة, بناء مجتمع ينعم افراده بأسلوب حياة متوازن, ولأن رفاهية النفس لها الأثر في تحقيق النجاحات, تقديم أقصى ما يمكن أن يقدمه الفرد لنفسه ومجتمعه ووطنه, كان تركيز الرؤية على جعل حياة المواطن والمقيم أكثر حيوية وثراء وذلك عبر إشراكهم في الأنشطة الثقافية التي تسهم في تعزيز جودة الحياة للجميع.
رؤية 2030 تبدأ من المجتمع وإليه تنتهي, كما اعتمدت على ثلاثة محاور هي المجتمع الحيوي, الاقتصاد المزدهر, وطن طموح, هذه المحاور تتكامل وتتسق مع بعضها في سبيل تحقيق الأهداف وتعظيم الاستفادة من مرتكزات الرؤية.
في ظل تحقيق هذه الرؤية في القطاع الثقافي وجعل الثقافة نمط حياة لتحقيق النمو الاقتصادي, وتعزيز مكانة السعودية دولياً, والحفاظ على هويتها, خصوصاً في المسرح تم تأسيس وزارة تعنى بالثقافة في عام 2018م, كما أنبثق عن الوزارة 13 هيئة ثقافية مستقلة من ضمنها هيئة المسرح والفنون الادائية في عام 2020م.
كما سعت وزارة الثقافة الى تطوير الإمكانات وتعزيز الفرص والقدرات في القطاع المسرحي من خلال ما اطلقته من توجهات ومبادرات تتماشى بدقة مع المحاور الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030, أول حزمة من هذه المبادرات لخدمة القطاع المسرحي في السعودي و إيمانًا بدور المعرفة الجادة الرصينة في بناء مستقبل غني مزدهر في القطاع المسرحي يعزز هويتنا الوطنية ويشجع الحوار الثقافي مع العالم تم اعتماد برنامج الابتعاث الثقافي الذي تضمن عدد من الطلاب والطالبات الذين يدرسون المسرح في أهم الجامعات العالمية, سوف يشجع هذا البرنامج القطاع المسرحي ويرفده بالكفاءات والقدرات البشرية المتسلحة بالعلم والموهبة والإبداع والطموح, كما تم أطلاق منصة أبدع الالكترونية لتقديم الدعم والتمكين للنشاط المسرحي في المملكة العربية السعودية، وذلك عن طريق إتاحة خدمة إصدار التراخيص والتصاريح للممارسين والموهوبين السعوديين والمقيمين في القطاع المسرحي, اقامت الوزارة مسابقة للتأليف المسرحي وهي مسابقة يرسل فيها المشتركون نصوصهم المسرحية وتتيح المسابقة فوز المشاركين بجوائز قیمة, لتقدير العاملين في القطاع المسرحي وتشجيعهم اقامت الوزارة مبادرة تحت عنوان الجوائز الثقافية الوطنية احد فروعها يعنى بالقطاع المسرحي, أيضاً من مبادرات وزارة الثقافة صندوق التنمية الثقافي “صندوق نمو الثقافي ” لدعم وتمكين المواهب السعودية في مختلف مجالات الإبداع, وتسعى الوزارة من خلاله إلى دعم الممارسين في مجالات إبداعية متنوعة من ضمنها المجال المسرحي، كما أعتمدت الوزارة بناء عدد من بيوت الثقافة في مختلف مناطق المملكة تحتوي على مسارح متكاملة لتمكين المسرحيين المشتغلين لتقيم العروض المسرحية المختلفة, تعزيز نمو القطاع الثالث وهو القطاع الغير ربحي من خلال المساهمة في تأسيس جمعية المسرح والفنون الادائية المهنية ودعم وحث التكوينات المسرحية المختلفة لتتوجه الى الشكل المؤسساتي الرسمي من خلال العديد من التكوينات الرسمية مثل ( الجمعيات, أندية هواه, شركات ) وهذا يندرج تحت تحويل الاشكال الرسمية لتنظيم دعمها لتجويد المنتج المسرحي المختلف, هذا بعض ما تقدمة وزارة الثقافة للقطاع المسرحي وكل ما تقدم يعد حزمة أولى وسوف يتوالى الدعم من خلال مبادرات عديدة تعمل عليها وزارة الثقافة.
بخلاف ما قدمته وزارة الثقافة للقطاع تأتي هيئة المسرح والفنون الادائية لتقديم العديد من المبادرات, المشاريع, البرامج, المختلفة والنوعية المتفردة التي ستعمل على النهوض بالمجال المسرحي والفنون الأدائية ودعم وتشجيع التمويل والاستثمار فيه, واعتماد برامج تدريبية مهنية وجهات مانحة للشهادات المتخصصة في المجال.
العديد من المبادرات والبرامج والمسابقات التي اطلقتها هيئة المسرح والفنون الادائية تختص بالمسرح مثل مسابقة الكوميديا, مبادرة المسرح الوطني, مبادرة تطوير المهارات, البرنامج التدريبي ” المحترف المسرحي”, ندوات كالوس التي نوقشت من خلاله العديد من مفاصل المسرح بمشاركة العديد من المسرحيين السعوديين والعرب, مبادرة تمثيل المملكة دولياً التي خصصت لدعم المشاركات المسرحية السعودية دولياً, مشروع حصر الفرق المسرحية والممارسين في مختلف انحاء المملكة العربية السعودية, عقد العديد من الشراكات المسرحية مع المؤسسات الرسمية والخاصة المختلفة تمخض عنها العديد من العروض المسرحية, برنامج من الفكرة الى الخشبة الذي تضمن العديد من الدورات التدريبية المسرحية التي قدمت افتراضياً وحضورياً قدمها عدد من المدربين العرب والأجانب, برنامج الفرشات والنحل الي يعنى بالأطفال للتعريف بمفاهيم الفنون المسرحية, حاضنة المسرح والفنون الادائية, برنامج المسرح الموسيقي, ما تقدمة هيئة المسرح والفنون الادائية يركز في هذه المرحلة على تأسيس القطاع والارتقاء في أدائه من خلال تنمية المواهب وبناء القدرات، ودعم وتمويل إقامة الفعاليات، من خلال منح التراخيص، إلى جانب دعم وتمويل الإنتاج للمسرح الوطني والقطاع الخاص ورفع مستوى الوعي بالقطاع محلياً ودولياً وتعزيز منظومة قطاع المجتمع المدني (من جمعيات ومؤسسات) وتوسيع أدوار نطاقه مع الوقت.
شهدت القطاعات الرسمية الأخرى تغييرات جذرية للتماهي مع رؤية 2030 وهذا يتضح جلياً في تفاعل الجامعات السعودية لدعم القطاع المسرحي فقد إدراجت بعض الجامعات السعودية أقسامًا تعليمية في المسرح والفنون، وهي جامعة الملك سعود، وجامعة عفت، وجامعة الملك عبدالعزيزالتي خصصت برنامج للماجستير في الادب المسرحي, كما اقامت وزارة التعليم مهرجان مسرحي للجامعات المسرحية وشارك الجامعات المسرحية في عدد من المهرجانات المسرحية الجامعية خارجياً, كما اقامت الوزارة عدد من المهرجانات للمسرح المدرسي والورش المسرحية المتخصصة في هذا المجال, واعتمدت مؤخراً خطوة مبهجة من خلال اعتماد منهج مبسط عن المسرح والفنون الادائية في المرحلة الثانوية من التعليم العام.
دور قطاع الترفيه من خلال هيئة الترفيه والعمل على إيجاد فرص للممارسين المسرحيين لتقديم عروض مسرحية مميزة بطواقم عمل مسرحية عالمية من خلال دعم مالي رائع تتيح للمارس العمل بأبداع وتجلي من خلال المواسم المختلفة في مناطق المملكة مما يخلق خبرات مسرحية مختلفة من خلال الاحتكاك بممارسين مسرحيين دوليين لهم خبرات مسرحية متفردة.
كما أعلن مجلس إدارة حديقة الملك سلمان، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز,عن إطلاق الأعمال الإنشائية بالمجمع الملكي للفنون في مدينة الرياض على مساحة تزيد على 500 ألف متر مربع الذي يشتمل على ثلاث اكاديميات من ضمنها اكاديمية للفنون المسرحية ومسرح وطني بسعة 2300 مقعد.
يُعدّ مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وجهة ثقافية وإبداعية متعددة الأبعاد، ومساحة مُلهمة لاكتشاف الذات، والتحفيز على الابتكار والإبداع كما يسعى المركز إلى دعم اقتصاد المعرفة في المملكة العربية السعودية.
والإسهام في تطوير كافة الأصعدة الثقافية والمعرفية من خلال الانفتاح على مختلف ثقافات العالم، وذلك من خلال توفير ورش العمل التفاعلية والعروض والأنشطة المصمّمة خصيصًا لإثراء المجتمع بمختلف الفئات العمرية، وقد تم افتتاح المركز للزوّار منذ عام 2018م؛ ليصبح منصّةً للإبداع، تُجمع فيها المواهب للتعلّم ومشاركة الأفكار, اقام المركز دورتين من مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة, أيضاً إقامة برنامج المسرح في المدارس.
دور الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون المستمر في دعم الحراك المسرحي من خلال دعم واحتضان الفرق المسرحية وتمكينها من خلال فتح أبواب مسارحها المنتشرة في مناطق المملكة المختلفة ومدنها للعروض المسرحية المختلفة من خلال لجانها المسرحية, كما تدعم القطاع المسرحي من خلال بعض المسابقات والملتقيات المسرحية المختلفة مثل مسابقة المونودراما والديودراما في مدينة الدمام, ملتقى الرياض المسرحي للعروض المبتكرة, أيضاً لها العديد من الجهود في إقامة العديد من الندوات والورش التدريبة المسرحية في مختلف عناصر العرض المسرحي.
المكونات المسرحية المختلفة على مستوى الفرق, الجمعيات, اندية الهواه, لا تزال تمارس دورها من خلال انتاج العديد من المسرحيات بأشكال مسرحية مختلفة تشكل حراكاً مسرحياً محلياً و دولياً مميزاً من خلال استقطاب العديد من المواهب على مستوى التمثيل, والإخراج, والكتابة, والسينوغرافيا ومختلف عناصر العرض المسرحي.
” سامي الزهراني – مسرحي سعودي ”
– مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي 2023
Discussion about this post