تعددت الرؤى والنص واحد
من أقصى اليمين لأقصى اليسار
قراءات بقلم
العلامة المصري / أحمد طنطاوي Ahmed Tantawy
الأديبة السورية / ريم محمد Reem Mohammad
الأديب السوري / عبد المجيد أحمد المحمود
الأديب المصري / محمد البنا
…………..
والنص * عنوسة *
للأديب المغربي/ حسن أجبوه Hassane Ajbouh
…………………………………..
النص
🔖 عنوسة
طريقتها المتسارعة، و الصوت الصاخب لارتطام الملعقة بالفنجان، عجلت باعتذاره للنادل عن البقشيش و إغفاله لكتابه المذهب بين كفيها. لما انتبهت لهروبه. مسحت دموعها، و أخرجت نظارتها المقعرة..
✍️ حسن أجبوه..المغرب في ٩ أبريل ٢٠٢٣
……………………
١- القراءة الأولى
بين عالمين…
أحدهما مغرق فى الواقعية الفجة , و الآخر سابح فى تشابكات الأسى الغائم ,
ولجج اليأس المضنى …
الرومنســـــــــــــــــــــية الحزينة تظل من بين حركية المشهد العبثى الدامع .
ــــــــــــــ
العنوان فى هذا النص صورة بالغة الإتقان للوظيفة العضويةالواجبة و النسيج
المتلاحم الفائق.
كل التحية للكاتب الفذ دائمًا .. قصُا و نقدًا
Hassane Ajbouh
احمد طنطاوي…القاهرة في ٩ أبريل ٢٠٢٣
………………….
٢- القراءة الثانية
نعم..مسكينة هي حين تكون متوترة…كيف لا و هي تستعجل الزمن الذي تأخر عليها كثيرا.
شعرت بالأسى حقيقة حيال بطلة النص، تعاطفت معها، و نقمت على من تركها و هرب…
أدخلتنا المشهد مباشرة و جعلتنا في وسط الحدث نشارك البطلين هواجسهما و اضطراباتهما، و هذا من حسن صنعتك لقصتك القصيرة جدا…
يبدو أن طول الأمد على هذه المسكينة قد أفقدها قوة الإرادة التي تجعلها تستطيع التحكم بأعصابها و ردات فعلها…
لقد استطعت رسم صورة متقنة للقلق الذي يعتري البطلة، و الذي يقودها إلى لا شيء…يقول لو آن سميث( القلق مثل الكرسي الهزاز، سيجعلك تتحرك دائما لكنه لن يوصلك إلى أي مكان)..
العنوسة مشكلة تؤدي إلى عدم الثقة بالنفس و التوتر و التردد و كذلك ضعف الإرادة لدى المرأة، و خاصة في مجتمعات للأسف تمتلك نظرة غير سوية لتلك الحالة، لذلك ينبغي دوما على القائمين على المجتمعات الاهتمام بهذه الحالة و إيلاءها البحث عن حلول تزرع الثقة في المرأة و تجعلها قادرة على تجاوز هذه المحنة النفسية.
دمت بألق
نص جميل يعالج مشكلة تستحق الطرح و البحث..
د. عبد المجيد أحمد المحمود ..سورية في ١٠ أبريل ٢٠٢٣
…………..
٣- القراءة الثالثة
نص محبوك بتقنية، للقطة سينمائية بكل مكوناتها الحركية والحسية تؤطر مشهداً بليغاً، صادقاً، عفويّاً لأنثى تجترُّ ضياعها وفقدان أملها مقابل رجل صدّقته فانسحب تاركاً في يدها رجفة وفي عينها دمعة…
الأغلب أنه كاتب ، أهداها مؤلفه ينوب عن حضوره ليتركها في مواجهة قدرها ( العنوسة)
نص مختزل مشهدي بارع
ريم محمد…سورية في ١٠ أبريل ٢٠٢٣
……….
٤- القراءة الرابعة
بادئ ذي بدء يتركز الاهتمام القرائي حول مفتاح النص الرئيس ( عنوسة / عنوانه) ومفتاحه( العدسة المقعرة) المتوافق لحل إشكالية النص بالتضافر الوثيق مع عنوانه تضافرا وشيجا لا انفصام له.
أما عن العنوسة فهى كما نعرفها ( مرور قطار الزواج للأنثى دون التوقف عند محطتها )، فماذا عن العدسة المقعرة ؟.. ودلالتها النصية كمفتاح رئيس من مفاتيحه؟
العدسة المقعرة علميًا نتاج تقاطع بلورتين زجاجيتين مع مستطيل زجاجي كلا منهما مع أحد ضلعيه الطوليين، وطبيًا هى علاج لمرضى قصر النظر، والعنصر الطبي قطعا هو مراد الكاتب توظيفيا لها لخدمة مأربه منها، بمعنى أن البطلة ها هنا مصابة بقصر نظر، أدى بالتبعية لعدم تمكنها من الرؤية بوضوح، والرؤية ها هنا مجازية، إذ إنها معنوية نفسية وجدانية، وليست طبية، فقصر نظرها عن استيعاب وإدراك مشاعر من يجالسها ( فرضًا) تجاهها، أدى بالضرورة – قصدًا أو بدون قصد- إلى يأسه وفقدانه الأمل في تجاوبها الوجداني معه، فانصرف إلى غير رجعة، وما كان تداركها للموقف ( سلبيتها المفرطة / انشغالها بقراءة كتابه ) إلا بعد فوات الآوان ( العنوسة).
نص قصير جدا..شديد التركيز، ومكثف بقوة لم تخل بفحوى خطابه السردي، إذ بلغ مراده ودلل عليه ووثقه بمهارة (طريقتها المتسارعة/ ارتطام الملعقة/ الكتاب بين يديها..كلها دوال انشغال عن الجليس)، هذه مقدمات، أتبعتها بالضرورة نتائج (عجلت باعتذاره للنادل/ إغفاله لكتابه..دوال ..انصرافه عنها ومغادرته للمكان من فوره)، وتلي النتائج خواتم ( انتبهت لهروبه/ مسحت دموعها/ ارتدت نظارتها المقعرة…دوال ندم وادراك متأخر)..
هكذا نحن بصدد نص سردي ابتنى على تقنية تقليدية للقص القصير ( مقدمة أو بداية / ذروة أو عقدة / خاتمة أو نهاية)، ولكن صيغ بأسلوب القصة القصيرة جدا، من زاوية التكثيف الشديد، واللجوء للضمائر ، والحركة المتسارعة ، وتضمين دوال الزمان والمكان تضمينًا مضمرًا ..إيحاءً وليس مباشرًا صريحا، فالمكان هنا مقهى أو مكان عام يتمتع بخصوصة ما ( النادل )، والزمن وقتًا من نهار.
أما عن الشخوص فهم ثلاثة حقيقيين ( الانثى / الذكر / النادل ) وثلاثة اعتباريين ( ضجيج الارتطام/ الكتاب / العدسة المقعرة)، أما السارد فهو الراو المحايد أو عين الكاميرا الراصدة، الواصف للحدث دون اقحام نفسه فيه، إلا متابعا و(محللًا في أضيق الحدود).
محمد البنا…القاهرة في ١٠ أبريل ٢٠٢٣
Discussion about this post