في مثل هذا اليوم 11 ابريل 2019م..
الجيش السوداني يُعلن في بيان له عن عزل الرئيس عمر البشير وتعطيل العمل بالدستور، وتشكيل مجلس عسكري يتولى حكم البلاد لفترة انتقالية مدّتها عامين، وذلك عقب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ
ديسمبر 2018.
الثورة السودانية أو ثورة 19 ديسمبر أو ثورة ديسمبر المجيدة هي سلسلة من الاحتجاجات السودانية التي اندلعت يوم 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 في بعض المدن السودانيّة بسببِ ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد على كلّ المستويات.
بدأت الاحتجاجات رداً على تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء أسعار المعيشة وتفشي الفساد الحكومي واستمرار الحرب في الأقاليم في مدينتي الروصيرص جنوب البلاد وسنار في وسطها وازدادت حدتها في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبرة شمالها والقضارف في الشرق ثم امتدت في اليوم التالي 20 ديسمبر/كانون الأول إلى مدن أخرى من بينها العاصِمة الخرطوم قبلَ أن تتجدّد يومي الجمعة والسبت خصوصًا في الخرطوم وأم درمان والأبَيض في ولاية شمال كردفان. شهدت هذه الاحتجاجات السلميّة رد فعل عنيف من قِبل السلطات التي استعملت مُختلف الأسلحة في تفريقِ المتظاهرين بما في ذلك الغاز المسيل للدموع، الرصاص المطاطي بل شهدت بعض المدن استعمالًا واضحًا للرصاص الحيّ من قبل قوات الأمن السودانية مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.
شعار “تسقط بس” على الأرض بعبوات الغاز المسيل للدموع الفارغة.
محتج يكتب “تسقط بس” على أحد الجدران.
في 11 أبريل 2019، أعلن الجيش خلع الرئيس عمر البشير عن السلطة وبدء مرحلة انتقالية لمدة عامين تنتهي بإقامة انتخابات لنقل السلطة.
على مدى فترة حكمة التي استمرت 30 عاما كان البشير بارعا في استغلال التنافس بين الأجهزة الأمنية والجيش والإسلاميين والقبائل المسلحة. لكنه أخطأ في تقدير غضب الشبان السودانيين الذين يطالبون بوضع نهاية للصعوبات الاقتصادية.
وواجه البشير تحديا شبه يومي في بلدات ومدن في مختلف أرجاء السودان رغم حملة شنتها قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع، والذخيرة الحية في بعض الأحيان، وقتل فيها عشرات الأشخاص.
وفي يناير كانون الثاني حذر البشير في كلمة وجهها لجنوده من وصفهم بالفئران بأن عليهم العودة إلى جحورهم وقال إنه لن يتنحى سوى لأحد ضباط الجيش أو من خلال صندوق الانتخاب.
وقال البشير، مرتديا الزي العسكري لجنوده في قاعدة عطبرة المدينة الواقعة في شمال السودان التي بدأت فيها الاحتجاجات، إن المحتجين طالبوا بأن يتولى الجيش السلطة وإنه لا يمانع في تسليم السلطة في بلاده إلى الجيش إذا جاء إلى السلطة “واحد لابس كاكى”، في إشارة إلى الزي العسكري.
وفي وقت لاحق في يناير كانون الثاني أعلن البشير حالة الطوارئ في البلاد مما وسع سلطات الشرطة وحظر التجمعات العامة غير المصرح بها. وطلب من البرلمان تأجيل، وليس إلغاء، تعديلات دستورية كان من شأنها أن تمكنه من الحصول على فترة ولاية أخرى.
والبشير (75 عاما) شخصية خلافية منذ مدة طويلة.
فمنذ توليه السلطة في السودان، الذي كان حينذاك أكبر دول أفريقيا مساحة، خاض حربا أهلية طويلة مع متمردين في جنوب البلاد انتهت بانفصال جنوب السودان عام 2011 وفقدان أكثر من 70 في المئة من نفط السودان.
وعانى السودان فترات طويلة من العزلة منذ العام 1993 عندما أضافت الولايات المتحدة حكومته إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب لإيوائها متشددين إسلاميين. وأعقب ذلك فرض واشنطن عقوبات على السودان بعد أربع سنوات.
وجاءت الاحتجاجات في السودان بعد نجاح احتجاجات مشابهة، وإن كانت أكبر حجما، في الجزائر في إجبار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي.
وفي الأشهر التي سبقت بدء الاحتجاجات كان السودانيون يواجهون صعوبات في المواءمة بين دخولهم واحتياجاتهم.
كانت الحكومة تأمل أن تجد دعما ماليا سريعا من حلفائها في منطقة الخليج بعد أن أرسل البشير قوات إلى اليمن في إطار التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة متمردين متحالفين مع إيران لكن المساعدات تأخرت.
وكانت الشرارة التي أطلقت الاحتجاجات هي محاولة الحكومة طرح خبز غير مدعوم مما سمح للمخابز ببيع الخبز بأسعار أعلى. وسرعان ما تحولت المظاهرات إلى احتجاجات سياسية استهدفت مقار الحزب الحاكم وطالبت بسقوط البشير.!!







Discussion about this post