في مثل هذا اليوم21 ابريل1142م..
وفاة بيار أبيلار، كاتب وفيلسوف فرنسي.
پيتر أبـِلار (بالإنجليزية: Peter Abelard، باللاتينية: Petrus Abaelardus، بالفرنسية: Pierre Abélard)؛ (1079 – 21 أبريل 1142)، فيلسوف فرنسي شهير وله الفضل في إنشاء جامعة باريس، ويعتبر شعلة ألهبت عقل أوروبا اللاتينية في القرن الثاني عشر، ويعتبر ممثلا لأخلاق عصره وآدابه، وأرقى وأعظم ما يخلب اللب ويبهر العقل في ذلك العصر. وتعتبر علاقته العاطفية بتلميذته إلواز مضرباً للأمثال.
وُلد أبيلارد قرب نانت بفرنسا. رسم له أبوه، الذي كان من طبقة النبلاء، طريقًا عسكريًا، لكن أبيلارد قرر أن يكون عالمًا. قام بتدريس اللاهوت بباريس في الفترة 1113 ـ 1118 م. وأسس مع اثنين من زملائه مدرسة تطورت تدريجيًا حتى أصبحت، فيما بعد، جامعة باريس.
أصبح أبيلارد أستاذًا لإلواز عام 1113 م، وهي حفيدة أحد مسؤولي كاتدرائية نوتردام، ونشأت قصة حب بين أبلار والفتاة، وحملت منه. وفي أعقاب مولد طفلهما، عام 1118 م، عقدت إلواز وأبلار قرانهما سرًا. علم فولبير، عمّ إلواز، بخبر حبهما وزواجهما السرِّي، فاستشاط غضبًا. واستأجر في لحظة غضبه تلك مجموعة رجال هاجموا منزل أبيلارد وخصوه. وانفصل أبيلارد وإلواز بعد الحادثة مباشرة. أصبح أبلار راهبًا، والتحقت إلواز بدير للراهبات. وقد ذاعت أسرار حبهما المأساوي من رسائلهما العديدة التي تبادلاها.
كان لأبلار إسهامًا كبيرًا في فكر العصور الوسطى الأوروبية، في مجالي المنطق واللاهوت. وقد حث على استعمال المنطق من أجل استيعاب النصرانية والدفاع عنها. ألَّف أبلار كتابًا يدعى «نعم ولا» قوامه الآراء المتضاربة للسلطات اللاهوتية في مختلف المسائل والمبادئ الدينية. أصبح هذا الكتاب أحد الكتب التي أثرت في النظام الفلسفي الأوروبي للعصور الوسطى الأوروبية المسمّى المدرسية. كذلك كتب أبلار مؤلفًا بالغ الأهمية في الأخلاق، كما نشر سيرته الذاتية، في كتاب سمّاه قصة بؤسي.
النشأة
ولد أبلار في قرية له باليه Le Pallet القريبة من نانت Nantes إحدى مدن بريطانيا. وكان أبوه المعروف لنا باسم بيرنجر Bérenger، صاحب ضيعة متواضعة، وكان بمقدوره أن يهيئ لأولاده الثلاثة ولابنته تعليماً حراً. وكان بيير Pierrc (ولسنا نعرف أصل لقبه أبلار) أكبر أولئك الأبناء، وكان بمقدوره أن يطالب بحق الابن الأكبر في ميراث أبيه؛ ولكنه كان مولعاً بالدرس والتفكير إلى حد جعله بعد أن كبر ينزل لأخويه عن حقه، وعن نصيبه في أملاك الأسرة، وشرع يطلب الفلسفة، ويلقى بنفسه في معركتها أينما حمى وطيسها، أو أينما وجد معلماً ذائع الصيت يدرسها.
أبلار وروسلان
كان أعظم ما أثّر في حياته المستقبلية أن كان من أول أساتذته روسلان Roscelin (حوالي 1050- حوالي 1120)، وهو رجل متمرد أنصب عليه كما أنصب على أبلار من بعده سخط الكنيسة وحرمانه من الدين.
وكان المنشأ الذي أثاره روسلان مسألة من مسائل المنطق الجاف الموغل في الجاف، والتي تبدوا أبعد المسائل كلها عن الأذى، وهي الوجود الموضوعي (للكليات). وكان (الكلي) في الفلسفة اليونانية وفلسفة العصور الوسطى هو الفكرة العامة التي تدل على صنف من الأشياء (كالكتاب، والحجر، والكوكب، والرجل، والنوع الإنساني، والشعب الفرنسي، والكنيسة الكاثوليكية)؛ أو الأعمال (كالقسوة، والعدالة)؛ أو الصفات (كالجمال، والصدق). وكان أفلاطون، وهو العليم بسرعة زوال الكائنات والأشياء الفردية، قد قال بأن الكلي أكثر بقاء، وأنه لذلك أكثر حقيقة، من أي فرد من الصنف الذي يصفه: فالجمال أكثر حقيقة من فريني Phryne، والعدالة أكثر حقيقة من أرستيديز والرجل أكثر حقيقة من سقراط؛ وهذا هو الذي كانت العصور الوسطى تعبر عنه (بالواقعية). وخالف أرسطو هذا الرأي وقال أن (الكلي) ليس إلا فكرة يكونها العقل لتمثل صنفاً من الأشياء المتماثلة؛ فهو يرى أن الصنف نفسه لا يرى إلا فيصوره أعضائه التي يتركب هو منها. والناس في وقتنا هذا يتجادلون: هل يوجد (عقل جماعة) منفصلاً عن رغبات الأفراد الذين تتكون منهم هذه الجماعة وأفكارهم ومشاعرهم؟ فأما هيوم فقد قال أن (العقل) الفردي نفسه ليس إلا اسماً مجرداً من سلسلة الأحاسيس والأفكار، والإرادات التي في كائن حي ولمجموعها.
ولم يكن اليونان يهتمون اهتماما كبيراً بهذه المسألة، واكتفى فيلسوف من آخر الفلاسفة الوثنيين -هو برفيري Prophyry (حوالي 232- حوالي 304) الذي أقام في الشام وفي روما – بصياغتها دون أن يعرف حلاً لها. لكن العصور الوسطى كانت تراها مأساة حيوية.!!







Discussion about this post