في مثل هذا اليوم29 ابريل2004م..
بداية انسحاب قوات مشاة البحرية الأمريكية من مدينة الفلوجة العراقية بعد معارك ضارية.
حصار الفلوجة في أبريل 2004
نتيجة لقتل أربعة من المرتزقة من شركة بلاك وتر الأمريكية مع قوات التحالف تعرضت الأدارة الأمريكية في واشنطن إلى ضغوط سياسية للقبض على الأشخاص الذين قاموا بتلك العملية. قامت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في أبريل 2004 بطوق المدينة لالقاءالقبض على منفذي العملية أو منفذي أي عملية أخرى من عمليات المقاومة العراقية وذلك بمساعدة افواج من الحرس الحكومي العراقي وميليشا البيش مرگة الكردية حيث كان لهم دور فعال في القتال هناك لاحقا.
قامت القوات الأمريكية بعد طوق المدينة بعملية عسكرية ادت إلى مقتل 40 من المارينز وتراوحت اعداد القتلى العراقيين حسب المصادر الطبية المحلية لمدينة الفلوجة زهاء 731 قتيلا.
في 9 ابريل 2004 سمحت القوات الأمريكية المطوقة للمدينة لما يقارب 70,000 من سكان المدينة بمغادرة المدينة وفي 10 ابريل 2004 اعلنت القوات الأمريكية من جانب واحد وقف إطلاق النار للسماح بالمساعدات الأنسانية بدخول المدينة ودخل وفد مفاوض المدينة لعقد الصلح ولكن الوفد فشل في مسعاه وبدأ الصراع مرة أخرى في 12 ابريل 2004 اضف إلى ذلك ان القوات الأمريكية عثرت على أسلحة مخبأة في الشاحنات التي كانت تنقل المساعدات الأنسانية للمدينة المحاصرة.
في بداية شهر مايو 2004 ونتيجة لضغوط سياسية أعلن المارينز وقف إطلاق النار من جانب واحد وللمرة الثانية وكانت نصف مدينة الفلوجة في ذلك الوقت تحت سيطرة المارينز. كانت معظم المعارك تدور في الأحياء الجنوبية لمدينة الفلوجة وخاصة حي الجولان. قام قائد قوات المارينز في الفلوجة باتخاذ قرار اعتبره البعض مجازفة حيث قرر تسليم المدينة إلى أحد الضباط السابقين من الجيش العراقي التي تم حله بقرار من سلطة الائتلاف الموحدة وحاكم العراق انذاك بول بريمر، حيث دخل الضابط محمد صالح المدينة مع 1000 من رجاله واطلقت تسمية لواء الفلوجة على هذه القوة ولكن معظم افراد هذه القوة كانوا من المنتمين إلى المقاومة العراقية. دخل محمد صالح الدينة وهو يلوح بعلم عراقي كان مجلس الحكم في العراق الغاه وكان لابسا زيه العسكري القديم في مبادرة رمزية من محمد صالح إلى عراقية القوة الداخلة إلى المدينة ولكن الأعضاء الأكراد في مجلس الحكم في العراق عارضوا بشدة اسناد هذا الدور إلى محمد صالح بسبب مزاعم انه كان متورطا بجرائم ارتكبت ضد الأكراد أثناء الحرب العراقية-الأيرانية فتم استبدال صالح بالضابط العسكري العراقي محمد لطيف كقائد للواء الفلوجة.
عقد الصلح بإعطاء محمد لطيف صلاحية السيطرة على شؤون المدينة بشرط ان يحكم لطيف سيطرته على الهجمات المسلحة التي تنطلق من الفلوجة ضد القوات الأمريكية وتشكيل نقاط للتفتيش من قبل المارينز على مدخل المدينة الشرقية.
معظم افراد لواء الفلوجة كانوا أعضاء في المقاومة العراقية والجيش العراقي القديم مما اعتبره البعض انتصارا للمقاومة العراقية في الفلوجة علما ان الكثيرين في مجلس الحكم في العراق ابدوا عدم ارتياحهم للمعالجة الأمريكية لقضية الفلوجة منهم على سبيل المثال أحمد الجلبي الذي صرح بعد مقتل عزالدين سليم في 17 مايو 2004 ان «الباب مفتوح للسيارات المفخخة» وكان يقصد بها باب الفلوجة.
تحولت الفلوجة تدريجيا بعد الصلح إلى مدينة يتغلب عليها الطابع الديني حيث طبقت شريعة إسلامية في معظم ارجاءها وتم تهميش دور لواء الفلوجة حتى أصبحوا جزءا من المقاومة العراقية نفسها بعد أن كان الهدف من ارسالهم هو كبح جماح العمليات المسلحة للمقاومة.!!







Discussion about this post