في مثل هذا اليوم 3 مايو 1814م..
الشيخ جابر بن عبد الله الصباح يتولى الحكم في الكويت خلفًا لوالده الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح.
الشيخ جابر بن عبد الله الصباح (1770 – 1859)، حاكم الكويت الثالث. تولى الحكم بعد وفاه أبيه الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح وكانت فترة حكمه الأطول بتاريخ الكويت إذ إنه حكم ما يقارب الأربعين عامًا من 1814 إلى 1859.
كان عاقلاً حليمًا حازمًا وكريمًا ويضرب بكرمة المثل، حتى أن الكويتيين أطلقوا عليه اسم جابر العيش (العيش باللهجة الكويتية يعني الرز) وذلك لأنه كان يقوم بعمل الموائد للفقراء بجانب قصره على الرغم من قله موارده المالية.
أهم الأحداث التي حدثت في عهده
مساعدة الحكومة العثمانية على تحرير البصرة والمحمرة من قبيلة بني كعب حين أغارت عليهما واحتلتهما.
الاتفاق مع ممثل إبراهيم باشا على تسهيل مرور القوافل والسفن المصرية التي قد تدعوها الحاجة إلى المرور بالكويت، وكان ذلك في عام 1822.
لجوء ضامر بن حويمد إلى الكويت عام 1826 بعد أن كانت الاضطرابات ضاربة أطنابها في سوريا، وعلى الرغم من مطالبة مصطفى باشا بضامر وعائلته إلا أنه رفض أن يسلم من استجار به وطلب حمايته.
رفض طلب من الإنجليز الذين جاؤوا إلى الكويت وحاولوا إقناعه برفع الراية الإنجليزية أو السماح لهم بالبناء في الكويت أو إعطاء تعهد بأنه سيعامل الدولة العثمانية بمثل هذه المعاملة إذا لم يستجب لهم وأعلن أن كل أمر يتعلق بالكويت مرهون بمصلحتها وحدها.
الاشتراك في معركة المحمرة عام 1837 والتي دامت لمدة ثلاث أيام بقيادة علي رضا باشا.
لجوء عمر بن محمد بن عفيصان إلى الكويت سنة 1836.
لجوء خالد بن سعود إلى الكويت بعد أن نافسه على إدارة بلاد نجد ابن عمه عبد الله الثنيان آل سعود، حيث بعد أن تفرق عنه أكثر أتباعة ورجاله التجئ عنده. لكنه لم يلاقِ ما كان يتوقع من الإكرام لأن أهالي الكويت لم يكونوا مرتاحين لعلاقته القوية مع العثمانيين، فلم يطل إقامته في الكويت فتركها إلى القصيم ثم إلى مكة.
توقيع معاهده حفظ السلام في البحر ومكافحة تجارة الرقيق في عام 1841 مع الحكومة البريطانية ولمدة سنه، على أن يُعاد النظر في تجديدها عند انتهائها، وتعتبر هذه المعاهدة من أوائل الوثائق في العلاقات الكويتية مع الدول الأخرى.
عزم بندر السعدون غزو الكويت في عام 1844.
عرض الحماية البريطانية على الكويت أثناء المناوشات بين فارس و بريطانيا لغرض الاستيلاء على المحمرة.
تمديد سور الكويت.
استقبلت الكويت في عهده ثلاثة من الرحالين الغربيين، وهم:
بكنجهام.
ستوكويلر.
الكابتن بلي، وهو المقيم الإنجليزي في الخليج.
وقد لفت نظرهم استقرار الكويت وازدهار تجارتها خلافًا لجيرانها، حيث تغيرت حكومات مجاورة وتبدلت أحوال كثيرة تبعًا لذلك بينما ظل النظام بالكويت مستقرًا…
الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح (1740 – 3 مايو 1814 ) ، حاكم الكويت الثاني. تولى عام 1776 بعد وفاة والده الشيخ صباح على الرغم من كونه أصغر اخوته إلا انه كان يتصف بسرعة البديهة وصفاء الذهن والكرم وحسن السيرة والشجاعة.
تولى الحكم بعد وفاة والده صباح الأول سنة 1190 هـ / 1776م، حيث قضى في إدارة حكم الكويت ما يقارب تسعة وثلاثين عاما، أنهى القسم الأخير منها بإصلاح البلد إلى أن توفي في يوم الخميس الموافق 12 جمادى الأولى عام 1229 هـ هجرية الموافق 3 مايو 1814.
أهم الأحداث في عهده
سعدون بن عريعر
في أواخر 1190 هـ / 1776م نزل أمير الأحساء سعدون بن عريعر بن دجين قريبا من الكويت، وقد كان متوجها لتعزية عبد الله في وفاة والده، فظنَّ الأهالي أنه يريد بها السوء. فخرج إليه عبد الله الصباح بعدد قليل ليكشف عما كان ينويه، وسرعان ما اكتشف حُسْن نيته فعاتبه سعدون على خروجه بهذا العدد القليل من الرجال دون الاحتياطات الكافية. فرد عليه الشيخ عبد الله أنه آتٍ لملاقاة أخيه الأكبر وأنه واثق من حسن نواياه.
نزوح آل خليفة
بدأ جماعات من العتوب تهاجر من الكويت إلى جزيرة البحرين وسواحل قطر المقابلة لها حيث مغاصات اللؤلؤ. وفي تلك الفترة أسس عرب بنعلي (سليم والمعاضيد وهم فرع من العتوب) بلدة على الساحل الشمالي لقطر اسموها فريحة سنة 1166 هـ / 1753 م. ثم في سنة 1180 هـ / 1766 م كانت إحدى سفن الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة زعيم آل خليفة وفيها أحد أبنائه راسية في الفلاحية، وكانت تحمل تمرا فهاجمها قطاع الطرق ليلا بهدف نهبها وقتل أحد المهاجمين وهو من بني كعب، فغادرت السفينة بسرعة وعادت للكويت. فطلب الشيخ بركات أمير المحمرة تسليم ابن الشيخ محمد لأخذ الثأر منه لقتيلهم فرفض الشيخ محمد تسليم ابنه واقترح عليه الشيخ عبد الله بن صباح أن يأخذوا الابن في مسيرة ويذهبوا إلى بني كعب ويطلبوا منهم الصفح على أن يدفعوا لهم دية القتيل، فلم يوافق الشيخ محمد، على ذلك الرأي وقال انه مستعد لدفع الدية مهما بلغت ولكنه لن يسلم ابنه وخاصة ان بني كعب هم الذين بدأوا بالعدوان فاشتد الخلاف بين بني كعب والشيخ عبد الله نتيجة لذلك الرفض. مما دعا الأخير إلى الإلحاح على الشيخ محمد بتسليم ابنه على أساس انه ليس في مقدورهم محاربة بني كعب فاستأذن الشيخ محمد آل خليفة من الشيخ عبد الله أن يسمح له ولعشيرته بالخروج، ويؤكد النبهاني هذه الرواية بينما تذكر روايات أخرى أن سبب النزوح هو عندما آل الحكم إلى عبد الله بن صباح في عام 1180 ه/ 1766 م بعد وفاة والده، نشب خلاف بينه وبين ابن عمه وزوج أخته محمد بن خليفة بن محمد حيث يرى محمد أن الإمارة تتداول بينهم، فرفض عبد الله ذلك، فطلب الشيخ محمد من الشيخ عبد الله أن يسمح له ولعشيرته بالانتقال من الكويت إلى الزبارة وأن يحله من الحلف مقابل التنازل عن نصيبه من الأرباح، وقد قوبل عرضه بالإيجاب فانتقلوا إليها. وقد لحقهم الجلاهمة بعد أن امتنع الشيخ عبد الله الصباح من اعطائهم مستحقاتهم من الواردات ثم تطور الأمر بأن اجلاهم من الكويت فلحقوا بآل خليفة في الزبارة.
معركة الزبارة وفتح البحرين
في سنة 1782 وقعت في قرية سترة البحرينية حادثة بين أتباع آل خليفة وأهالي المنطقة أدت إلى تدخل ناصر آل مذكور الذين جهزو سفن حربية من إمارة بوشهر ورافقتها سفن بني كعب، وكانت تحتوي على خمسة آلاف مقاتل، فضربوا الحصار على المدينة ودارت معركة كبيرة الوطيس بين الطرفين، وأتت نجدات بحرية من الكويت إلى آل خليفة، فأشتركت بمداهمة سفن القيادة لتلك الحملة واستولت على أسلحتهم وأموالهم، ثم حاصر الأسطول الكويتي «قلعة المنامة» واشتركت مع قوات الزبارة في احتلال ما بقي من مدن البحرين وقراها وخلصوها من أيدي ناصر آل مذكور، وعين آل خليفه حكام عليها.
معركة الرقة
حصلت تلك المعركة سنة 1783 م مع بني كعب، وكانت المعركة في ساعة الجزر وصادف سكون الهواء بصورة مفاجئة حتى تعذر على السفن الكعبية الضخمة المسير واستوت على الطين، فدهم الكويتيون بسفن صغيره وهاجموا جميع السفن وانتصروا في تلك المعركة.
الدولة السعودية الأولى
لم تدخل الكويت في احتكاك مباشر مع الدولة السعودية الأولى، إلا انها استقبلت اللاجئين من أمراء بني خالد، فقد لجأ زيد بن عريعر ومعه إخوته واتباعه إلى الكويت بعد طرده من الحكم سنة 1207 هـ / 1793، والأمير عبد المحسن السرداح سنة 1210 هـ / 1795م. وقد حاول إبراهيم بن عفيصان (أحد قادة الدولة السعودية الأولى) غزو الكويت في 1208 هـ / 1793م بجماعة من قبائل الخرج والعارض وسدير إلا أنها لم تثمر عن شيء بسبب دعم الوكالة البريطانية للكويتيين ضد تلك الحملة، وإن أسفرت عن مقتل ثلاثين رجلًا من أهالي الكويت والاستيلاء على أسلحتهم وماشيتهم. وبسبب تلك التهديدات، قام الكويتيون ببناء سورا حول عاصمتهم سنة 1212هـ / 1797م.
وقامت حملة سعودية أخرى بقيادة مناع أبو رجلين على الكويت سنة 1212 هـ / 1798م ولكنها لم تصب نجاحا. وردت الكويت بحملة قادها مشاري بن عبد الله آل حسين على القبائل الموالية للدولة السعودية ولكنها ارتدت بعد مقتل قائدها.
وفي سنة 1223 هـ / 1808م رفض عتوب الكويت دفع الزكاة إلى السعوديون تضامنا مع عتوب البحرين، فقامت حملة سعودية في 1224 هـ / 1809م على الكويت، عانى فيها الجانبان خسائر كثيرة في السفن والأرواح. وقد أعان الشيخ عبد الله الصباح البحرين في معركة خكيكرة التي انتصروا فيها ضد رحمة بن جابر الجلهمي المدعوم من السعوديون.
كانت للتجارة طريقين قديمين أحدهما بري والآخر بحري، فكانت سفن العتوب والعمانيين هي التي تحتكر حمل البضائع في الخليج العربي إلى نهاية القرن 18. وكانت سفن الكويت ترسو في موانئ عمان مثل مسقط وصحار وخورفكان إضافة إلى بندر عباس والبصرة. كما تمكنت في الربع الأخير من القرن 18 من الإبحار إلى موانئ الهند مباشرة، والوصول إلى الموانئ الحضرمية واليمنية خاصة الشحر والمخا لنقل القهوة إلى الخليج العربي. كما كانت الكويت تصدر الخيول العربية من شمال الجزيرة وخاصة مناطق شمر إلى الهند وتستورد منها الأقمشة والأرز والسكر والخشب والتوابل. وقد امتلكت الكويت في نهاية القرن 18 عدد خمسة عشر سفينة ذات حمولة 100-450 طن، وعشرين سفينة صغيرة ذات حمولة 50-120 طنا، بالإضافة إلى 150 سفينة اخرى حمولتها بين 15 و150 طنا.
واستفادت أيضا من استخدام شركة الهند البريطانية للكويت كمركز لبريدها سنة 1973 ولعامين، مما جعلها محطة للقوافل البرية إلى بغداد وحلب. وكانت المسافة من الكويت إلى بغداد تقطع في 30 يوما وإلى حلب في 80 يوما، وقد كان العديد من التجار ينقلون بضائعهم إلى بغداد وحلب عن طريق الكويت ليتفادوا دفع الرسوم الباهضة في البصرة.!!
Discussion about this post