في مثل هذا اليوم 3 مايو 1924م..
زحف الجيش اليمني لحرب الأدارسة وهزم الأدارسة واستولى اليمنيون على ميناء الحديدة وعين الإمام ولاته عليها ، وتقدم الجيش صوب عسير، وحاصر مدينتي صبيا وجازان.
الحرب السعودية اليمنية 1934 تعود خلفيتها التاريخية إلى حرب وقعت بين المملكة المتوكلية اليمنية والأدارسة على فترات متقطعة بدأت منذ 1924 حتى أكتوبر 1926 عندما تحوّلت الإمارة الإدريسية إلى حكم ذاتي تحت حماية السعودية وسيادتها بناء على إتفاقية مكة عام 1926، وبعدها تحولت اتفاقية الحماية من حكم ذاتي إلى اتفاق سيطرة كاملة بعد ضم المنطقة في أكتوبر 1930. بعدها بسنتين تمرد الأدارسة على الملك عبد العزيز ما بين (نوفمبر 1932 – فبراير 1933) وعندما فشل التمرد أصبحوا لاجئين في اليمن عند الإمام يحيى حميد الدين، وعام 1934 نشبت الحرب بين المملكة العربية السعودية والإمام يحيى (فقط في جبهة نجران) ومعه الأدارسة (في بقية الجبهات الأخرى) وانتهت بمعاهدة الطائف 1934 حيث قام الجيش السعودي بموجبها بالانسحاب من الحديدة وحجة وتراجع جيش المملكة المتوكلية اليمنية من نجران عام 1934 (كان جيش إمام اليمن يحيى حميد الدين بدأ باحتلال نجران في ابريل 1933 ولم تكتمل سيطرته عليها إلا في اكتوبر 1933 باحتلال مدينة البدر بعد مواجهات مع قبائل يام والمكارمة)
في 3 مايو 1924 زحف جيش الإمام يحيى بقيادة عبد الله بن أحمد الوزير لحرب الأدارسة. وكانت تهامة ساحة الحرب. وهزم الأدارسة واستولى اليمنيون على ميناء الحديدة وغيره من موانئ تهامة ومدنها. وعين الإمام ولاته عليها. ثم واصل جيش الإمام تقدمه وحاصر مدينتي صبيا وجازان، واضطر السيد الحسن الإدريسي إلى أن يعرض على الإمام يحيى حميد الدين صلحاً يقضي بكف الإمام عن محاولة الاستيلاء على المدينتين المذكورتين مقابل اعتراف الأدارسة بولائهم للإمام يحيى حميد الدين، على أن يمنح الإمام الأدارسة نفوذاً محلياً على مابيدهم. لكن الإمام يحيى رفض العرض، وأصر على مواصلة محاولة الاستيلاء على صبيا وجازان؛ مما حمل حسن الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبدالعزيز آل سعود، وكان ذلك عام 1345هـ – 1925 م.
القوات السعودية:
تألفت القوات السعودية في غالبيتها من جنود غير نظاميين يتم حشدهم من سكان المدن ومن رجال البادية. وكان غالب أسلحتهم من عصر الحرب العالمية الأولى. في بداية الثلاثينيات وعلى إثر التمرد الذي قاده جيش الإخوان غير النظامي عام 1929 آثرت الحكومة السعودية إعادة تنظيم قواتها وتسليحها واستبدال الجنود غير النظاميين من رجال البادية بقوات نظامية مدربة، وتزويدها بالمزيد من الأسلحة الحديثة والمدرعات. وكان التسليح الرئيسي للقوات المسلحة السعودية بنادق “لي-انفيلد”، و”روس انفيلد” البريطانية، وجي89، وبندقية ماوزر الألمانية،. ودبابة كاردن ويد تانكت، وفيكرز ميديم مارك الثانية من شركة فيكرز.
كان محمد بن علي الإدريسي يود الاتحاد مع الإمام يحيى وينهي النزاع بينهما على الحديدة شريطة اعتراف الإمام يحيى بالإدريسي حاكما على منطقته لكن الإمام الزيدي كان متعنتا ويرغب بإخراج الإدريسي من اليمن كلها بحجة أنه “دخيل عليها” لأصوله المغربية قاتل الإمام يحيى حميد الدين الأدارسة وسيطر على الحديدة وفرض حصاراً على صبيا مما اضطر حسن الإدريسي إلى التحالف مع عبد العزيز آل سعود، وكان قد عقد معاهدة مع الإنجليز عام 1915 كان الإمام مهتماً بالسيطرة على عدن من الإنجليز ولكن محاولاته باءت بالفشل فقد فرض الإنجليز حصاراً على المملكة المتوكلية اليمنية لمنعهم من شراء الأسلحة من إيطاليا في نوفمبر 1933 نقض الأدارسة حلفهم مع البريطانيين وابن سعود والتحقوا بالإمام. سيطرت قوات المملكة المتوكلية على نجران وأجزاء من الإمارة الإدريسية وطالب الإمام يحيى باستعادة حكم الأدارسة في جيزان. خطط الإمام يحيى والمكرمي في نجران لتجهيز جيش قوامه مئتي ألف مقاتل لقتال ابن سعود ولكن خطتهم تلك لم تر النور
كانت المملكة المتوكلية اليمنية وجيزان الهدف الأسهل لابن سعود لأنها لم تكن محميات بريطانية وكان عبد العزيز ابن سعود واثقا أن الإمام يحيى لن يُدعم من الإنجليز. قامت حرب خاطفة بين مارس ومايو عام 1934 وانتهت بتوقيع معاهدة الطائف عقب سيطرة ابن سعود على 100 كيلو متر بعد ساحل صبيا عدة أسباب دفعت ابن سعود للتوقيع على المعاهدة -بالرغم من أن البريطانيين توقعوا أن يحتل المملكة المتوكلية مثل مملكة الحجاز- كانت سلطة الإمام هزيلة على ساحل تهامة لكن أدرك ابن سعود أن الإمام يحاول استدراجه نحو المرتفعات الجبلية الزيدية، ولخشيته أن توغله قد يتيح الفرصة لتمرد جديد من الإخوان عليه، ولافتقار قواته للخبرة في المعارك الجبلية، وخوفه من دعم إيطالي مرتقب للإمام
في 1974 طلبت السعودية اعتماد الحدود نهائيا ووافق وزير الخارجية اليمني آنذاك على الطلب إلا أنه قوبل برفض شعبي وسياسي كذلك أدى إلى رفضه وتم اعتماد الحدود بعد إتفاق 13 يوليو عام 2000.
المعاهدات:
معاهدة صنعاء:
في 11 فبراير 1934 وقعت معاهدة صداقة بين المملكة المتوكلية اليمنية، والامبراطورية البريطانية. قبل بدء الحرب بين المملكة المتوكلية اليمنية والمملكة العربية السعودية. قامت المملكة المتوكلية اليمنية وممثل الامبراطورية البريطانية في عدن بتوقيع معاهدة الصداقة التي حلت بعض النزاعات بينهما على عدن وعلى الحدود بين المملكة المتوكلية اليمنية ومحمية عدن، وبموجبها تضمن بريطانيا استقلال المملكة المتوكلية اليمنية لمدة أربعين عاما. وفي المقابل يتوقف الإمام يحيى حميد الدين عن مهاجمة محمية عدن.
معاهدة الطائف:
في يوم 12 مايو لعام 1934 بدأت مفاوضات السلام بين عبد العزيز وبين الإمام يحيى حميد الدين الذي طالب بهدنة لمدة 20 سنة على الأقل. وقيل إن ولي عهد اليمن أحمد بن يحيى دعم استمرار الحرب، بينما كان والده الإمام يحيى حميد الدين يدعم اتفاقية السلام. وفي الوقت نفسه نفى الملك عبد العزيز رغبته بضم اليمن للمملكة العربية السعودية.
في يوم 26 مايو بدا تحسن ملحوظ في العلاقات واستسلام من ناحية اليمن. ومع ذلك ففي 14 يونيو 1934 ذكر أن المعاهدة قد وقعت بين الملك عبد العزيز والإمام يحيى حميد الدين لمدة 20 سنة.
وكانت نتيجة المعاهدة انسحاب المملكة العربية السعودية وقواتها المسلحة من الحديدة، والساحل اليمني وإعادتها لليمن تحت قيادة الإمام يحيى حميد الدين.
معاهدة جدة:
وفي 12 يونيو 2000، تم توقيع معاهدة نهائية لترسيم الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية تضمنت التزام الطرفين بمعاهدة الطائف، وإبقاء الحدود كما هيَ مع تعديلات بسيطة جدا عليها.!!
Discussion about this post