صياد و بحيرة.(٢).
تكملة قصة قصيرة ، بقلمى / عوني سيف ، القاهرة.
بعد نكسة ١٩٦٧، كان كل الشعب ينتظر خطاب من عبد الناصر، و أعلّن أن الخطاب اليوم. ذهب حسين إلى المقهى لكى يشاهد خطاب ناصر فى التلفزيون.هو و كل رجال منطقة البحيرة.
وأثناء ذلك تسلل عبد الدايم إلى بيت حسين الصياد ، رغبةً منه فى التودد إلى دلال. فهو رجل ذو علاقات نسائية و يرغب فى أن يجعلها إحدى علاقاته.
دلال سيدة أصيلة ، تكن لزوجها حباً و كرامةً، فلذلك صدت عبد الدايم و انتهرته و حذرته أن يأتى إلى بيتها مرة أخرى ، وإلا سوف تسبب له فضيحة قرمزية اللون.
مرت عدة شهور بسلام ، و فى إحدى ليالي ديسمبر ذهب عبد الدايم إلى البحيرة ليلاً ، بالقرب من بيت حسين و أشعل النار فى القارب.و لأن منطقة البحيرة نائية ، ليست بها بيوت كثيرة، فحريق القارب لم يكسر صمت المكان . و لم يعلم حسين بالحريق إلا فى الصباح الباكر.
دخل الحزن إلى بيت حسين و اتكأ و رفض أن يخرج لفترة.لم تعد العلاقة بين حسين و دلال كما كانت، أصبح حسين شارد الذهن ، لم يحلق لحيته ، حتى دلال اهملها ، التى اعتادت على الدلال. وافق حسين بعد فترة من الإلحاح أن يعمل بالأجر عند أحد الصيادين الكبار. كانت دلال تدعمه نفسياً و تشجعه و تزرع فيه الأمل حتى يعود نشيطاً كما كان .
أقسمت دلال أن تنتقم من عبد الدايم بحيلة أنثوية ذكية حينما تسنح لها الفرصة.
فى أحد الأيام التى كان يعمل فيها حسين بعيداً ، ذهب عبد الدايم إلى دلال ، لكى يروادها عن نفسها ، فغمزت له دلال و قالت تعال ليلاً ، بعد العاشرة.
ذهبت دلال ، مارة أمام المقهى ، غمزت لعبد الدايم ، و هى فى طريقها لبيته . روت كل ما حدث لزوجة عبد الدايم و إلى ابنه
البكر ، الاستاذ محفوظ. طلبت منهم دلال أن يأتون إلى بيتها لكى يوقفوا هذه المهزلة.
ذهبت زوجة عبد الدايم و محفوظ ابنه إلى بيت حسين الصياد بعد صلاة العشاء ،سلكوا طريقاً خلف المقهى لكى لا يراهم أحد. قدمت دلال لهم فاكهة و شاى أحمر ، و انتظروا جميعاً مجئ عبد الدايم.
فى العاشرة بالتمام سمعوا طرقاً على الباب ، فتحت دلال الباب ، دخل عبد الدايم يختال و مبتسماً . و فجأة ، صُعّق بوجود زوجته و ابنه.عادوا الثلاثة إلى بيتهم منكسرين من صغّر النفس،
يشعرون بالدونية.
حكم عليه ابنه محفوظ أن يعوض حسين عن قاربه المحترق. و عاد حسين و عادت حياته هو و دلال كسابق عهدهم.
Discussion about this post