في مثل هذا اليوم6 مايو1946م..
جلاء الاتحاد السوفيتي عن إيران.
الغزو الانجلو-سوفيتي لإيران هي عملية عسكرية نفذتها قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية من أجل غزو الأراضي الإيرانية. شاركت القوات السوفيتية والبريطانية إضافة إلى بعض الوحدات العسكرية التابعة لاتحاد دول الكومنولث في الغزو، استمرت العملية العسكرية من الخامس والعشرين من أغسطس وحتى السابع عشر من سبتمبر عام 1941 وأطلق عليها اسم عملية الإحياء، وكان الغرض منها تأمين حقول النفط الإيرانية ومنع القوات الألمانية من السيطرة عليها، كذلك ضمان خط إمداد وتموين آمن ومستمر للقوات السوفيتية المشاركة في المعارك على الجبهة الشرقية ضد قوات المحور. وعلى الرغم من إعلان رضا بهلوي إيران بلدا محايدا في الحرب العالمية الثانية إلا أنه أظهر تعاونا كبيرا مع قوات المحور، وبالأخص الألمانية، الأمر الذي دفع القوات البريطانية والسوفييتية لخلعه عن العرش وتنصيب إبنه محمد رضا بهلوي خلفًا له بعد احتلال كامل الأراضي الإيرانية.
مع سيطرة القوات الأنجلو-سوفيتية على مجمل الأراضي الإيرانية، أصبح الممر الفارسي شريانا أساسيا لتزويد قوات الحلفاء بالعتاد (حيث استخدم لنقل خمسة ملايين طن من العتاد والمؤن طوال فترة الحرب)، واتجه العتاد المنقول عبر الأراضي الإيرانية أساسا إلى الاتحاد السوفيتي كما تم نقل المؤن من خلالها لدعم القوات البريطانية المرابطة في الشرق الأوسط. وخلال أيامه الأولى، أتم الشاه الجديد توقيع اتفاقية تحالف بين بلاده وكلا من الاتحاد السوفيتي وبريطانيا في يناير من عام 1942 نصت على تقديم إيران مساعدات غير عسكرية لدعم المجهود الحربي لقوات الحلفاء.
على مدار ثلاث سنوات هي مدة احتلال القوات السوفيتية للأراضي الإيرانية، عمل ستالين على زيادة النفوذ السوفيتي في المناطق ذات الأغلبية الكردية والأذربيجانية بشمال غرب إيران، وبالفعل تمكن من إنشاء حزب توده إيران وهو أول حزب شيوعي في البلاد، ولم يقتصر التدخل السوفيتي على الحياة السياسية في البلاد فحسب بل امتد لدعم الحركة الانفصالية في شمال إيران وتحديدا بمدينة تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية مما ترتب عليه قيام الحكومة الأذربيجانية الشعبية الانفصالية في الثاني عشر من ديسمبر عام 1945 بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة بين القوات الإيرانية والجماعات الانفصالية المسلحة مدعومة بقوات من الاتحاد السوفيتي حيث قامت وحدات من الجيش الأحمر بإبطال تحركات للجيش الإيراني الساعي لإعادة فرض سيطرته على شمال البلاد، ولم تمض سوى أسابيع معدودة حتى أعلن الأكراد قيام دولتهم مع اقتراب نهاية عام 1945 على الأراضي الإيرانية، وهي الكيان السياسي قصير العمر والمعروف باسم الجمهورية الكردية الشعبية أو كردستان الإيرانية.
ومع نهاية المهلة المحددة لانسحاب الوحدات العسكرية من الأراضي الإيرانية في الثاني من مارس لعام 1946، بعد مرور ستة أشهر على نهاية العمليات العسكرية الخاصة بالحرب العالمية الثانية، امتثلت القوات البريطانية لموعد المهلة المحددة في حين أحجمت القوات السوفيتية عن الانسحاب معللة بذلك خطورة الوضع الراهن على أمن الاتحاد السوفيتي، ولم تنسحب القوات السوفيتية من عمق الأراضي الإيرانية حتى مايو من العام نفسه إلا بعد حصول الاتحاد السوفيتي على تنازلات من الحكومة الإيرانية يضمن خلالها الأول إمدادات ثابتة من الوقود، وبانسحاب القوات السوفيتية تمكنت إيران من إعادة بسط نفوذها على الجزء الشمالي من البلاد وإسقاط الحكومات الانفصالية سواء الكردية أو الآذرية وضم الأجزاء المقتطعة إلى الأراضي الإيرانية مرة أخرى.!!







Discussion about this post