حكاية المدن الموحشة
—
في مطلع روايته الشّهيرة ” وليمةٌ لأعشاب البحر – نشيد الموت -” قال الرّوائيّ السّوريّ حيدر حيدر الّذي يبدو أنّه قد ملّ من ولائم الأرض فغادرها إلى ولائم السّماء في الخامس من أيّار ٢٠٢٣ :
“كانت مدينةً جميلةً مطوَّقةً بالبحر والغابات لكنّها كأيّ مدينةٍ عربيّةٍ موحشةٍ محكومةٌ بالإرهاب والجوع والسّمسرة والدِّين والحقد والقسوة والقتل”
—
مثْلَنا
مثْلَ أغنامِنا
هكذا تُذبَحُ المدنُ
وتجوعُ
وتعطشُ
تعرى
ويُتعبُها صخبُ الكلماتِ مِنَ الشّعراءِ الّذين نسُوا صوتَهم عند بابِ الخليفةِ وانشغلوا بدراهمِهم
ويطاردُها العفَنُ
هذه المدنُ الّلهُ يهجُرُها
فلقد ملَّ مِنْ سُخْفِ ترتيلِ كهّانِها ولحاهم
وينفِرُ مِنْ بطشِ حكّامِها
مدنٌ بالجهالةِ تندفِنُ
آهِ
يا مدنًا لا تغنّي عصافيرُها حُرّةً فوق أشجارِها
ويُزيَّفُ تاريخُها
وتُقطَّعُ أوصالُ أحلامِها
ويشيخُ بها غدُها
وتموتُ
تموتُ حكاياتُها
هل سيأتي زمانٌ
بهِ تُغسَلينَ مِنَ الحقدِ
تنسَينَ ما قد ذوى فيكِ
ثمَّ يداعبُكِ الزّمنُ ؟
ونرى بعدما ماتَ
ينهضُ مِنْ جوفِ حفرتِهِ الوطنُ ؟
—
القس جوزيف إيليا
٦ / ٥ / ٢٠٢٣







Discussion about this post