اندية المحافظات السنية بقلم الكاتب الصحفي حسين الذكر العراق

اندية المحافظات ( السنية ) .. !!

حسين الذكر

في الموسم الماضي اعلن عن تاهل نادي سامراء الرياضي الى دوري الدرجة الممتازة بكرة القدم فائزا عن الدرجة الأولى وقد كانت فرحتي عامرة لا توصف بذلك الحدث .. لاسباب ليست رياضية فحسب .. بل عراقية بحتة .. فان اندية بعض المحافظات سيما تلك التي تسمى او تصنف ظرفيا او اجنداتيا ضمن مبتليات العراقيين بتبعات الاحتلال البغيض وما خلفه من امراض عانى منها المجتمع وما زال .. (بالسنية ) .. كنينوى والرمادي وديالى صلاح الدين وكركوك .. وهذه المحافظات كانت تشكل رافدا أساسيا من روافد منتخباتنا الوطنية لكثرة النجوم وتعدد وتنوع المواهب فيها لظروف وأسباب شتى … جعلها تأخذ مكانتها المتميزة وتنافس فيها بقية اندية ولاعبي محافظات عراقنا العزيز في الوسط والجنوب والشمال ..
كانت لهذه المحافظات اندية عديدة تمثلها في دوري اندية الدرجة الممتاز وكذا بطولة الجمهورية لسنوات خلت .. وانجبت نجوم ومدربين كثر مازال اغلبهم يقدمون خدمات لكرتنا ومشهدنا الرياضي العام .. وقد تعرضت هذه المحافظات كبقية محافظات العراق الى حيف كبير ولحقها دمار وتهميش جراء الإرهاب والعمليات العسكرية والفساد المستشري … باغلب مؤسسات الدولة مما انعكس سلبا بشكل واضح على اندية وشباب ولاعبي هذه المحافظات التي صعب عليها ان تصمد امام الدعم الكبير الذي تحصل عليه اندية المؤسسات وكذا بعض اندية كردستان .. مما صعب عليها مهمة الحضور في الدرجة الممتازة .. من هنا كانت فرحتي كبيرة بتاهل سامراء على امل ان يشكل حضوره دليلا على انتهاء عهد الاحتلال والفساد وما تبعه … وان نعيد التفكير ببناء بلدنا على أسس وطنية استراتيجية كبرى بعيدا عن عناوين أخرى تشكل عائقا بوجه العراق الجديد العربي الموحد .
خلال عشرة سنوات خلت وبرغم كل الجهود الجبارة والأموال المتاحة سواء من الحكومة المركزية او مراكز المحافظات او من شخصيات سياسية ووجهاء وغيرهم …. الا ان الجهود أخفقت بإعادة الهيبة والقوة لحضور تلك الأندية التي تحتاج الكثير على مستوى الدعم والإدارة والتخطيط والمنشئات … اذا ما اريد لها ان تأخذ دورها المعتاد في بناء العراق الموحد ولم شمل شبابنا وتطوير مواهبهم وتوظيفهم بما يصب بخدمة بلدنا بمجالات وملفات شتى .
لا انسى هنا بعض الشخصيات السياسية والحزبية والوجهاء في هذه المناطق قدموا دعما لا محدود لبعض الأندية ۔ على سبيل المثال ۔ تجربة نادي الجولان .. لكنها تجربة لا تكفي وحدها للنهوض وتحقيق الهدف الذي نسعى اليه من خلال تمثيل هذه المحافظات في دوري الكرة الممتاز إحساسا منا بأهمية إعادة الامل لبناء الدولة على أسس افضل يشعر بها الجميع ويسعى كل لاداء دوره بعراقنا العزيز ومواطنينا الاعز بكل مكان كانوا .
دعوات الى الحكومة المركزية وكذا مجالس المحافظات المعنية والشخصيات السياسية المتواجدة فيها ضرورة عقد مؤتمر رياضي كبير بحضور وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم ومستشاري رئيس الحكومة للشؤون المختصة والمحافظين ورئيس اللجنة الاولمبية والشخصيات والرموز المؤثرة فيها لدراسة الملف من جميع جوانبه وضرورة إيجاد اليات عمل تفضي لحلول منصفة واضحة عملية … تؤسس لنوافذ دعم حقيقي من قبل الحكومة المركزية وتستخدم حصرا لتطوير قطاع الرياضة والشباب وتستهدف قبل كل شيء تاهيل بعض الأندية ضمن الدرجة الممتازة حتى لو اضطررنا لتعديل النظام الداخلي للاتحاد بموافقة الهيئة العامة للتتسق خطواته بما ينسجم مع فلسفة بناء الدولة ومصلحة العراق العليا ..
والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد .. !