في مثل هذا اليوم 8 مايو 1873م..
وفاة جون ستيوارت ميل، فيلسوف واقتصادي إنجليزي.
جون ستيوارت مل (بالإنجليزية: John Stuart Mill) هو فيلسوف واقتصادي بريطاني، ولد في لندن عام 1806م، وكان البكر لأسرة كبيرة أنجبت تسعة أولاد، وكان والده جيمس ميل أحد كبار أهل العلم والمعرفة في القرن الثامن عشر. وعاش بعيداً عن تأثير التيارات الرومانتيكية الجديدة، وترك فيه جيرمي بنثام والماديون الفلاسفة الفرنسيون أثراً كبيراً. وقد أنشأ ابنه جون ستيوارت في عزلة عن بقية الأطفال، فنال تربية عقلانية. تعلم جون اليونانية في السنة الخامسة من عمره، حيث اطلع على أعمال هيرودوت وأفلاطون، وتعلم اللاتينية في التاسعة، وفي الثانية عشرة درس أرسطو ومنطق هوبز، وفي الثالثة عشرة قرأ مبادئ ريكاردو، كان غذاؤه الفكري موجها بعناية من قبل أبيه وخليطا من العلم الطبيعي والآداب الكلاسيكية، وحين بلغ جون الرابعة عشرة، كان له من المعرفة والاطلاع ما كان لرجل في الثلاثين. لقد نجح والده في أن يجعل منه كائناً عقلانياً مزوداً بمعلومات واسعة.
لم يكن جون ثوريا بطبعه، وكان يحب أباه ويعجب به أيما إعجاب، وكان مقتنعاً بصحة معتقداته الفلسفية، ووقف مع بنثام ضد النزعة اليقينية وكل ما كان يقاوم مسيرة العقل والتحليل والعلم التجريبي، وكان يجاهر باستمرار بأن السعادة هي الغاية الحميدة للوجود البشري، وكان ما يخشاه ويمقته ضيق الأفق وسحق الأفراد من قبل وطأة السلطة أو العادة أو الرأي العام، لذا وقف بحزم ضد عبادة النظام.
في السابعة عشرة من عمره، بلغ مبلغ الرجال على المستوى العقلي، فقد كان صافي الذهن، صريح، فصيح جدا، بالغ الوقار دونما أثر لخوف أو غرور، وخلال السنين العشر التالية، زاول كتابة المقالات والنقد، وحمل عبء الحركة النفعية على كاهله، وكانت مقالاته مصدر شهرة واسعة له، مما جعله خبير في الشؤون العامة. لقد امتدح ما كان أبوه امتدحه من قبله، العقلانية والمنهج التجريبي، والديموقراطية والمساواة، وهاجم، ما كان يهاجمه النفعيون، التعصب الديني والإيمان بالحقائق البديهية التي لا يمكن إقامة الدليل عليها ونتاجها اليقينية التي أفضت في رأيه إلى التنازل عن المنطق.
في عام 1830 تعرف ميل إلى السيدة تايلر وشغف بها حبا، وأراد أن يظهر لها أنه فارسها الوفي طيلة عشرين عاما قبل أن يتزوجها في عام 1851، ولقد ألفى لدى تلك السيدة رقة عاطفية مميزة توخى من خلالها أن يجد كوة فكرية يطل منها على القضايا الإنسانية والاجتماعية التي كانت مثار اهتمامه على الدوام. لقد أعترف لها بحب جامح تضمنه الإهداء الموجه لها في كتابه بعنوان “عن الحرية”، بيد أن سعادتهما لم تدم، فقد توفيت زوجته في عام 1858، مما حمل ميل على الاعتكاف في منزل صغير في إحدى ضواحي آفينيون.!!
Discussion about this post