مريم
…….
تتقاذفني ريحها
قصاصة ورق
وجدي..
شجرةٌ بالية
في صحراء شوق
يلثم الشتاء أغصانها
الليل ..
يدثر جراحي
عباءةً قدت من غيمة
السواد يقضم نبضي
ريحها ..
لعوبٌ تؤرجحني
بين صيفٍ وخريف
كالشمس تبتعد
نجمةٌ تنثر ألقها
في سماء هاجرة
عطِشٌ فؤادي ولا تبالي
نهرها ..
يفيض في غير ذي أوردتي
شراييني تجف
تسّاقط وريقاتي
ومريمي..
لم تهز جذع شجرة
غيمتها تنقشع
غيمتي ركام أسود
أتت الشبكة أكلها
يضحك مفترسها شبقًا بصيده
فريسته..
رقمٌ أضافه إلى قائمته
رقمي محته ريحٌ عاصف
قلبي لم يعد قلبي
تلقى آخر طعناتها
من ثم….رحل.
مريم ..
كانت ذات يوم..أمي
إلا أني..
لم أكن لها عيسى
لتدفئني
مريم..
كانت ذات يومٍ..أختي
إلا أني..
لم أكن لها موسى
لتبصرني
مريم..
كانت ذات يومٍ..ابنتي
إلا أني
لم أكن لها لوطُا
فتدثرني
مريم..
كانت ذات يومٍ مرآتي
إلا أنها اليوم…صدئة
لا تنعكس فيها دموعي
ذكيةٌ مريمي..
لم تأبه لصمتي
ولم تدر
أنّ صمتي ..يطهرني.
محمد البنا..مصر..٩ مايو ٢٠٢٢
………….
Discussion about this post