في مثل هذا اليوم 11 مايو1953م..
رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل يوجه انتقاد حاد لنظرية الدومينو التي كانت إدارة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور تروج لها لتبرير التدخل العسكري الأمريكي في دول العالم.
هي نظرية ظهرت في الخمسينات في الولايات المتحدةو تقول بأنه إذا كانت دولة في منطقة معينة تحت نفوذ الشيوعية فإن الدول المحيطة بها ستخضع لنفس النفوذ عبر تأثير الدومينو.
و قد طرح الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاورنظرية الدومينو في خطاب شهير ألقاه في عام 1954 .
تقوم هذه النظرية في إطار التخطيط الإستراتيجي الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية وسعى إلى تطبيقها الرئيس إيزنهاور مع نشوء أزمة الهند الصينية في 1954 بعد هزيمة الفرنسيين في معركة دين بيافو، وصعود الشيوعيين إلى الحكم وأعادت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتبار لهذه النظرية في 60 القرن العشرين لمجابهة المد الشيوعي ولكنها اضطرت للتراجع ويمكن ملاحظة العلاقة الإستراتيجية بين نظرية الدومينو والتخطيط الاستراتيجي العسكري في الحروب الكبرى، حيث تتسم بالسيطرة على مواقع بعيدة عن ساحة القتال من أجل تفادي سقوط مواقع لمجاورة وإبعاد مخاطر تحركات العدو.
مفهومها: تعرف على أنها: “أن سقوط دولة تحت السيطرة الشيوعية أو رقابتها فتليها دول الجوار”.
تفترض هذه النظرية وجود قوة خارجية قادرة على زعزعة حالة الاستقرار القائمة بين مجموعة متجاورة من الكيانات المنتظمة في ترتيب معين، مشكلة نظام ما، وتفترض أنه بمجرد نجاح تلك القوة في زعزعة استقرار أي من تلك الكيانات بدأ موجة من عدم الاستقرار تمس كل عنصر من عناصر النظام، الواحد تلو الآخر، ولهذه الموجة سرعة في الانتشار تتأثر بمدى توافر قدرة ذاتية لدى العناصر التي تسقط أولاً على تعزز انتشار أثر الموجة. ومن شروط تحقق هذه النظرية أن تكون المسافة الفاصلة بين الكيانات المكونة للنظام متساوية وأن تسقط بسرعة معينة وأن يكون لدى الكيانات المكونة للنظام استعداد للتأثر بالموجة. وقد استخدمت هذه النظرية في دراسة الظواهر الطبيعية والتفاعلات الكيميائية.
وقد اهتم دبليو جيه سترونج بالدراسة التفصيلية للأثر سقوط إحدى قطع الدومينو على القطع الأخرى التي تليها. وافترضت التجارب التي قام بها وجود مسافة قصيرة ومتساوية بين أحجار الدومينو وتساوي أحجام وكتلة تلك الأحجار وأن التفاعل الوحيد بين هذه الأحجار هو التأثر بسقوط الأحجار السابقة لها في الترتيب وأنها قادرة على الاتصال مع أي من العناصر التالية لها في الترتيب ويفترض أنه في حالة السقوط ستميل الأحجار كلها في اتجاه واحد.
وتعلي هذه النظرية من أهمية العامل الخارجي لإحداث تغيير ما في دولة ما. وقد استخدمت هذه النظرية في مجال النظم السياسية المقارنة وتوصلت الدراسات التي استخدمتها إلى أن ارتفاع وانخفاض درجة الديموقراطية في دولة معينة ينتشر ويعدي جيرانها من الدول. ومن ثم فإن التغيير داخل دولة معينة يحدث تغييراً مماثلاً في الدول المجاورة لها، بما يشبه أثر العدوى.
تطبيقات نظرية الدومينو:
تم تطوير هذه النظرية في فترة رئاسة دوايت ايزنهاورDwight Eisenhower وذلك من خلال أن وحدة الدومينو الأولى إذا سقطت فتليها باقي الوحدات “If the first domino isknoched over then the restcopple in turn” وتم تطبيقها في الجنوب الشرقي لآسيا.
فإيزنهاور يؤمن بفكرة أنه إذا تم سيطرة الشيوعية على جنوب الفيتنام، فإن الدول الأخرى في المنطقة مثل اللاوس، كمبوديا، تايلاندا، بورما، ماليزيا وأندونيسيا سوف تتبعها.
ريتشارد نيكسون كان مؤمنا أيضا بهذه النظرية، ففي خطاب أجرى سنة 1953، صرح Nixon “إذا سقطت الهند الصينية، فإن تايلاندا ستوضع في وضع حرج، وحتى كل دول جنوب شرق آسيا سوف تقع تحت سيطرة الشيوعية أو تأثيرها وحتى اليابان التي تتعامل تجاريا مع هذه المنطقة سوف تخضع للتأثير”.
وتم قبول هذه النظرية من قبل أتباع ايزنهاور، كينديJ.F.Kennedyليندن جونسLindon Johnson، ريتشارد نيكسونRichard Nixon، وكان السبب والذريعة التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لإرسال قواتها إلى الفيتنام،قال بلاودين H.W.Baldwin في فيفري 1965: “فيتنام هي منطقة خطيرة للقتال، ولكن لا يوجد منطقة صافية وسليمة للقتال فيها من أجل الحرية، فلا توجد أماكن جيدة لنموت فيها، فمن الأفضل القتال في الفيتنام – وعلى أبواب الصين- أحسن من القتال في سنوات قادمة في هاواي وفي حدودنا”.
وكنتيجة لهذا التدخل، قتل حوالي 58000 جندي أمريكي و 1.3 مليون جندي فيتنامي بالإضافة إلى المدنيين القتلى والجرحى وهذا باستعمال الأسلحة الكيماوية وبلغت تكلفة الحرب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية 165$ مليون.
وقد انتقد هذه النظرية ونستون تشرشل,,!!
Discussion about this post