في مثل هذا اليوم 13 مايو1397م..
أشيكاغا يوشي-ميتسو يبني معبد كينكاكو-جي.
أشيكاغا يوشي-ميتسو (باليابانية: 足利義満) ع (1358-1408 م): ثالث الشوغونات من سلالة الـ«أشيكاغا»، حكم بلاد اليابان الفترة من 1368 وحتى 1394 م.
من أحفاد أول «شوغونات» الأسرة «أشيكاغا تاكا-أوجي» ع (1305-1358 م)، بعد وفاة والده «يوشي-آكيرا»، وضع «يوشي-ميتسو» على عرش والده ولما يكمل التاسعة من العمر بعد.
حياته
ينتمي من ناحية أمه إلى العائلة الإمبراطورية، قد عاش منذ سنوات عمره الأولى حياة البلاط، ثم أقحمته الظروف في شؤون إدارة الحكم. عدا لقب الـ«شوغون» الذي لازمه لسنوات طويلة، شغل «يوشي-ميتسو» العديد من المناصب الأخرى، أصبح منذ سنة 1378 م، كبير المستشارين أو «دائي-غون»، ثم سنة 1381 م وزيرا-بالإضافة «نائي جو-دائي-جن» ثم وزيرا-ثانيا «سادائي-جن» سنة 1382 م، وأخيرا وزيرا للشؤون العليا «دائي جو-دائي-جن» سنة 1394 م، وهو أعلى منصب في البلاط الإمبراطوري. لم يبق «يوشي-ميتسو» طويلا في منصبه الجديد، كانت له ميولات إلى العزلة ففضل حياة الرهبنة، تاركا شؤون الحكم لابنه «أشيكاغا يوشي-موشي» ع (1386-1428 م).
حكمه
تعتبر فترة حكمه الطويلة نسبيا الأوج السياسي لحكم شوغونات الـ«أشيكاغا» و«فترة موروماتشي». استطاع ولو إلى حين أن يكبح جماح الثوار من المحاربين في المقاطعات البعيدة. بسط سلطته على مناطق الجنوب الغربي من البلاد، كما وضع حدا لنشاط القرصنة البحرية والذي كان ينطلق من قواعده في تلك المناطق، ويستهدف سواحل كوريا والصين، الشيء الذي مكنه من أن يعيد العلاقات اليابانية الصينية إلى سابق عهدها، وتم بذلك تنشيط التجارة بين البلدين. استفاد اليابانيون كثيرا من عودة التجارة، استمرت الحالة حتى سنة 1411 م، تاريخ قيام ابنه «أشيكاغا يوشي-موشي» (والذي حكم من بعده) بقطع العلاقات، كان يرى أن شروط حكام الصين «المنغ» أصبحت مهينة لبلاده -دفع جزية سنوية إلى إمبراطور الصين، في مقابل بعض الهدايا -. أعيد تنشيط حركة القرصنة البحرية «واكو» بعدها.
وضع «يوشي-ميتسو» حدا للصراع القائم بين فرعين من العائلة الإمبراطورية، واقترح أن يتم اختبار إمبراطور من كل فرع بالمناوبة جيلا بعد جيل (عرفت الفترة باسم «فترة نان-بوكوشو»).
آثاره
عرفت بلاد اليابان أثناء فترة حكمه ثراء كبيرا في الجانب الفني. كما أصبح ذهب «زن» البوذي يتمتع بشعبية كبيرة، دفعت هذه الحماسة الدينية إلى تشييد العديد من القصور ذات الإيحاءات الروحانية في نمطها وعمارتها، من أشهرها «كينكاكو-جي» (قصر أو سرادق «كينكاكو»). كان الأخير مقر إقامة «يوشي-ميتسو» الأخير، عندما فضل الانعزال. رغم حياة العزلة فإنه بقي يمارس نشاطات أخرى من أهمها تشجيعه للآداب والفنون، ومن أهم مساهماته تشجيعه لظهور نوع جديد من فنون المسرح في اليابان عرف باسم «نو».
كينكاكو-جي (باليابانية: 金閣寺 = معبد السرادق الذهبي) هو معبد زن بوذي، يقع بالقرب من كيوتو، ويعد أشهر المعالم السياحية في اليابان. يعتبر البناء وحديقته التي حافظت على تصميمها الأصلي، من أبرز الشواهد على عمارة فترة موروماتشي (1336-1573 م)، ورمزا للحركة التي قام بها الشوغون «يوشي-ميتسو» لصالح الآداب والفنون.
بدأت أعمال تشييده سنة 1397 م في حي «كيتاياما» -إحدى ضواحي كيوتو-، ليكون مقرا لإقامة ثاني الشوغونات من أسرة أشيكاغا، «أشيكاغا يوشي-ميتسو» ع (1358-1408 م)، بعد وفاة الأخير تم تحويله إلى معبد بوذي. يحتضن المعبد بعض الآثار لبوذا، وتم وضع رقائق من الذهب على جدرانه، وهو سبب تسميته. قام أحد الرهبان بإضرام نيران أتت على المعبد بكامله سنة 1950 م. يعود تاريخ البناء الحالي إلى سنة 1955 م.
تاريخ
في عام 1394 م قام الشوغون «أشيكاغا يوشي-ميتسو»، بالتنحى عن الحكم لصالح ابنه «أشيكاغا يوشي-موتشي» ع (1386-1428 م)، بعدها بأربع سنوات (1398 م) قرر أن يستقر في الإقامة التي قام ببنائها السنة التي قبلها: كينكاكو-جي. ظل «يوشي-ميتسو» مقيما فيها حتى وفاته سنة 1408 م، أصبح المكان ووفقا لوصيته معبدا لطائفة «رن-زائي» من أتباع مذهب زن البوذي، وأصبح يسمى «روكوأون-جي» (Rokuonji = 鹿苑寺 = معبد حديقة الظباء).
تعرض المعبد لعمليات تخريب عديدة على مر التاريخ، وتمت إعادة ترميمه مرات عدة. إلا أن أشد الأحداث التي مرت عليه كان بطلها أحد الرهبان البوذيين، فقد قام الأخير بإضرام النار في المعبد عام 1950 م، أتت النيران على كامل المبنى، وأصبح الحدث مترسخا في الذاكرة المحلية عندما قام الروائي الياباني «ماشيما يوكي-أو» (1925-1970 م) بكتابة روايته كينكاكو-جي (Kinkaku-ji، 1956). أعيد بناء السرادق الذهبي مرة أخرى، إلا أنه فقد أكثر أربعة أخماس مساحته الأصلية، عدا البناء الرئيسي اندثرت آثار المباني الملحقة، فقط الحديقة حافظت على رونقها الأصلي.
هندسة المبنى
تم بناء الطوابق الثلاثة للمبنى بطرز مختلفة:
الطابق الأرضي (Hosui-in): بنى على طراز شيندن-زوكوري (shinden-zukuri)، ويعود أصله إلى القصور والإقامات الكبيرة من فترة هييآن (784-1185 م)،
الطابق الأول (Choon-do): بنى على طراز بوكه-زوكوري (buke-zukuri)، ويعود إلى الإقامات العسكرية لفترة كاماكورا (1185-1333 م).
الطابق الثثاني (Kukkyo-cho): بنى على طراز كارايو-زوكيري (karayo-zukuri)، وهو أقرب إلى هندسة المباني الصينية، ومباني المعابد زن البوذية.
تم طلاء الأسقف بالورنيش، ووضعت رقائق ذهبية رفيعة على جدرانه الخارجية، وتنعكس الأضواء التي تحدثها هذه على صفحة الماء في البحيرة المحيطة بالمكان، ويعتبر منظر المعبد وهو يعكس أشعة الشمس من المناظر المشهورة في اليابان، وقد ألهم العديد من رجال الأدب والفن.!!
Discussion about this post