(الساعة مازالت ترفض الزمن)
سالم الزيدي
الساعةُ مازالت مكابرةً ترفض الزمنَ العاهرَ
بلاضجر تحملقُ بوجهي منذ سنين.
تحتضن الجدار بلا مللٍ وتمضي
تك…تك…تك…
زمن يظل جديدًا باحثًا عن الدفء..
سبعةٌ وثلاثون عامًا تنتصبُ
تراقصُ الضوء محدقةً في العيون..
لاتهدر الوقتَ في لعبة الابتهال
تتلاشى الرغبةُ بجهالة الذكريات
تلاعب العيون تدغدغُ بغربة الموتى العطاشى للجنس…
زاغت العقارب تأوهت الرغبة تنتظر إخماد الضياء للتلاحم
تك…تك..تك…
تذكره بالقرصة الأولى عند عتبة خشبة المسرح
قالت؛ماذافعلت ؟
عيناها مخيفتان ،عنيفتا النظرات
الليل لا يستقر .. يتدحرج .. ينتظر موجةَ البرد….
التاريخ المفزعُ أسير اللامعرفة بتراكم الأشياء…
والساعة لا تعرف تحديد الذكريات الضائعة …
تك ..تك .تك…
القلب يعرف ماذا في الأعماق
الحب يبحث عن ملجأ منذ زمان ..
الزجاج يتهشّمُ في قاعات المشردين …
غرباء العبودية والملذات والكراهية
و أسرى المستنقعات وأصحاب الأقنعة السوداء والأظافر الطويلة
يتسابقون لممارسة قيلولة الليل.
يتوضؤون عند بوابة المحراب..
العنفوان مملوء بعصارة التمر
والباذنجان المعتق…
توترات ضياع صناديقِ الموتى في بؤسِ المتسكع في الميدان ومحلة الذهب،
عندها يتلاشى الكذبُ والمهادُ..ومومسةٌ طيّ النسيان.
تك ….تك….تك….
انتظر ستجد الأشياء ووكلاء الأمن عند بوابة المقبرة للأسرى المتعطشين للثورة .
الأغبياء يستيقظون بُكْماً
ينقادون بذلةٍ راكعين للوباء
استعدادا لعناق الأبدية
(وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً)
بصيص عناق الطيور المحلقة مدى اللون الأزرق..
لا تزحزح قدميك؟
من يجلب الفراشة الضوء أم الظلام ؟
لماذا تحدق الساعة بوجهي.؟
ضجيج الصمتِ يتلاشى يقتل حكايات الساسة…
انكسارات الرغبة في الأعماق مخبوءة ترتعش بحبور ..
تك …..تك….تك..
نقتحم الفنادق والقطارات وقاعات المسارح نلعب أطفالاً
لماذا تحني رأسك بعد الانتصار والرغبة؟
مزعجة الذكريات ولحظات الاختلاط ….
في عينيها تساؤلات وحرارة لقبلة ساخنة ..
يتوخى التصرف الطفولي،يتكئُ مكابرا عند تأوهات النهدين …
الشكوك تقتله..
يسارع للهرب فيطفئ المصباح
الساعة …تك ….تك….تك…
هل يطول التمادي والغثيان وانتظار قدوم كودو
قد يجيء أخرساً أوأعمى او بلا حركة …
وأرصفة الطرقات منابرَ للآديولوجيات الجاهزة
تعرض طرق صنع الأزمات
وكتابة التعاويذ والأدعية ، وتعليم كيف تكون سياسيا و ملياديرا وإعلاميا ووو….
تململت الساعة
العقارب بدأت تتراجع عكس السير ….
تشقّ طريق البكاء بموت الصوت والحكايات من دون الذهاب للرقيب العسكري
وديوان السلطان .
عصفت الريح بحدة وسقطت الساعة أسيرة ومتعطشة لرفع
اللثام عن الغد الذي يجيء مظلماَ وثملاَ …
( بل الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر )
Discussion about this post