- في رحيل عملاق الشعرالدمشقي))….ّ
راعَني منظرُ النّوارس تبكي ،والنّسائم تنتحبُ ….والزّيزفونُ تتساقطُ أوراقُه، فيعرى جسدُه،.. وأحزنَني ميلانُ أعناقِ الورودِ،.. الّتي كانت تتدلل،…وتُصفِّقُ ،..وتعبقُ بأنسامها،.. فترتوي الغانياتُ،.. ويزورُها العاشقون،..
لم تترنّحْ قدمايَ،…فيُقبِّلَها البساطُ الأخضرُ ..المرسومُ عليه ألوانُ الألَقِ ،.بل سكتَ الازهرارُ والتّمايلُ،…وبدأ الصمتُ يضجُّ في أركان الجمالِ،..لألتويَ مضعضعةً تحتَ شجرة الّلوزِ الحزينةِ،..وهي تنتحبُ ليغادرَها ثوبُ البياضِ،… وصراخُ الأفرُعِ الغنّاءِ قصقصَ جوانحي،.. مشيتُ وئيدةً محطَّمةً لانشراخِ الألَقِ الرّبيعيِّ.
توسّدْتُ البساطَ،. لم يهمسْ في أذني فراشُ الألوانِ …ولا نحولُ الشّهدِ،. والعصافيرُ لم تغادرْ وكناتِها ،.. ولم تصفِّقْ جَناحاها …آهِ يا نفسي ما حالُ الحياةِ ثَكْلَى،.. والثّمارُ يتامَى…والورودُ تئنُّ،..لتقتلَ العطرَ ويرتادَها الفناءُ.
نهضتُ بتثاقلٍ عن بساطي الحبيب،…ورجلايَ محَطَّمتَا المسيرِ… وجسدي ملتوٍ،…ثغري فارقَته السّعادة،…اقتربتُ من الهزارِ،..قبّلتُه جنّحني. ..وهمس في حواسّي:…ذهبَ العاشقُ والمعشوقُ،…دهبَ خليلُنا ومُشيّكُنا ومُغرِّدُنا،….ذهب َنزارُنا عاشقُ الغانياتِ …وهائمُ السّحرِ ومدندنُ الحرفِ،.. بكت عيناي شوقاً ،.. تذكّرتُه وعشقَه قاسيونَ،.. وفي زحمةِ الأحزانِ وصلتُ قاسيونَ،.. كان صوته يملأ صداهُ الوادي ،. ،وينتحب الجبلُ الأشم وهو يدندن :أوّاهِ ياااعاشقي ،!..ضمرَ شموخي،..ووقف سطوعي،. أتتركُ ألقي يهمي،..؟!..ّوصرْحي يمَّحي!؟وشامَك تئنُّ !؟….لمَ قرّرتَ الفراق والياسمينُ ينتحب !؟كم كم ضمّك وحضنتَه!!…من لظلِّه ينسحر ،. ولعبقه يلتئم!؟…..
يارمزَ هيافةِ شامي…ومَزاريَ ونسمةَ حرفي …وشمخةَ لغتي…وتغريدَ كناري،..
آه كم ضجَّ الّليلُ بصمْتِهِ،..وأنا أتمايلُ في شوارع جلّقَ،…هنا شارعُ نزار ،..وهناك يَنبوعُ أحبّتِه المنخدِقُ من لهفاتِه.. وغليونِه وسحرِ عينَيهِ،. الّلتَين كم هامَتْ بهما غانياتٌ!.ّ وكم أرّقَتْ عاشقاتٍ!… غابَ ألقُ العشق النّزاريِّ،. فأصبحَ الحبُّ باهتاً،. لا عبقَ ينتشرُ طيبُه …ولا ليلاً يصوغُ لهفاتِه…ولا حرفاً يساوي قصيدةً،
آخِ ياشاااامُ ياعشيقةَ حرفه رحماكِ ،…كفكفي دموعَكِ. لا تحزني يااااحبيبتي،…بل تطيّبي بالذّكرياتِ،..وأخبري الدّهرَ والحياةَ :.. هنا عاش نزارنا،…وهنا زرعَ غراساً ،…فأينعَ الزّهرُ العطريُّ عبقاً لا كالأعباقِ. وروضاً لا كالرّياضِ،…فأصبحت دمشقُ غانيةً فصَّلَها نزارُ على قياسِ إحساسِه ،..وزرعَها بكلِمِه وغليونِه وسحرِ عينَيه .. وسماقةِ شعرِه…
وَداعاً يانخوةَ قاسيونَ وشموخَ دمشقَ …وكوثرَ الحروفِ ،.أ..هنا نزارُ يرقد يحلم بالربيع ليتشكلَ جسدُه غاباتِ صنوب..َ تعالَتْ ورياضَ زهرِتعابُقٍ….ومَزارَ العاشقين .!؟…..
لا تقل متُّ ،…إنّما أنت حيٌّ في كلّ شبرٍ ووترٍ مغرِّد …وفيروزِ صباحٍ وفي عنادل الربيع وأغاني العندليب …وفي كلّ نبعٍ يدندنُ العذوبة يقال له هذا نزااااار.
فيا حروفه تأنّقي،. وياحبيباتِه امسحْنَ دموعَكُنَّ …،فنزارُ هذا الوطنُ الذي لا ينحني،… وعشقٌ لا يُكرّر،.. وشعرٌ لا يُقلَّد، وووو ربيعٌ لا يزولُ أو ينكفئ،. ..وسجاياهُ سفرٌ في حشاشتي وسيلُ حبره يخدق في قلبي ولهفة في روحي ،…..وداعاً حبيبَ دمشقَ ومركعَ الحروف ومنبت الجمال وربيع الكلم …
مني أنا أميمة عمران ))…الّتي تقدس حرفك وتعشق ذكرَك وتضمخك بأعباق ياسمينك ،..لا ما غبت ،..أتغيب وأنت في القلوب تعبق وفي دمشقَ تزهر وفي قاسيون تركع !؟!!)….ّ
أميمة عمران في1-أيار -عام2023م.







Discussion about this post