أنفاس الشعر ….
===== صِلْني بِعَزْمِكَ =====
صِلْني بِعَـزْمِكَ … وَ انْهَضْ أَيُّها الْبَـشَرُ
وَاتْبَـعْ ضِـياءً … تَجِـدْكَ حَيْثُ أَنْـتَظِرُ
لَـمْ يَبْـقَ إِلّا قَـلـيلٌ … هـا هُنـا رَجُــلاً
لَـمْ يَبْـقَ غَـيْرُ الَّـذي يَـجْثُو وَ يُؤُتْمَـرُ
ما الْعُـمْـرُ ؟… إِلّا رُكـوبٌ فَـوْقَ راحِـلَـةٍ
إِلّا الْـمَـكــارِمُ … إِلّا مَــنْ لَــهُ الْأَثَــرُ
ذَرْنــي ، كَـأَوَّلِ يَـوْمٍ ، بِـالْبُـكـا نَـطِـقـاً
خَـلِّي نَمـائِي انْطِـلاقـاً لَيْـسَ يَنْحَـسِرُ
هَـلْ فيـكَ يا أَمَـلي حَـظٌّ ؟… فَأَرْقُـبُهُ
أَمْ فـيكَ أَسْـئِـلَـةٌ تَـغْـلي ، وَ تَـسْـتَـعِـرُ؟
فيكَ الْجَوابُ اخْتَفى كَيْ يَنْتَقي كَذِباً
وَ فيـكَ أَنْـتَ … وَ لا سِـواكَ يَسْتَـشِـرُ
في هالَـةٍ قَدْ صَنَـعْتَ لَنْ يَـراكَ سِـوى
مُسْـتَنْـفِـعٍ فـارِغٍ … تَمْـشي بِـهِ الْغُـرَرُ
في نَـزْوَةٍ قَدْ عَـمَتْـنا هَـلْ تُـرى حِكَـمٌ؟
في ظُلْـمَةٍ ضَلَّـلَتْـنا … هَلْ يُرى الْقَـمَرُ؟
بِأَيِّ صَوْتٍ نُغَنّي ؟… وَ الْغِناءُ غَدا
في حَلْقِ هَبٍّ … وَلِلطّاغُوتِ يَنْتَصِرُ
زادَ النَّوى …… حينَ غامَرْنا بِعِزَّتِنا
فَاحْتَلَّنا واهِمٌ ….. قَدْ فاتَهُ النَّظَرُ
تَبّاً لِساعٍ ، بِنَهْشٍ ، في عَزائِمِنا
حَتّى انْتَهى زَمَناً … ناقُوسُهُ الْخَطَرُ
فَعاوَدَتْنا الْعِجافُ السَّبْعُ ، وَ احْتَرَقَتْ
آمالُ سُنْبُلَةٍ …… لِلْماءِ تَنْتَظِرُ
وَ أَظْهَرَتْنا بَناتُ الْفِكْرِ … فَانْكَشَفَتْ
عَوْراتُنا …. وَ انْجَلى ما كانَ يَسْتَتِرُ
في كُلِّ عامٍ ….. لَنا كِذْبٌ نُجَدِّدُهُ
في كُلِّ يَوْمٍ ……. لَنا عِيدٌ وَمُؤْتَمَرُ
تَوَسَّعَتْ فيكَ …. أَصْداءُكَ فارِغَةً
حَتّى ظَنَنْتَ الْمَعاني … مِنْكَ تَنْهَمِرُ
وَ بالَغَتْ فيكَ …. أَضْغاثٌ بِمَوْهِبَةٍ
حَتّى رَأَيْتَكَ نَجْداً ، وَ الْكُلُّ يَنْتَظِرُ
اَلشَّمْسُ ذاهِلَةٌ …. وَ الرّيحُ واقِفَةٌ
وَ العَيْنُ شاخِصَةٌ … وَ الْكَوْنُ مُنْبَهِرُ
تَسابَقَتْ رَغْبَةُ الْإِنْسانِ … هائِمَةً
حَيْثُ الدِّعايَةُ … وَ الْأَضْواءُ وَالصُوَرُ
وَ كِذْبَةٌ …… في جَماعاتٍ نُصَدِّقُها
تَكادُ ، مِنْ هَوْلِها ، الشّاماتُ تَنْفَجِرُ
طـالَتْ بِـنا هَـبَّ عاصِـفَةٍ ، وَ ما هَـدَأَتْ
لِتَـمْلَأَ الْأَرْضَ ضَعْـفاً … كَيْفَ يَنْـتَصِرُ؟
مَـرّتْ بِنـا … غَـيْـرَ آبِـهَـةٍ بِـما فَعَـلَتْ
كَيْ تَتْـرُكَ الْخَلْـفَ لُغْـماً سَوْفَ يَنْفَـجِرُ
سَـيَـكْـثُـرُ الـرٌَكْـضُ فـي إِثْـرٍ بِـلا أَثَـرٍ
يُبْـدي الْعَـمى ناظِـراً … كَـأَنَّهُ الْبَـصَـرُ
وَ يَـظْـهَـرُ الظِـلُّ مـاشِـياً بِـلَا عَـكِـسٍ
وَ يَـدَّعـي عِـهْـنُـنـا …. بِـأَنَّـهُ الْـمَـطَـرُ
وَ إِنَّـنا الشَّـرُّ … بَعْـضُ الْخَـيْرِ يُتْـعِـبُنا
مَنْ باعَنا الْيَوْمَ … بَيْنَ النّاسِ يَفْـتَخِرُ
وَ نَـذْرِفُ الـدَّمَـعـاتِ عِـنْـدَ مُـطْـلِقِـها
صِرْنا خِـلافاً ، كَما شـاؤُوا ، بِما أَمَرُوا
أَيْنَ الْهَوى في قُلوبِ النّاسِ يُشْعِرُني؟
بِكُلِّ مَنْ واصَلُـوا قَلْبي وَ بي شَعَـرُوا
ماشُفْتُ فيكُمْ عَدا نَفْسي وَإنْ كَبُرَتْ
إِنْ غِبْتُ عَنْكُمْ فَشَوْقي بَيْنَكُمْ حَضِرُ
حُـلْـمي … سَـأَرْقُـبُهُ فَـرْداً بِـزاوِيَـةٍ
رَبِّي … سَيَـنْظُـرُني كُـلّاً … بِهِ عَـمِـرُ
أَيْنَ الْحَياةُ الَّتي كانَتْ وَ كَيْفَ مَضَتْ
وَ أَيْنَ ذاكَ الصِّبا ؟!.. يَلْهو وَ لا يَعِرُ
لا شَيْءَ … غَيْرُ مَتـاهـاتٍ وَ أَخْيِلَـةٍ
لا طَعْمَ … لا شَيْءَ يُغْري ، كُلُّهُ مَـرَرُ
ذَرْني وَحيـداً ، قَليـلاً ، آيِـلاً خَـرِفاً
دَعْـني قَليلَكَ … وَ اكْـثُرْ أَيُّها الْبَـشَرُ
لَمْ تَبْـقَ إِلّا طَريـقٌ … فيـكَ شائِكَـةٌ
لَمْ تَبْـقَ غَيْرُ الَّتي تَـدْنُو فَنَـنْشَـطِـرُ
شعر : عبد الصمد الصغير
Discussion about this post