قراءة تحليلية لقصة الكاتب السوري الاستاذ محمد حسن
القصة بعنوان(السور)
لا يمكننا الدخول لقصة وقراءتها قبل الوقوف على العنوان
(السور) السور الذي يحيط بمكان ويحول دون وصول الآخرين له.. يحمل في طيات الكلمة القوة والثبات
الشخصيات الرئيسية في القصة….
الزوج واسمه وليد..الاسم الذي يدل على الثقة بالنفس والعزة والكرامة والالتزام،فالشخص الذي يطلق عليه اسم وليد يكون جاد في التعامل مع الآخرين،كما أنه يدل على تميزه بالنشاط والهدوء النفسي والاجتماعي،ويدل ايضا على أنه لا يحب الفوضى ويعشق النظام.
الزوجة التي لم يطلعنا على اسمها،ربما تمسكا بشرقية وليد اراد الكاتب حجب اسمها عنا.
الشخصيات الثانوية هم العسكر ،هم العدو للبطل.
المكان…خلف السور الشاهق ،إشارة إلى عظمة وارتفاع هذا السور،وربما اراد ماهو ابعد من هذا الارتفاع ،ربما اراد نقل صورة العوائق والصعوبات التي تقف امام الانسان
الزمان…أشار له ب(برهة)وقت قصير جدا، لم يحدد لنا صباحا،مساء،عصرا،إلا أنه على الأغلب فترة تبديل ورديات العسكر.(لم يستطع إبطاء عقارب ساعته،تتسابق مع زمنه الضائع،كل الدلائل تشير بالخطر المحدق)
ينقلنا مباشرة إلى مشاهد متتالية ،كل مشهد اجمل مما سبقه،مشاهد تخلو من الحوار
المشهد الاول…بطل القصةوهو في محاولة الهروب من خطر محدق ،لكنه برفقة زوجه(قفز بها بقوة)مااجملها من صورة وكأنها ريشة ملتصقة به ،لا خيار لديه الا المغامرة.
المشهد الثاني….(تقمز ارضا جاثيا على ركبتيه).استخدام بارع ل(جاثيا)استعمل الاسم بدل استخدامه الفعل جثى دليل الثبات اولا،والاجمل في استخدامها أنه جثى بإرادته طوعا وليس كرها او قسرا او امر من أحد. صورة تفوق الروعة بتوظيف الألفاظ،استخدام بارع الآن البطل هو الآمر يطلب من زوجه الوقوف على كتفيه،
صورة الزوجة الواثقة المطيعة ،تنفذ دون تفكير
لينقلنا إلى الصورة الجديدة،لينقل لنا صورة الالم ومعاناة وليد الحقيقية من خلال(كانت تنتعل حذاء هو اهداه لها ،استطاع غرس مخالبه على كتفيه).هنا آلمني ان الزوجة لم تفكر للحظة بخلع هذا الحذاء لتخفف الالم عن زوجها،هل هي اشارة لأنانية الأنثى ام هي إشارة انها مطيعة له لدرجة عدم المناقشة،او لعلمها بضيق الوقت ومعرفتها بشخصية وجدية الزوج. استخدامه ل غرس مخالبه أكثر وجعا وايلاما من أدخل مخالبه لينقلنا بذلك الى
الصورة الثالثة التي هي الاقوى.(رغم حجم الألم رفعها بعزيمة بكلتي يديه،كانت ثقيلة)وكأنها إشارة لثقل الأيام والآلام والأوجاع).ساعده على القدرة على ذلك (الحب الدفين لها).الحب الحب الذي يعطي القوة الخارقة لأي ضعيف.أشار إلى ذلك ب(لم يكن مفتول العضلات.قوة استثنائية دبت في عروقه)(كانت ثقيلة بعض الشيء).المهم عند وليد تهريبها خارج السور،إيصالها بر الأمان
الصورة الرابعة…وصول العسكر لحظة إيصالها بر الأمان،لتتالى علينا ابداعات الكاتب الحقيقية في نقل الصورة من مخيلة وليد عن مصيره إلينا
بدايةالمصير المحتم(الموت)رمز المفارقة،الهلاك،وفقدان الحياة،لم يكتف الكاتب بلفظة الموت.بل أراد ماهو اعمق من ذلك الموت ،اراد تخليد صورة الحب المتجسدة بوليد،اراد إعادة تخليد صورة الرجل الشرقي الحقيقية التي اندثرت على مر السنين
موت على الطريقة الشرقية باحتراف
سوف ينقش على جسده..النقش الذي هو رسم بالعمق على معدن او حجر ..إشارة مجددا لقوة وصمود هذا البطل،موزاييك بلدي..استخدم اجمل انواع الفنون ليعبر عن اعمق الم،صورة مصنوعة من تجميع آلامه وآهاته قديما وحديثا..(.التطعيم )التي تشير مجددا إلى تقطيعه ثم جمع قطعه لينحت ليجسد مجسم لأي شكل تجريدي فسيفسائي،سيكون قطع ملونة صغيرة جدا جدا مرصوفة جنبا إلى جنب لتؤلف وحدة ظاهرة لشكل ما.(نحت فسيفسائي شرقي مختلف)مااقساها من صورة!،بل مااجملها من صورة! الإبداع عندما نعيش التضادبين شعور الروعة بالكلمات وقسوتها في رسم الصورة.لم يكترث لنهايته.همه إيصال الزوجة لبر الأمان،همه أن توهب لها الحياة،لانه وعدها ولانه حر وفى بوعده.إظهار لحقيقة شخصية وليد(الرجل العاشق المخلص الصادق العفيف الوفي)وفى بوعده لكلمة قالها،اختار حياتها على حياته،رغم انه كان بإمكانه أن يتسلق هو ثم يسحبها،ربما كانت الخطة في البداية هكذا لكن الوقت الذي اشار اليه في مقدمة القصة (لم يتسن له مراجعة حساباته)غير مجريات الهروب.
الصورة الاخيرة هي وقوف وليد مواجها للجنود ليتيح الوقت للزوجة بالفرار ،ليطمئن قلبه عليها.
نداء الزوجة تعال احتاجك دليل على انها ضعيفة بدونه،وحيدة،متعلقة به كثيرا،رغم معرفتها انه لن يستطيع تسلق السور،تعرف كم كسرته الحياة،لن تهديه الحياة اجنحتها ليطير،زمن المعجزات ولى،الحب الذي يحطم كل الأسوار ذهب..هل هذه إشارة إلى موت وليد؟سامحني حبيبي كسرتك مرتين.
إشارة من الكاتب لقصة السر الذي خذلته الزوجة بالمرة الاولى وأفشت سرا والمرة الثانية في السور…بين السر والسور حرف الواو الذي ربط بين القصتين
كسرتك مرتين
(كسر) فرق أجزاء الشيء إلى قطع صغيرة بفعل صدمة او ضربة
العنوان هو السور ،والاحداث كلها عند السور ،السور الذي مهمته ان يمنع وصول الآخرين والدخول لمنطقة ما.
السور لم يمنع وصول الزوجة لبر الأمان
السور لم يمنع وصول الجنود ل وليد
السور لم يمنع وصولنا إلى اعماق وليد
السور منع وليد من متابعة الحياة
هل هنا إشارة ما من الكاتب للأسوار التي نضعها لأنفسنا وتمنعنا من الحياة؟
اللغة في القصة كانت سهلة رقيقة ممتعة
الأسلوب بعيد عن التعقيد
استمتعت جدا بقراءة القصة ومشاهدة الصور المتتالية
كامل احترامي وتقديري لابداع وتألق الكاتب
دام نبض قلمك وابداعك
قراءة .ميساء وهبة
.
.
.السور
قفز بها بقوة خلف السور . لم يكن له الخيار. كان خياره الأوحد رغم ارتفاع السور الشاهق، كان الوقت قصيرا أقصر من رفة عين، لم يتثن له مراجعة حساباته. لم يستطع إبطاء عقارب ساعته، هي تتسابق مع زمنه الضائع، كل الدلائل تشير إلى الخطر المحدق، تقمز أرضا جاثيا على ركبتيه. وقفت على كتفيه بأوامر منه، كانت تنتعل حذاء هو أهداه لها يوم عودتها من السفر. استطاعت غرس مخالبها على كتفيه. وقف بها رغ
Discussion about this post