قراءتي في قصيدة
[ثوب على عود خيزران] للشاعرالدكتور
Hamed Hajji
————————
اهداء إلى الضعفانة..
. ثوب على عود من الخيزران
وواعدتُ زَلاّءَ ضاويةً
عندما الناس
أمسوا وما صٓبٓحوا
فضعفانة مثلما الثوبُ لُفّ على قصبٍ
والتقينا..
تسير وتُسرِعُ في حُلّة النور تتشحُ
وميعادنا قرب (ماجل عباسَ)
ببوابة البرج
والشاهدُ الطائر الصادح المَرِحُ
وقلت لها كيف حال الحبيبة؟
إذْ جلسة العاشقين
بنور الصبابة والبوح تُفتَتَحُ
ومالت وسارقتها قبلةً
والتحمنا..
كأنا ندامى وحلّ بنا الأنس والتّرحُ
تقبلني كلما تعبت نفخت
نفسا
وبفيها الهوى والصبابةُ والفرَحُ
كأن تنانين تنفخ بالنار
وفي مبسمي الماءُ
يوشك ينقدحُ
وثغري يُوَزْوِزُ…
كالطير
ظلّ يُوَزْوِزُ قلبي وينشرحُ
وتمسك خدي
وتقرصني
أيها الكاذبُ المَرِحُ
كأني نبيذ
كأنّ يديها أناملُ من فضة
وفمي قدحُ
تعاقرني
فأذوب أغيبُ
كأنيَ في ظلمة شبحُ
وحين تذوقتُ ثمرتها
حلوةٌ، مرّةٌ،
بلحُ..
وحين اكتوى برج قريتنا
وتعرّت سواعده بلهيب الغرام
وأفجأنا بحفيفه سرب الحمام ولم يَبُحِ
وكنا افتضحنا
وبانت على كفِّ
حيطانه نُقَشُ العشقِ والمُلَحُ
تخفت بحضني
ولازلتُ أحنو عليها
إلى أن تحدّرَ من برجنا الضوء والأدمعُ السفُحُ
وقالت سأرحل. . إياك تنسى..
أحبك جدا
وما عاد يرهبني الأهلُ والفضَحُِ..
———————————
وفي خصر الضعفانة قيل:
خَصْرُ وهمٌ تكادُ العينُ تخطئُهُ
وجوده بابُ شكٍ بعدما حُسِما
والشَّعرُ أطولُ مِن ليلي إذا هجرت
والوجْهُ أجملُ من حظي إذا ابتسما
————-
تشغل المرأة حيزا في الكتابات الادبية كالقصة والرواية والمسرح والمقالة والشعر وهذا منحها مساحة شاسعة التواجد والحضور في الشعرفهي بطلة الشعراء وملهمتهم
وتختلف نظرة الشعراء للمراة في تجلياتها وصورها المتعددة تتشابه وتجتمع تتناقض وتفترق
واحيانا عند الشاعر الواحد تختلف نظرته للمراة من موقف الى آخر
كما عند الشاعر الدكتور حمد
حيث تحدث في قصيد سابق عن السمينات وها انه ينحرف عن خط البدينات 360 درجة
ويرسم لوحة ناطقة متحركة بمشهدية عالية لضعفانة
وها نحن امام قصيد يمجد الضعفانات
لوحة كاروع ما يكون داخل اطار مكاني رائع له تاريخ وقيمة ويبدو ان الحب قرب (ماجل عباس)
له نكهة وقدسية
وميعادنا قرب (ماجل عباسَ)
ببوابة البرج
والشاهدُ الطائر الصادح المَرِحُ
والشاعر سما بالمرأة إلى منزلة رفيعة وأعاد إليها كينونتها الرائعة الجديرة بها حين اتخذها رمزاً لما لا يحصى من العوالم والظواهر والفكر والمواقف
فهي رمز الجمال
ورمز الوفاء
ورمز السخاء في الهوى
تغدق القبل
وتطفئ نار الصبابة
ورمز التجذر والاصالة
تحدث عن حبيبته انها
إنسان له كيانه وفيه كل صفات الإنسانية وخصائصها المادية والروحية والفكرية وهي ليست حبيبة وعشيقة فحسب فهي مسؤولة عن تصرفاتها واعية باختياراتها
حيث ما عادت تلك التي تحب وتئد حبها
هي تحب جهارا نهارا
وقالت سأرحل. . إياك تنسى..
أحبك جدا
وما عاد يرهبني الأهلُ والفضَحُِ..
فالحبيبة انثى تلتحم مع الحبيب ليذوب فيها وليكون نسيج شعر وقصيد ونسغا يسري وينسرب بثناياه
ويحبها ويتعشقها لدرجة ان البرج رق وبات له قلب يخفق
ومن قال ان الجماد لا يلين امام منظر عاشقين
يتساقيان كأس الغرام مترعة وحتى الحمام الذي هو رمز المحبة والسلام شهد اللقاء وتستر عليهما بل قد يكون ظللهما وحال بينهما وبين عين العذول
وحين اكتوى برج قريتنا
وتعرّت سواعده بلهيب الغرام
وأفجأنا بحفيفه سرب الحمام ولم يَبُحِ
في هذا القصيد
الشاعر تجاوز الصورة المادية للأنثى وما توقف عند تفاصيل الجسد مثلا لان الجمال ليس حديثا وتطرق اليه الشعراء بشتى الطرق لادراكه أفلاطون يقول (أن فهم الجمال يكون على مرحلتين مرحلة الحس ومرحلة الإدراك)
ومرحلة الحس: يبلغ المعجبون هذه المرحلة بالنظر أو السمع حيث ترى مواطن الجمال من خلال الأشكال والأصوات
وشاعرنا بلغ مرحلة الإدراك حيث فهم حقيقة الجمال وحقيقة الأنثى والقصيدة وأدرك الارتباط بالجمال واقصد الارتباط المعنوي الروحي
وهذا الدليل
تخفت بحضني
ولازلتُ أحنو عليها
إلى أن تحدّرَ من برجنا الضوء والأدمعُ السفُحُ
وهذه أشف وأرقى ابيات القصيدة
لان الحبيبة باتت بمثابة دم يسري في عروقه والشاعر سما بالحبيبة لاعلى مراتب الحب
الا وهي الانصهار والذوبان في عالم ملائكي
في كتابات الشاعر حمد حاجي لاحظت الانثى متفشية في لغته في كل او جل كتاباته الشعرية فهي حواء التي تنبض بالحياة والحب والعطف والحنان
والمراة قدر جميل في حياة الشاعر عموما لا يستطيع التخلص منها
وانا عــرّبت القصيدة
(ثوب على عود خيزران)
والخيران يليق بباقي ابيات اللوحة الشعرية
دمت في صف النحيفات
شاعر الضعفانه
ودمت نحات القصيدة
فائزه بنمسعود
Discussion about this post