العشقُ المحرَّم….
الحبُّ يملكُ أجنحةً ،…تسافرُ إلى ما وراءَ السّحابِ،….ويلتحفَ النّجومَ،…ويسامرُ القمرَ،..والّليلُ شاهِدٌ،…ومَن تجتازُه نسماتُ العشقِ،…يبدو كزهرةٍ ربيعيّةٍ ذابلةٍ بينَ شتولٍ متراقصةٍ ومنتشية -من الجوى والشّوق؛…
نعم….كانت تُسامرُني لذائذُ نومٍ،…يمشي مختالاً في كلِّ أجزاءِ تنهُّداتي؛…وتُغازلُه الأحلام ُالحِبّيّةُ،…لترتويَ من وسائطِه؛…ولكنَّ وردةَ نافذتي تراقصتْ حولي ..مستجلِبةً أعباقَها….إغراءً لاستيقاظٍ مسيطِرٍ،.. أخذني من نومي،…لأقاومَ إطباقَ رموشي …كحربٍ موجِعةٍ ؛…جالتْ حولي الأعطارَ بشرخٍ لسهدي،…كان حَنَقِي مُتأجِّجاً .ومُخاصِماً…لكلِّ الأعباقِ
لعُمقٍ لذيذٍ يداعبُ وسادتي ،..الّتي تُغرِقني دفئاً وحميميّةً؛…ولكنّ سطوةَ الأعطارِ ،..أفتحَتْ المسهدَتَين،…ولتتسارعَ ضرباتُ قلبي؛..ويتأجّجَ فيها ضجيجُ حُبٍّ،….اجتاحَ كوامني..وهدْأَتي ….وخلوتي؛…
ليقول َبكلامٍ رهيبٍ سلسبيلٍ ..،..يفتحُ سبيلاً مُعَبَّداً إلى مَنبَعِ الآه المُنشيةِ،…واختفيَ ،…ليطردَ كلَّ هدوءٍ وسكينةٍ ،…ألمَّتْ بي سابقاً…؛…نعم نعم…!!!!. إنّهُ الحبُّ…بتغاريده ولهفاته وآخاتِه الّلذيذةِ …وأسهادِه المُقرِّحة،….ولكنَّه صارِخٌ ،..عبّدَ كلَّ الطُّرِقِ المُوصَدةِ إلى قلبيَ المسكين
سامرْ وردتي مرسالتَه،…فتبسَّمَتْ خجِلةً من موراوغتِها وأعطارِها؛…هذه الّتي أنبتُّها..،زرعتُها وجعَاً جميلاً، …سكنَ شراييني؛…والسُّهادُ بنى مسكَناً..قربَ عينيَّ،…نظرتُ مخاطبِةً ضوءَ القمرِ ،…ناشدتُه أن يُعيدَ حبيبي ..الوليدَ الجديدَ؛..الّذي غُرِسَ في مهجتي،…ولم يُغادرْها،…آه ياقمرُ ألا ترى آهي وتُحسُّ آخي!؟…لمَ أنت وضوءُك!؟…ألسْتَ تُخلَقُ من أجلِ تنهّداتنا…وسهراتِنا!؟….
أعِدْ لهفةَ قلبي محييةً لا مُميتة،. ولكنّـهُ ابتسمَ بحزنٍ مُرسلاًإشعاعاتِه ،لتُلامسَ خدّيّ.َ المُتعَبَين؛….وتمسحَ عنهما أحمالَ دموعٍ ؛..أحدَسَتْ أخاديدَ؛..آلمتْني سَكْنتُها؛.. وبزغَ الفجرُمهلِّلاً بحُمرةِ خدَّيه،… لأتناولَ حديقتي الرّبيعيّة،. وأشقَّ بزوغَه..بتسارُعِ قدَمَيَّ…نحوَ مقعدي الخلَويِّ،.. الّذي أشكو له ضيفاً ،…سقطَ من السّماءِ،..ولم يُغادرْ مَنْبَعَ وشوشاتي؛…
حضنتُ مقعدي المُزدهي بخضرةِ الرّبيعِ،.. قبّلتُهُ .مُستجدِيَةً الرّاحةَ، فحضنتْني الأغصانُ؛…ولفّتني أفرُعُ شجرةِ الصّفصافِ،. تمسحُ شعري؛..وتُطوِّقُني أوراقُها،.. لأغفوَ بتَحنانٍ من سُهادٍ ،ألَمَّ بي ،. وبحلمٍ راودَ قلبي ،…رأيتُ ذا العينَينِ الأخّاذتَينِ ،.. يدغدغُ قلبي،..ويمسحُ خدَّيَّ ،..ويُهدهدُ سَكَري؛…
أيقظني الحلمُ كالمشلولةِ ،..الّتي عادتْ إليها رعشاتُ قلْبٍ. بعدَ موتٍ سريريٍّ؛….لأنظرَ فجأةً فأراهُ مزروعاً على مقعدي،..يقرؤُني وأنا أحلمُ به،…بدا كشجرةٍ ربيعيّة عشِقْتُ شموخَها؛…أنبتَها ربيعٌ مُختلِف،.. وراودتني العينانِ،. لأشهقَ ببكاءٍ لذيذٍ،. اجتاحَ كلَّ كياني ،..ليغسُلَ كلَّ جراحاتي وأدراني ببسمةٍ من عينَيه،. أحيَتْ صبايَ ؛..وجمّلتْ طلَّتي،… وشيّكَتْ محبّتي،..وأثارتْ عشقي ،…حتّى بدا ربيعاً وسيماً، …ألبسَه بكلِّ شخوصه ،.. مدَّيدَيهِ…مددْتُ يدَيَّ،. أطبَقَ على الأصابع المُرتجِفة . من عصفِ وهولِ المُفاجأة ليلتقطَ أصابعي بمغنطةٍ،.. جيّشَتْ دموعَ حبّي ؛ليمسَحَها باليدِ الأخرى؛…ويُزهرُ برخامةِ صوتٍ مُردِّداً:…كمْ أحبُّكِ!!!!….لأتناولَه بدوري بسؤالي:.(.أنا)ُ…تُ حِ .. بُّ…ن…ي؟.. ليُجيبَ وبجنون …:..نعم ..نعم. ألم يصلْك شغَفي!؟!؟…ولكن …مَنْ أنت ياحبيبي!؟…ويداهُ لا زالتا تغتالانِ أصابعي الرّقيقة المسكينة.. مُجيباً أنا قدرُكِ الصّعبُ ،.. أخافتْني الملعونة (الصّعبُ)هذه…عرّفْني بنفسِك ،قلتُ. أجاب:.أنا أحمدُك ، قرأتُ حروفَكِ،. فأحببتُ بشغفِ معرفتَكِ ،..حتّى وصلْتُكِ بوسائطَ ،.. لا تُ صَدَّقُ؛…وهل رأيتَني وقرأتني،… وعرّفتَني.بكلِّ أشيائك ..حتّى( الصعبة)ِ منها؟…لم يُجبْ إلّا أُحبُّكِ ،..ولكن لا تتكلّمي ،…أنتِ قدري،…وأنا مصيرُكِ…..!!!…فجأةً أخذني من نفسي،…واستدرك ببطءٍ موجِعٍ وبكلامٍ متقطِّع وخائفٍ :ولكنّي مُرتبِطٌ ارتباطاً ،.. يؤلمني،…ولا أريدُ تقيُّدَه وانتبذتُ بعنف….ٍ ووجع…ٍ وخيبةٍ ودموعٍ… كالمطر ،. ماذا كرّرْ ما قلت،. رفعتُ صوتي الملوَّن :..إنّها جريمةٌ .. لينتفضَ :جريمةٌ ماذا جريمةٌ فَعلتُنا،..ويكرّر :.. جريمةٌ أن لا تتمَّ ،…فالقلبانِ أمرا ،ونحنُ طوعُ أمرِهِما ، سائلتُه:وتلك المسكينةمرتبطتُك مُكرَهٌ ارتباطُها؟!..فقلتُ متألّمةً،.. نعم. . ولكنّي أُحجِمُ إنسانيّةً منّي مع أنّ قلبي يحترقُ ،وراح يستجيرُ:لالن..تحجمي،فهي لغةُ القلوبِ ،ونحنُ بأمرِ الحبِّ،.. وبدأ يزورُني العذابُ المضاعَفُ،وذهب كالمصروع الحائر الخائف وأنا جامدةٌ .،سرحتُ في طريق العودة،لأصلَ سريري وأشكوه همّي ؛.. ومن خلاء غرفتِه الّتي وصلَها للتّوّ ،. تناولني ليلاً هاتفُه الخلويّ،.. ليشقَّ قلبي بقوله:روحي سكنت قلبَكِ،…أرجوكِ دلّليها،..وحافظي عليها بهيافةٍ،…وروحُكِ أسكنتُها أحشائي ،ولن تفلتَ منّي ي…و…م…اً نعم . سجنني بفنِّه الغراميِّ،. ودقّاتِ قلبِه . .وسطوِ رجولتِه ….،وأنا هزيلةً أصبحتُ أسيرةَ حبّه،..ويلتاه….ماذا!!!؟؟؟…أأطردُ كلَّ هذه الحياةِ الشّفيفةِ،..أو أقتلُني بسيفي ،. !؟!؟أو أجني عليها على تلك المخدوعة!؟!؟
ويلتاهُ ما أشقى الحبّ وما أصعبَ داءَه اللذيذ !؟!؟وما… وما.. لا لالن أفعلَها ،…ولكن ماذا أفعل بروحه،.. الّتي أغلَق عليها بمفتاحٍ متينٍ!؟…وروحي .. كيفَ أُعيدُها…سرقَها…سجنَها،…أبعدَها،…إنّهُ للأمرُ المستحيلُ …آه. .. مستحيلٌ هذا الجنونُ ،ولكنّي أحبُّه ،. …ويحبُّني ،ويحبُّ ناقتَه بعيري،… وكرمي عنبَه،…وياسميني زهرَه،…وورودي عطرَه،
ولكنّه مستحيل وٌ صْلُه….
ما أقساكَ أيُّها المستحيلُ ،..الّذي يرجوه قلبانا….
أميمة عمران في6 نيسان 2022-م
Discussion about this post