أنفاس الشعر ….
======= يـا لائِـمِـي !.. =======
يا لائِـمي … قَلْـبي يَرى ما لا تَـرَى
إِنِّـي كَـمَنْ ، دَهْـراً عَـمى فَـأَبْـصَـرَا
نُـوراً ، وَ كَـمْ مِـنْ ظُـلْمَـةٍ عانَيْتُـها
صـارَتْ مَـعي لَيْـلاً نَـوى ما أَقْـمَرا
كَـانْـتْ عِـجافـاً أَحْـرُفِـي فَـوُرِّدَتْ
عُـمْـراً جَـدِيـداً مُـمْــطِـراً فَـأَزْهَــرا
يـا ذي الْأَمـانِي أَيْـنَ كُنْـتِ حينَمـا
كُـنْـتُ الْـفَـتى عَـنِ الْـهَـوى تَـأَخَّـرَا
مَـا مَـرَّ مِـنّـي … جَـاءَنِي مُكـافِـئـاً
مُسْـتَصْلِحـاً قَلــبي الَّـذي تَصَـحَّرا
مَـقْـصُـودُ شِـعْـري عـامِـرٌ مَـحَـبَّـةً
مَـجْـنُـونُ قَـلْـبِي عَنْ كَثـيرٍ عَـبَّـرا
في كُـلِّ أَمْـرٍ ، ناطِـقٌ عَنِ الْجَـوى
عَنْ كُـلِّ مَظْـلُومٍ لِـيَـرْوي ما جَـرَى
حَـرْفـاً .. بِـدَمْـعٍ هـاطِـلٍ مِـنْ أُمَّــةٍ
شِـعْراً لِجَـدٍّ يَشْـتَكي تَحْـتَ الثَّـرَى
مَنْ جاءَنـا يَـبْدي الْحِمى قَدْ باعَـنا
مَـنْ قَدْ بَدا لي ثائِـراً خـانَ الْـعُـرَى
لَـوْ لَمْ أَكُـنْ … فـي كـاذِبٍ مُـؤَنِّـبـاً
كَنْـتُ الَّـذي نالَ الْـعُـلا وَ اسْـتَوْزَرَا
كُنْـتِ الَّتي في مَـطْلَـعي مَشْدوهَةً
مَـبُـهُـورَةً … تَـخْـتـارُني غَضَـنْـفَـرَا
تَقُـولُ لي: يا صاحِبي خَلِّ الْهَـوى
خَـلِّ الَّـذي … دَفَـنْـتُـهُ مُـقْــبَّـرَا
حَـتّـى الَّـذي رَأَيْـتَـهُ مُـسْـتَـلْـطِـفـاً
مِـنْكَ الْـهَـوى ، في لَحْظَـةٍ تَـغَـيَّـرَا
في كُــلِّ عَـامٍ ، كَـثْـرَةٌ في جُـمْـلَـةٍ
مِـنْ كــاذِبٍ فـي بَـعْـضِـهِ تَـشَـكَّـرا
في كُـلِّ قَـرْنٍ … واحِــدٌ مُـجَــدِّدٌ
يُحْـيي انْطِـلاقـاً في الَّـذي تَـسَمَّـرَا
شُـفْـني عَـمـيقاً شـاهِـداً أَنِّـي هُـنـا
نَـذْراً بِـشِـعْـرٍ جـاءَنِي مِـنْ شَـنْفــرَى
فَـارْتـاحَ عِـنْـدي سَـالِـمـاً مُـنَـعَّـمـاً
وَ اخْـتارَنِي صَـبَّ الْـجَوى كَعَـنْـتَـرَا
ما مَـرَّ بي قَدْ صـارَ عِـنْـدي حِـكْـمَـةً
فَـاسْتَـوَصَني سِـراً يُـعيدُ ما انْـفَـرَى
وَ انْسـابَ لي … لَمّـا رَأَتْـها لَـوْعَـتِـي
حـاءً وَ بـاءً … كَـمْ قُـلـوبـاً فَـجَّــرَا
دَعْـنِي وَحيـداً مُخْـرِجاً جِـنِّي لِـكَيْ
أَرى إِمـامَ الشِّـعْـرِ يُـفْـتـي ما جَــرَى
تَصْحُو الْخَلايا قَدْ سَلَتْ في خُلْـوَةٍ
مِـنْ نَـوْمَـةٍ ، صـارَتْ كَشَـيْخٍ عَـمَّـرَا
لَـمّا بَـدَتْ تِلْـكَ الَْـتي صُـبْـحي رَأَتْ
فَـاسْتَوْقَفَـتْني … قائِـماً قَـدْ شَـمَّـرَا
مُـسْتَـجْلَـباً لِـفِـتْنَـةٍ … عَـنْ رَغْـمِـهِ
حَـتّى انْتَـهى مْسْتَـوْطَنـاً مُسْـتَعْمَرَا
تِلُـكَ الَّـتـي كَـمْ أَيْـقَـظَتْ مِـنْ نـائِـمٍ
في مَـوْضِعٍ حَتّى الَّذي تَحْتَ الثَّـرَى
هَـلْ لَـهْـفَــةٌ تَـقْـوى عَـلَـيْـها وَحْـدَتِي
قُـلْ لي بَـرَبٍّ هَـلْ دُمُـوعٌ تُـشْـتَـرَى؟
إنَّ الَّـتِـي تَـمْـشـي عَـلى مَـا هَــزَّنِـي
تُـلْـقي رِيـاحـاً ، في شُـعُــورٍ زَمْـهَـرَا
تُـلْـقـي أَمـامِـي مـا بِـهـا مِـنْ فِـتْـنَـةٍ
عِـطْـراً وَ أَهْـواءً … وَ وَرْداً أَحْـمَــرَا
هـذي صِـفـاتٌ لِلَّـتـي لَيْـسَـتْ سِـوى
شَـيْـئـاً مِـنَ اللَّــهِ الَّــذي قَـدْ صَــوّرَا
يـا حُـلْـوَتي قُـولِي … وَ لا تَــرَدَّدي
لا تَصْـمُتي عَـنْ حُبِّـكِ … الَّـذي أَرَى
يـا طِـفلَـتي … إِنِِّـي كَـمَـا رَأَيْـتِـنِـي
مـا فـي الْهَـوى غَـيْـرِي أَنا وَ عَنْـتَرَا
هٰـــذا أَنَـــا ……. مِـنْ أَوَّلٍ لِآخِـــرٍ
هـاكِ الْهَـوى … هـاكِ الَّـذي تَـحَـرَّرَا
شعر : عبد الصمد الصغير







Discussion about this post