القراءة
==========
تقول الشاعرة عن نفسها
“أنا لا أنشر الا مايبكيني أو يضحك قلبي ”
فالإحساس هو الذي يدفعنا للكتابة وبمفعوله ننجز نصوصنا فتكتسب قيمتهاالإبداعيّة
والمتأمّل في نصوصه الشاعرة يردك أانّ كتاباتها هي تحرير لذاتها من قيود الحياة والّزمن والمكان …وهي انطلاق ومجاهرة واتسّاع لما ينالها من توتر وثورة على الذّات
حالات مرضية
عنوان يتحرّك داخل وعي الشّاعرة وينبئ بتوتّر ما يحفّ بنفسها وادراكها وهو في مفهوم مختزل ;واقع الكتابة عند شاعرةتحسن الإنصات لنفسها وتكتب دون أقنعة وتكشف عن المخفيّ لتفلت من قبضته في هذا النص شاعرة تستحضر ….ذاتها .جسدها ليصير قابلا للادراك …تستجلي وتحقق بما يجعله مرئيا
في نصها الشعري هذا تتسّم الصّورة بمعطياتها الادراكية الحسيّة
تقول في مستهل نصّها
كنت افرك مكان شعرة بيضاءَ
بحفنةٍمن السكّرِ
و ادلّك ذقني بخلاصةِ الصبارِ
كيف للجسدِ انْ ينكر
جرعات حياةٍ كهربائيةٍ ترجُّنا
… تَرجُّ ما حطّ على الذَّاكرةِ
فنمط وعيها بحالة ظهور شعرة بيضاء ..او علامة شيب في لحظات دقيقة تفركها بالسكر وتدلك ذقنها بخلاصة الصبار هي من أرقى الإعترافات لإمرأة تحفر بالشعر ذاتها …جسدها…مظهرها تتملكه تملكا لتنتهي الى تجليات تعبيرية تطفح بمضمون ومقصدية معينة
وتتأسس مزاعمها على التبرير فتصلنا بالقول والسؤال
كيف للجسدِ انْ ينكر
جرعات حياةٍ كهربائيةٍ ترجُّنا
… تَرجُّ ما حطّ على الذَّاكرة
فهي تعي الصورة عبر اسقاطات الحياة وما رج الذاكرة ..
ولأنّهاتنصت جيدا لحجتهافي العملية الإبداعية في جل نصوصها كمافي هذا النّص فهي تحجب شعوراتشكّل بداخلها فتقول
بحجَّةٍ واهيةٍ
اتمثلُ كلّ ليلة
عروس قصبِ االسُكر
اقرِّبُ وجهي النحيل من خدِّك
بطيَّاتهِ..
تحول ذاتها الى رؤية خاطئة موهومة فتكذّب الإدراك ويتلاشى لديها فتعيد عالمها ..
عروس من قصب السكر
فيجيء انتاج المعنى بتفوق رهيب…فهذا الوجه النحيل لا يظهر الا وفق معنى الحياة والدفء والحب ولا يمكن حدسه بمعزل عن مسوغاته الوجدانية التي تطفح عبر تقاسيمه ..
ولكنها
تفزع
وساعتها تنغلق على ذاتها لتصير شفافة في تواشج بينها وبينه تقول
فأفزع..”من طياته”
هنّ من تجاويف جلدكَ يهْرعنَ اليَّ بحزمٍ من “الحرِّيقةِ”
تَداويْ
… و تهزُّنِي
ياهْ…
سَكرةُ الذاكرة
فالمعية تفرض أن يكون هذا الآخر غير مستقل عن ذاتها ..
بل لعله الإياب مع “سكرة الذاكرة”
وينفذ الآخر في أناها في تفاعلية دقيقة
لتبقى رؤيتها لنفسها مغتبطة في سجن جسدها وسنوات العمر
وهو استحضار لحالات نفسية ورؤى ذهنية قد يكون الوصف فيها غير مطابق للحالةبقدر ماهو حالة ايحائية مجازية
ولعل تعدّد مستويات اللغة في تقابل الأضداد (قصب السّكر…الحريقة…الحنظل …هو ارجاع لصورة الذّات في الذّات في الطرف الآخر
عجوز
.. عجوزٌ اقلّ
لوْ انَّني كنتُ عجوزاً اقلَّ
لملأت تجاويفَ غيابكَ
بالرّجال و مسحوقِ الحنْظلِ
قد اخطئ الدواءَ لفتراتٍ
نزعة وانفعال عاطفي ..
تأخذها ظاهرة الوعي إلى ابداع تسند إليه مختلف الأستعارات..ووضعيات اضطراب تفتحها عليه بهدوء وتفصح فيها عمّا اعتمل في عمقها
و لكنّ ألَمِي …
هنَا…
… فوقَ
قليلاً بعدُ
هناكَ تماما…
معقل الذاكرة
من دون مناسبة في الحب
انت الان نصف طفل على كفي
وامراة نصفُ فزّاعةٍ
فالصورة التي تتأسّس في معقل ذاكرتها تعكس رصدها لتجربة ذاتية خصوصية
وتنهي بتبليغ مضمون فيه فعل الكتابة انسجام مع مطب الذّات ونوازعها
أنت الآن نصف طفل لى ا كفّي
وإمرأة نصف فزّاعة
محض امكان يحمل تأويلاته الى المتلقي
وتبقى القراءة مجهودا انطباعيايتيجه أفق التّلقي و قد ينآى عن مقاصد النّص ..
النص
===============
حالات ٌمرضيةٌ
كنت افرك مكان شعرة بيضاءَ
بحفنةٍمن السكّرِ
و ادلّك ذقني بخلاصةِ الصبارِ
كيف للجسدِ انْ ينكر
جرعات حياةٍ كهربائيةٍ ترجُّنا
… تَرجُّ ما حطّ على الذَّاكرةِ
…
بحجَّةٍ واهيةٍ
اتمثلُ كلّ ليلة
عروس قصبِ االسُكر
اقرِّبُ وجهي النحيل من خدِّك
بطيَّاتهِ
فافزعُ…
هنّ من تجاويف جلدكَ يهْرعنَ اليَّ بحزمٍ من “الحرِّيقةِ”
تَداويْ
… و تهزُّنِي
ياهْ…
سَكرةُ الذاكرة
… عجوزٌ اقلّ
لوْ انَّني كنتُ عجوزاً اقلَّ
لملأت تجاويفَ غيابكَ
بالرّجال و مسحوقِ الحنْظلِ
قد اخطئ الدواءَ لفتراتٍ
و لكنّ ألَمِي …
هنَا…
… فوقَ
قليلاً بعدُ
هناكَ تماما…
معقل الذاكرة
من دون مناسبة في الحب
انت الان نصف طفل على كفي
وامراة نصفُ فزّاعةٍ
Discussion about this post