على شاطيء رواية ميلانين أبدأ الإبحار
1- الجزء الأول
العنوان في ذاته قصة يستطيع القاريء أن يستشف ذاك الكم من الحزن الدفين، وتلك العنصرية البغيضة التي يتبناها الأصوليين في الغرب نحو إرثهم من بياض البشرة الذي يمنحهم الرفعة الزائفة، ويوسم الآخرين بدونية تخرج الإنسان من آدميته، هذا الأصل الذي تفرع منه الكل، مذكرًا بحادثة الكره الأولى في التاريخ.
بداية الرواية تُكمل العنوان، فترسم حالة القلق على وجه القاريء.
تنتقل ببراعة من الحروف إلى المتابعين في صمت وترقب، كل كلمة مدونة لها مدلولها وأثرها العميق، سواء من العبارات الجزلة القوية، والتعبيرات الجمالية الراقية إلى أبسط وصف.
فنجد أن الكاتبة اختارت سيارة سوداء لتنقلها في بداية رحلتها لعمق المجهول، وكأنها تأبى إلا أن تحيطنا بمشهد سينمائي تخيلي.
ثم نشعر بأول انفراجه لها حين تشعر البطلة بالبهجة حين أقبل الليل ومظاهره الباريسية بصخبه وبريقه، فتعيد إلينا جزء من أمل مفقود.
تأخذنا البطلة وتعود بنا للوراء، لتلقي لمحة عن حياتها السابقة، ويبدأ معها المتلقي فلاش باك بلقطة بانورامية ترسم الشغف وتضع لَبِنات الطموح لرؤية نجاحات يفتقدها المواطن العربي بين طيات اليأس في أوطانهم المسلوبة.
ومن جمال الرواية هذه الوحدوية في النظرة العربية للغرب الأوروبي من قِبل الشباب، نظرتهم إلى الجِنان الموعودة في بلاد صقيع القلوب، فيجد القاريء أنه على نفس الإطر، فيقطع الحروف والكلمات لاهثًا لينهل المزيد والمزيد من واقع يتمناه ولا يجده بين دروب روايتنا المميزة.
……
تحية إجلال وتقدير للأديبة العالمية فتحية دبش .
Discussion about this post