🌿قراءة في قصيد
وتجيبني
———-
ست لوحات متتالية
تبدأباستفهام
أعندك فضوة
كل لوحة تأخذنا في رحلة حنين الى مرابع الطفولة ومراتع الشباب
كل لوحة تغري بسكناها والركون اليها بكل امان
كل لوحةنسافر فيها على متن ذكرى خارج حدود الزمان ويبقى المكان سيد الموقف يكيفنا
يقعدنا يقيمنا يلهبنا يطفينا
وكم سلطان الذكرى محكم قبضتها على الوجدان
قصيدة[وتجيبني كل العمر لك]
والعنوان امتداد لحوار دار بين الحبيبين(و حرف العطف يخبر بذلك)أو احتمال كبير ان العنوان هو آخر ما قيل بعد حفلة اللقاء كوداع ووعد وعهد
في اللوحة الاولى
أعندك فٓضْوَةُ وقتْ؟
بعَشْوٓةِ سبتٍ..
أواعِدْكِ في ضيعة الأهل… في عزبٓةٍ من عِزَب
أنا كالمزارع وحدي بحقل الهوى والغرام
ألون وجهي بكف السماء وقحط الرجاء
فأرضي يٓبٓابٌ كأنّ السّحاب بها لم يَصُبْ
نرى الشاعر بكل حب واشتياق يلتمس من المعشوقة موعدا ولقاء مع تحديد يوم اللقاء
(السبت)
والسبت يوم له قدسيته في الايام اذ ذكر في القران الكريم
وكان لقاءهما ضرب من أداء مناسك الحب
والشاعر كما غيره من الشعراء الذين اتوا على ذكر
اسماء الايام في اشعارهم او حتى كانت عناوين لقصائدهم
ومكان اللقاء هو(الضيعة)واختيار المكان ليس اعتباطا بل لان المكان المفتوح يشعر العاشق بالحرية وتذوق حلاوة اللقاء بالتعبير عن أحاسيسه بكل طلاقة واريحية والمكان المفتوح
يشعر بالراحة النفسية والسكينة
وفي غمرة رجاء الموعد يرسم لذاته صورة الولهان المنتَظِر والمُنظَر لساعة اللقاء وكان اللقاء آخرة قيامة فيها ينال جزاء اخلاصه في الحب والوفاء شكوى وتضرع بكل صدق وصفاء
( وحدي بحقل الهوى والغرام)
اللوحة الثانية
أعندك فٓضْوَةُ وقت؟
لتحجبنا في الدروب
وفي زحمة العاشقين حواشي السحب
لوحة معبرة عن التحام روحي العاشقين ورحلة الصفاء والتخلص من ثقل وادران الجسد فهي رحلة التخلص من الجاذبية
اللوحة الثالثة
أعندك فٓضْوَةُ وقت؟
نمرّ ببائعة الخبز
نأخذ سُخْنٓ الجٓرٓادِقِ من تحت نار القصب
وننقعه في الزيوت
وألمظ من أصبعيك بقايا العسلْ
وأحدثْكِ عن قصة العاشقين بأحلى الكتبْ
في هذه اللوحة
العاشق يحدث المعشوقة عن الخبز والزيت والعسل كل هذا سيقدمه لها على طبق من الحب
وهذا يذكر بملمح الجنة وخيراتها التي لا تحصى ولا تعد(عنب وقضب)
وعمق مشهدية اللوحة قد يجعلنا نشم نكهة الخبز ونتذوق طعم الزيت والعسل
وكاني بالشاعر يعد حبيبته بجنة حبه فهل تراها
تلقاه يوم السبت؟
اللوحة الرابعة
أعندك فٓضْوَةُ وقت عشية سبت؟
سأشوي على الفحم سمانةً
وأُمَلِّحُها وأقدّمها لك في صحفة من خشبْ
ويواصل الشاعر الكلام عما يمكن ان يعده من لذيذ الطعام عند اللقاء احتفاء بالحبيبة
وتقفز للذهن سورة الواقعة آية 21(ولحم طير مما يشتهون )
اللوحة الخامسة
أعندك فٓضْوَةُ وقت؟
سأحضر تبغي ونرجيلتي..
وأعدّ لك الشاي… أطهوه فوق اللهب
وعند المساء سأدعوك للرقص فوق الروابي..
على وقع دقات قلبي…
وإن شئت نامي بحضني… لكل امرئٍ ما أحَبْ
هنا نرى اللقاء تم بل نراه واقعا ملموسا
حيث كؤوس الشاي والنرجيلة وكاس الهوى يدور بين العاشقين ونشوة وانتشاء
والعشق بلغ بهما درجة الغليان
ودعوة للرقص فوق الربى على موسيقى نبضات القلب -الصاخبة عشقا -انها سكرات الهوى
وها ان الشاعر يأخذنا الى حلبة الرقص بكل سلاسة لاكتمال المشهد المسرحي لأن الرقص يعتبر أرقى أشكال التعبير حسب معتقد المتصوفة لذلك حرص الشاعر على تحريك نصه فوق الركح عبر الرقص الذي دعا له حبيبته
حيث نرى كل القصيدة موكبا يسير على ايقاع ولحن
اللوحة السادسة
أعندك فٓضْوَةُ وقت؟
هبيني عشية سبت… فإني
وهبتك قلبي وهل يَرْجِعُ الحُرُّ فيما وَهَبْ
والشاعر هنا يبدو قنوعا بوقت لقاء قصير(عشية سبت بلغة بودلير (Samedi soir)وجنون حنين العاشقين يبلغ الذروة في امسيات السبت
ويواصل تذكير المحبوبة بانه حر لا يتراجع عن وعد قطعه على نفسه وبكل تواضع مغلف يذكرها
بكرمه وسخاء هبته(فيما وهب)
وهكذا تكتمل لوحة التماس موعد عشية السبت
في الاذهان والوجدان
وكعادتي أقف على بلاغة لغة القصيدة
انها لغة من السلاسة والمقبولية والجماليةبمكان(انه ليس السهل الممتنع فقط بل السهل البليغ الجميل)
حيث اعاد الشاعر لبعض الكلمات النبض والبسها لباس التجديد الملكي فبدت بكرا
ما وطأها قلم شاعر من قبل(الجرادق اي خبز الطابون -فضوة اي وقت فراغ)
شكرا دكتور حمد الشاعر رونق هذا القصيد
والذي ذكرني بفلسفة حياتي(عندما أحزن أتذكر امتداد السماء وأرقص لان البكاء عادة قديمة)
فائزه بنمسعود
Discussion about this post