نجم أغنية (سوريا ياحبيبتي) ، المطرب والملحن الكبير محمد جمال .. في قلب الله .
25 / أيار 1934 _ 25 / أيار 2023
في سبعينيات القرن الماضي كنت بالتوازي لعشقي للمسرح ،عاشقاً للسينما ، ولا أبالغ إذا قلت أنني كنت أحضر جميع العروض السينمائية التي تأتي إلى دور سينما اللاذقية ، والكثير من الأفلام أحضرها مرات ومرات وبذات الرغبة والشغف للعروض الأولى ، ومن بين النجوم الذين حفظت حواراتهم وأغانيهم عن ظهر قلب ، دنجوان الشاشة المطرب النجم العربي ( محمد جمال ) الذي شارك مع كبار نجوم مصر ولبنان وفي أعمال الرحابنة، إلى أن تعرفت عليه أثناء حضوره المتكرر إلى سورية وبالمصادفة التقيتهما لأول مرة في عام 1981 مع التحاقي بخدمة في المسرح العسكري ، يومها كان بصحبة محمد سلمان ونجاح سلام ، ولا أذكر تماماً إذا كانت زيارتهم بهدف إقامة حفل فني لأبناء وبنات الشهداء ، ثم التقيته في جلسة جمعته مع الإعلامي الكبير والمخرج الإذاعي الشهير الراحل نذير عقيل ، وكم كنت سعيداً عندما علمت أنه عمل ممثلاً إذاعياً وله مسلسلات بمشاركة الشحرورة صباح منذ خمسينيات القرن الماضي ، وأنه تعلم العزف على العود من والده وكانت بداياته من المدرسة في مشاركاته الأغاني الوطنية ، ثم بعد فترة قصيرة التقيته باستديو الموسيقى بدمشق مع المطرب مروان حسام الدين الذي غنى من ألحانه ، وذكر يومها أنه كان قبل وقت في القاهرة وشارك كبار نجوم مصر أمثال محمود المليجي وتوفيق الدقن ورشدي أباظة ، وهمس لي وقتها الأستاذ مروان أنه متمكن من غناء القد والقصيد والموشح ويجب أن أسجل معه حواراً صحفياً لصالح مجلة هنا دمشق ، وتحمست لذلك بعد أن علمت منه أنه كان متزوج من المطربة ” طروب ” والتي اسمها الحقيقي ” أمل اسماعيل جركس ” وقد شكل معها ثنائي ( ديو استعراضي )، وطروب اللبنانية مواليد 1937 من أصل تركي شركسي، وتحمل الجنسية الأردنية ، وقد تعرف عليها عام 1957 وتزوجا ، وكونا ثنائياً فنياً دام حتى عام 1964 ، وبعد انفصالها تابع مشواره الإبداعي ، بينما اشتهرت هي في ستينات وسبعينات القرن الفائة في السينما كممثلة ومطربة .
وفي الأيام التي انتخب فيها الحبيب الراحل القدير صباح عبيد عضواً في المجلس المركزي لنقايو الفنانين أي قبل أن يتسلم نقيباً للفنانين ، دعاني لأن نقدم عملاً مسرحياً غنائياً مشتركاً ، تحت عنوان ( سورية يا حبيبتي ) ، وسألني عن نجم الأغنية المطرب محمد جمال وشريكيه ( محمد سلمان ، ونجاح سلام ) .. واستغرب أنني لا أعرف شيئاً عن محمد جمال ، فقال : ( معقول في حدا بيشتغل بالفن وما بتعرفه .. ؟! ) .. ضحكت وقلت له يومها : معرفتي به جداً سطحية، وقد ذكر أمامي مرة أن له قريب يعمل في المسرح ، ودرات الأيام وسألت أيام مهرجان دمشق المسرحي قريبه الفنان القدير فائق حميصي ( نجم مسرح الإيماء في الثمانينيات والتسعينيات ) وعلمت منه أنه مهاجر منذ أيام الحرب الأهلية في لبنان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واليوم أحزنني الخبر عندما قرأت ما كتبه القدير فائق حميصي ، ينعي الكبير محمد جمال : ابن عمتي “بدريفين” جمال تفاحة، المعروف بمحمد جمال صاحب موجة الأغاني الشبابية منذ سبعينات القرن الماضي، رحل إلى عند ” إم حمادة”.. شكل حالة موسيقية واسعة الأطراف من تلحين وغناء “ديو” مع طروب إلى الموشحات وأغاني الشعراء الكلاسيكية إلى الأغاني المرتبطة بالموسيقى اليونانية بحسب هوية جدتنا إلى النغم الذي عرف بالشبابي.
** في يوم ميلاده 25 / 5 ، وفي إحدى مستشفيات لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، رحل دونجوان أغنية السبعينيات ، والتي استمرت لسنوات وإلى يومنا هذا .. والتي كنت أنتعش كثيراً عندما أستخدمها في البرامج التلفزيونية المنوعة ، وخاصة في محطات برنامجي اليومي ( غداً نلتقي ) ، والبرنامج الأسبوعي ( مجلة الأسبوع ) .. وغيرها … منها ( آه يا إم حماده عمليلي القهوة سادة ، بدي شوفك كل يوم يا حبيبي ، قسم شرقي بلدي ، مزيكا يا مزيكا ، كنا أنا وانت ، يسعدلي صباحو، غيابك طال، سيارتو أكبر… إلخ من الأغاني التي حفظها الكثيرين في العالم العربي والمغترب .. ويذكر أنه بعد هجرته إلى أمريكا افتتح مطعماً في مدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا أسماه بيبلوس وكان يغني فيه يوميا ، ثم عاد إلى العالم العربي وقام بعدد من الأنشطة الفنية بين عامي 1984 و1986 كما قدم عام 1985 أغان جديدة ، ثم عاد إلى أمريكا وافتتح عام 1986 مطعماً جديداً اسماه بردى واستمر يقدم فنه الراقي للجالية العربية في امريكا وكندا .
تحية وفاء لروح الأصيل والمختلف بغنائه وانتمائه الوطني وتطويره للألحان المتجددة من السبعينيات إلى اليوم الكبير محمد جمال ..
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته .. تعازينا القلبية لأسرته والفنان المبدع القدير فائق حميصي وعشاقه في العالم العربي والعالم .
Discussion about this post