ق ق ج ========
صمت =============
رأسه مثقلة بجلجلة ثقيلة..من عتمة إلى عتمة كان يتتبّعها دون صوت..
تنساب في سرعة جنونية تلك الخرزة التي أفلتت من مسبحته.. فيما عثر عليها طقطقة تحت حذائه كسّرت صمت المكان، أخرى فأخرى.. تدلّى الخيط آخذا أخر شهقة.
فتحي بوصيدة…
ق ق ج =======================
أمان==========
في حارتنا القديمة، الوقت شاسع بما يكفيني لألعب، وحيث ما أريد..
في المكان الذي يغلبني فيه النعاس، أنام.. في الصباح أجدني على سريري..
هذا الصّباح لازلت نائما تحت الجدار ! من الذي سرق اليد التي تأخذني؟
ق ق ج
مهمّة =============
أسرف الغبار في تهوّره، راح يعبث بالبنايات..
حجم الخسائر كان مهولا..
فيما تداخلت الأصوات.. بقايا انفجارات، صراخ و عويل..
كان مهمّا صوت محرّك الشّاحنة اللّعبة ينبعث من فم الطّفل، رررن.. رررن.. معقّبا: افسحوا المجال سأشحن أشلاء الدّمى.
نتظار====
أوغلت في وحدتها .. تهشّ الهموم بالنّظر إلى لوحته الوحيدة التي تزين جدار غرفتها..
إلى أحزانها تقبع لتُحيك للأمنيات ثيابا، تليق بحجم الغياب..
حين تضيق بها الدّنيا، تراجع المقاسات.. طول الكتف خمس سنوات.. الصدر، سبع سنوات..
تبّا لهذه الأكمام !عشر سنوات.. !
فيما رتّقت بعض العيوب ؛وحده القبر احتضن كلّ المقاسات.
قج=====مصالح
حين أنام، يعجّ برأسي الكثير من الأصدقاء ولما أصحو، أصحو وحيدًا تبًا لهذه الجمجمة؛ من أين يتسرّب هؤلاء..!
ققج
أجيال======
رأيت تاريخ ميلادي، لقد تجاوزت مدة صلاحيتي..
رَمَيْتُنِي في سلّة الأَعْمَارِ..
فيما أخذوني لرسكلة النفايات؛ بقبعة دجينْز وسروال ممزّق أتسكّع في الشّوارع؛ يعاتبني عكّازي كلّما تأخّرت عن المنزل.
ق ق ج
اقتراح
عنيفة أصبحت ضربات الأهل .. !
يقول الباب للغرفة لم لا نتبادل الأدوار..
أنت تتحمّلين طرَقَاتِهم و أنا أبتلع همومهم في جوفي.
ق ق ج
طُعون
تكوّر وسط المزابل يفتش عن بقايا ترف، بمنجل قد بدأ الصّدأ يتسلّل إلى كتلته، الضربة الأولى سحب بها علبة مثقلة، شقّها بضربة ثانية، الضّربة الثالثة، تناثرت قوائم التّصويت؛ ولا وجه من الوجوه المترشحة سلمت من ظُبَةِ المنجل؛ على ألسنتهم كان يزيح العفن العالق بمنجله.
ق ق ج====
ضياع
وأشير إلى صخرة قائلا: وأنت أيها الشّاب المتهوّر…و كأنّي أنا الشّاب، أجيب بسقط القَوْل
و سخف الألفاظ … أمرّ بين الصخور.. يتعالى هرجهم..
و يخطر لي أن أعاقبهم جميعا، فأضرب بعضها ببعض.. فيما تفتّت الكلّ؛ تهوّر النّهر
عبثا أحاول سحب قلبي حبة حبة .
مكابرة
تقول الأسطورة: سيسقط القمر من السّماء ، حين ينخر الشّوق جسده لغياب قبلتها سنة كاملة ! جئتك طواعية.. دعك منّي لا تفسدي زينة السماء…
اغتيال ===========
تأوي إلى فراشها.. كلّ ليلة، يخرج هيكلها العظمي متسلّلا، يخشى أن تتفطّن إليه..
في المقبرة يسامر ثلّة من الأوّلين شغلوا بالقضاء، يمدّهم تقارير أحلامها..
خلصت الأبحاث أنها تعيش قِيَمٍ على وجه الإكراه..فيما كانت تبحث عن لسان دفاع، ليلة قبل النطّق بالحكم؛ يعود هيكلها بجمجمة بسبعة ثقوب.
خونة=====
يصل الموت على صهوة جواده و الجحيم يتبعه..
يتنقّل بين الأسرىالمقيّدة أيديهم بالأصفاد..
ترتعد شفاههم تذكر الله.. كلما أشار إلى أحدهم، إلى الجحيم صلّوه..فيما انصهرت أغلالهم؛ عج الوطن بآخرين يتقاتلون لأجل المعادن الجديدة.
ق ق ج=============
*رضاء*
الأب الذي أخذت مغاور الفوسفاط بصره، أحيل على قسوة المهنة.. لعقدين وهو يضرب سطح الأرض بعصاه..
مات..
ذلك ثمن الحصول على ضمير مرتاح، مازال أربعة من أبنائه يدهسون ترابها اللعين ؛ و تلك مآربه الأخرى.!
ق ق ج ===================
*مروّجون*
========================
بوقت الغروب، رأيتهم يضعون قِرَبهُم عند مصبّ الشّفق.. حتى تفيض حمرةً.. و فيما يُداهمهم اللّيل، يلتحفون ظلمته.. يتسلّلون إلى المدينة يوزّعون بضاعتهم.. حتى إذا طلع الفجر؛ تعجّ الطّرق المؤدّية إلى المقبرة بالنّسوة الملتحفات بالسواد.
ق ق ج
================
**تأريخ**
في الغابة قطعنا الوطن مثل أغصان يابسة..بكت الأشجار..
داهمنا سيل عظيم.. حاولنا صنع فلك النجاة؛ كلما ربطنا غصنا إلى آخر مزقنا ثياب أحدنا..
فيما انتهينا ؛ مشينا حفاة عراة إلى كهوفنا الأولى.
ق ق ج
**لحظة غضب**
عود كبريت يقترب من خزان أحزاني، كلّما هممت بإشعاله بلّلته أدمعي..
مرّة و أنا أحاول أن أفركه على ذاكرتي أزاح منها غيمة تمطر كلمات قصيدة الحب الاولى، ابتلّ حلقي؛ صرخت إني أحبّك.
ق ق ج **استبداد**
==================
لحظة وصولهم..
كنت يقظا تفطّنت لحثيث خطواتهم استعرت لحظات من زمن موتي..
لمسوا جثّتي برؤوس أسلحتهم، جسّوا نبضي، تجاوزوني..
و فيما هممت باسترجاع صوتي، تفطنوا لزمن حياتي يرتعد خلف صخرة غير بعيدة؛ صمّت آذناي طلقات النّار..!
ق ق ج
حصانة
تحت قبة البرلمان في أولى جلساته…
جلس قرب نائب يساري الفكر..
تملّكه قلق وارتباك من غمزات النائب..
هنا ركلته رجل من ورائه، و سمع صوتا يقول له- من كم سنة لم تُحْلِق لحيتك؟-
شعر بحرج شديد ولم يردّ له جوابا..
فيما دق جرس انتهاء الفترة الصباحية سارع إلى الحمام؛ أولى الصفقات مع شفرة الحلاقة يسيل الدّم.
سخرية
سكنني الحزن…وانتابتني حالات صرع …
ناولني الدكتور علبة دواء على كل حبة اسم بلد عربي…بعد كلّ وجبة حبة…
بدأت أتعافى…آخر دولة كانت على الريق، صرت أضحك بشكل هستيريّ، كان العالم مبتورا.
فتحي بوصيدة /تونس
**سفاهة**
أمام النّفق.. افترقنا
أمام مصباحي،أخذ ظلّي يتمدّد و يتمدّد..
بينما توغّل هو في الظلام…
عند النهاية التقينا، فيما كان يحدّثني عن غنائمه، رنّ منبّه الرّسائل…طلب مني أن أقرأ:مكتوب -مكتب العدالة يعتذر، أنت بريء- ؛ تفجّر ظلّي مع المصباح.
فتحي بوصيدة/تونس
أزمة
انتهت المشادّات بين العصافير …
لماذا يخافون الفزاعة؟ و هي التي تراقص السّنابل؟
تمرّدوا…لم يبق للفقراء رغيف خبز.
فتحي بوصيدة/تونس
Discussion about this post