وقفة مع التاريخ بقلم د علي أحمد جديد سورية

وقفة مع التاريخ ..

اتفاقية ..
“جورج كليمنصو – لويد جورج” 1918 حول (الشرق الأوسط) ..

منذ استقرار الوضع للسيطرة اليهودية على وزارة المستعمرات (الخارجية) البريطانية وعلى المخابرات البريطانية بكل فروعها إثر الدعم الكامل وغير المحدود الذي أتيح لهم منذ عهد (اسحق دزرائيلي) بعد أن استطاع التخلص من سلطة الملك (إدوارد) لأنه قام بطرد اليهود كلهم من الاراضي البريطانية إلى أراضي العالم الجديد (الشمال الأمريكي) . انصب الاهتمام اليهودي – البريطاني كله على إنشاء (وطن قومي) لليهود يحفظ مصالح الامبراطورية البريطانية في الشرق الأوسط باعتباره المركز الحيوي للمواصلات العالمي . وكانت فكرة تقسيم (سوريا الكبرى) هي المسيطرة كفكرةٍ ذات جدوى لتقسيم الوطن العربي الكبير بعد إزاحة سيطرة العثمانيين عن المنطقة لانتهاء دورهم فيها . وجاءت اتفاقية (سايكس – بيكو) مع الفرنسيين باقتلاع قلب المنطقة من جنوب سوريا الطبيعية (فلسطين) ، وتفتيت سوريا الكبرى إلى كيانات متعددة ومتصارعة (لبنان والاردن والعراق واسكندرون) كضمانة دائمة لديمومة حياة الكيان اليهودي في فلسطين وإقامة (مملكة داود) الجديدة على أرضها . وتبعت اتفاقية (سايكس – بيكو) بين القوتين العظميين اتفاقية (جورج كليمنصو – لويد جورج) 1918 حول الشرق الأوسط ككل ، وهي الاتفاقية التي كانت لتعديل اتفاقية ( سايكس – بيكو ) الأولى وقد عُقدت في 1 ديسمبر 1918 بين “جورج كليمنصو” رئيس الوزراء الفرنسي ، وبين “ديفيد لويد جورج” رئيس الوزراء البريطاني في عام 1918 فيما يتعلق بكل من الجنوب السوري (فلسطين) وبولاية الموصل ، ويُعرف المكوّن الأخير منها باسم “تنازل الموصل” ، حيث تم الاتفاق في السفارة الفرنسية في لندن .
ويشير مخطط “راي ستانارد بيكر” إلى الاتفاقيات السرية الست التي استُخدمت في المفاوضات لتقسيم إرث الإمبراطورية العثمانية ، بالتحديد إلى اتفاق “جورج كليمنصو – لويد جورج” المتعلق خاصة بكل من فلسطين و الموصل .
وكان ذلك الاتفاق مثيراً للجدل لأنه لم يَبدُ أن فرنسا حصلت على أي تغييرات جوهرية من بريطانيا مقابل التنازل عن (الموصل وفلسطين) .
وقد كتب “جون جيه ماكتاج” الابن :
(على الرغم من عدم رسمية هذا الاتفاق ، إلا أن لويد جورج وجورج كليمنصو اعتمدا عليه وأصبح أساساً لتشريع المطالبة البريطانية بفلسطين) .
ولهذا كان في أربيعينات القرن الماضي الإسراع بالتخلص من الزعيم السوري (انطون سعادة) الذي رأوا فيه الخطر الحقيقي الوعي لمخططاتهم والمحدق والأكبر على مصالحهم بإقامة الكيان اليهودي في فلسطين ، وتم اغتياله تحت غطاء حكم قضائي متفق عليه بين ذيولهم في سورية (حسني الزعيم) وفي لبنان (رياض الصلح) باتفاق مريب ومكشوف وبانصياع كامل للإرادة الأجنبية .

تحيا سوريا – والخلود للزعيم .