قصيدة فصول العشق للشاعر حاتم الامان الغضباني قراءة بقلم الناقدة فائزة بنمسعود تونس

‎-)قراءتي في قصيد(فصول العشق📜🖌
للشاعر التونسي
Hatem Limem Ghodbani
——————————
فصول في العشق-
‎عشقتك“ والزمن ليلا..
‎تحت جناحه يأتيني..
‎الرسول…
‎عشقتك والزمن، ظهرا..
‎فياخذ منّي الطير كلّ..
‎المراسيل..
‎عشقتك والثلج يندفُ
‎فأحتضن رعشتكِ، أدفء فيكِ
‎الفصول.. !
‎عشقتك تحت الغيم..
‎وودقا، يغريني ضياؤه.. بالصبِّ
‎وبالهطول..
‎عشقتك شتاءً.. ربيعا ، صيفا شحيحا ،
‎يخلفه خريف ممطر..
‎عجول..
‎عشقتك زهرة ، سنبلة ، ضرعا
‎ يدرّ لبنا طيّبا..
‎وثغاء يطرب سمعي…
‎لا يزول..
‎عشقتك أمّا، زوجة، صاحبة
‎وبنتا ترنو لوطن..
‎جميل..
‎عشقتك آلهة الجمال..
‎” فينوس“..
‎وآلهة البحر..
‎” بوسيدون.” .
‎وكلّ الأساطير…
‎عشقتُ فيكِ التأريــــخ..
‎وحلقات العلم.. تمنّيت كم ذاك…
‎يطول.. يطـــــول
‎عشقناك” أنا” “وأنت” ..” ونحن” ..
‎الذين نرى فيكِ حبّا…
‎نرى فيك وطنا.. قُدَّ بأيدينا..
‎جميلا… جميلا.. جميلا…

‎عشقتك سحرا…
‎عشقتك عتقا..
‎عصا نهشُّ بها… عن المستراب..
‎العسير..
‎عشقتك بَرًّا وبِرًّا وَبُرّا..
‎نقاضي فينا الجوع
‎ونشبك أيادي الإنقاذ !!
‎نحلّق سويّا،
‎نطير…
‎عشقتك قزحيات..
‎بها ألوان البهاء.. أرسمك لوحة..
‎أباهي بك في المحافل…
‎علنا وعبر..
‎الأثير…
‎فهل كان عشقي لكِ مملّا.
‎معبودتي… ؟
‎فإن كان كذلك ،، دلّني طريقا…
‎مختلفا فيه…
‎أسير…
‎فأنا عالت عنّي الدروب…
‎وصمّت آذاني ، فقدت بصري…
‎هَا أنذَا..
‎غير بصير..

‎حاتم_الإمام_غضباني
‎
——————-

فهل العشق فصول؟
العشق في قاموس الشاعر فصول تتلون حسب حالات تلبسه بحب من أحب وعلى وقع تعاقبها
يعيش فيض احاسيسه ودفق مشاعره
‎عشقتك شتاءً.. ربيعا ، صيفا شحيحا
‎يخلفه خريف ممطر..
‎عجول..
فالشتاء حتى وان كان قطبيا ثقيلا فهودفء يحتوي يحنو ويطرد صقيع العمر
والربيع فصل أرخم الاوتار وأعذب الالحان الربيع موسم ساحر هو موسيقى تهب وتنعش وهذا العشق الربيعي
ومن الملاحظ ان الشاعر صمت عن(وصف فصلي الشتاء والربيع)
وهذا يؤول بطريقتين
اما ان هيبة هذين الفصلين منعته وهذا يعد اجلالا وإكبارًا لهما
واما انه نوع من عدم الرضى عنهما وهذا مستبعد
لانه جعل منهما موسميْ عشق،واحتفى بهما في صمت وسرية
بينما يصف الصيف بالشح ويصف الخريف بالكرم

——-وهذا فصل آخر
‎عشقتك“ والزمن ليلا…
‎تحت جناحه يأتيني..
‎الرسول…
‎عشقتك والزمن، ظهرا..
‎فياخذ منّي الطير كلّ..
‎المراسيل..
‎يذكرنا بأوقات الصلاة
وكــأن الشاعر في محراب العشق يؤدي فروض الطاعة ويقيم صلاه العشق (ظهرا -ليلا —واكيدا حافظ على بقية الصلوات وصلاة العشق الوسطى للوفاء والولاء)

——وتتوالى فصول العشق
‎عشقتك بَرًّا وبِرًّا وَبُرّا..
‎نقاضي فينا الجوع
‎ونشبك أيادي الإنقاذ !!
‎نحلّق سويّا،
‎نطير…
فهي الْـبَـر الشاسع ،والمدى والامتداد اي -الحرية-
وهي البِّـر اي الرحمة والاحتواء وهي البُـرُّ (القمح)
فهي غذاء للروح وبها يسمو ومعها يحلق
وفي اللغة العربية عديد من الثنائيات او حتى الثلاثيات التي ربّما تشكّل لبسًا لدى كثيرين، وتجعل من الصعب التفريق بين معانيها، وموضع استخدام كل منها
والشاعر على اطلاع ودراية والمام بثراء اللغة العربية
حيث جمع لنا ثلاثية رائعة منها في هذا الفصل(
عشقتك بَرًّا وبِرًّا وَبُرّا )

——فصل آخر من فصول عشق الشاعر
‎عشقتك آلهة الجمال..
‎” فينوس“..
‎وآلهة البحر..
‎” بوسيدون.” .
‎وكلّ الأساطير
هذه المرأة المفرد الجمع
هذه التي سمت وارتقت
وتعدت حدود المستحيل
هذه التي اجلسها على عرش الالهة
أخذتني في رحلة على بساط الكلمات الى
موطن الآلهة الاغريقية والمراة عند الشاعر
آلهة الآلهة وهي من مقدسات موطن الشعر
احبها دون ذكر الاسباب
وبعيدا عن كيف ولماذا ومتى…….
انها المراة الوطن
انها المرأة القصيد
انها المراة الحرية
انها تلك الانثى التي اخرجت الكون من العدم وأعلنت بداية الحياة فهي الاراضي والسماوات

—-وكم الزمن له قيمة في حياتنا
والشاعر اخرج الزمن من دائرة المألوف المتعاقب
واوجد زمنا متمردا عن الزمن يحيا تحت خيمة
الساعة25 واليوم الثامن
– الزمن حاضر بقوة في(فصول العشق) حيث يرتبط القصيد بالزمن ارتباطا عميقا، يصل لحد التماهي الكامل بين مكنونات الشاعر والعالم الخارجي،
والشاعر يبرز الاستخدام المكثف لصور الزمن فيتلاحم الماضي مع الحاضر والمستقبل في بنية واحدة متماسكة، تعبر عن تجاوزه لبنى الزمان المتقطعة، في محاولة لدمجها معا واستحضار زمن مختلف مبني على تفرد الشاعر الموسوم بالرؤيا، والخارج عن النظر الزمني المحدود
شاعر ينشد زمنه(العاشق)ويتمسك بجذوة الشعر المقدسة فتحلق فصول عشقه بجناحي الخيال لنسمع همسها
وبكل هذه الفصول وبكل اشكال والوان العشق
عشق الشاعر ومازال يتساءل كيف يعشق وكيف يحب
وما وقف عند(انا اعطيت ما استبقيت شيئا)
ما زال يبحث عن لغة اخرى للتعبير عن عشقه لمن عشق
‎فهل كان عشقي لكِ مملّا.
‎معبودتي… ؟
‎فإن كان كذلك ،، دلّني طريقا…
‎مختلفا فيه…
‎أسير…
فهل يا ترى يبحث حقا عن طريق مختلفة في العشق ام هي قفلة الادهاش في القصيدة؟

انا لست ناقدة انا مجرد قارئة يستهويني ما اقرأ
دمت مبدعا شاعر القصرين
فائزه بنمسعود