ثلاثية الصعود ثلاثية هبوط ‏قراءة نقدية بقلم ريم محمد لقصيدة هاربة للكاتبة المصرية سماح رشاد

‏ثلاثية الصعود / ثلاثية هبوط‏
وما بينهما ثلاث قصائد توجوا المنصة إضاءة كاشفة لنفوس مريضة

————-

قراءة من منظور سارد مهتم لصيق هو ماتم رصده في هذا النص ( انفلات شعوري طفى على السطح / تعاطف) وهذا النمط الجديد يظهر بقوة السارد المتعاطف ، المهتم بحيثيات الصعود زمنيا للشاعرة منذ البداية الخجولة المتدثرة بأغطية وحجابات ( ملتزمة) وهو رصد للمراحل.

السارد لصيق لها كظلها ربما هو ( الضمير) أو شخص آخر من لحم ودم ( أخت / أم / صديقة) شخص مكترث جدا لظروف هذه الكاتبة وتحركاتها خلال الفترة الزمنية التي واكبت صعودها وهبوطها بما تحمله من معان
( ازدهار /شهرة/سقوط ) ..

الوصف جاء رغم حياديته محملا بالعواطف المندرجة تحت بند ( المشاعر)
فسر بداية الحالة ( لباس محتشم خارجي/ ارتقاء/ كلام) قابله ( تصفيق/ تعثر/ سقوط) والسبب دموع طفت في الأرجاء أحاطت المكان بهالة ضبابية من تعاطف أنثوي لصيق أعطى مسرحية وحركية للمشهد أفضت للنهاية الحزينة المتعثرة والسبب قصيدة هاربة ( رجوع ضمير / صحوة أخلاقية ) في مجتمع ووسط يهتم بالمظاهر …

مسرحة الأحداث :
———————-

الحدث القصصي لبس لباس المسرح ، من حضور وتفاعل وصوت وتصفيق وسقوط وكلها حركات يحملها الركح المسرحي ويفيض بها …

الشخوص بلا أي دور سوى التصفيق ..
الشاعرة هي المحور فقط ، والكاميرا هي العين الثاقبة المتعاطفة المهتمة بنقل مشهد متجرد نوعا ما ، يلقي اللوم على العناصر الأخرى ، بمعنى أن هذه العين أنصفت وصفيا الحالة عند الشاعرة ، وتألمت لسقوطها على الرغم من أنها سقطت في التبرير الأخير…

النص اكتمل عند ( متدثرة بثوب باك) والتفسير الأخير لاحاجة له

نهاية…

(عري القصائد) عرّى فئة مجتمعية أدبية فنزع عنها حجاب الرصانة ومزق نقاب تصنّعها الشاعرية

حروب ناعمة تجري في الأوساط الأدبية تغلبها النظرة الجندرية المجتمعية لأدب المرأة عموما ينظر إليها كوسيلة امتاع لذكورية بغيضة لتدفعها للإنخراط فيها…

ريم

نص مميز
بالتوفيق أ. سماح رشاد

النص
——–
#قصيدة_هاربة

بحِجابِها الأسودِ، وحيائها المُنتَقِبِ؛ ارتَقت درَجَتينِ إلىٰ المَنصةِ، ألقَت أولَ نُصوصِ شِعرِها الوليدةِ هذا العامَ، قرأتْ قصيدةً عاريةً، تلَتها بأخرىٰ فاضِحةٍ، ثمّ أنهَت الثلاثةَ بأكثَرِهِم وقاحَةً، وسكَتَت؛ صَفّقَ الجميعُ مَشدوهينَ، ترَجّلَت على نَفسِ الدرجِ، لكِنّها انكَبَت علىٰ وَجهِها، تعثّرَت بواحِدَةٍ مُتدَثِرَةٍ بثَوبٍ باكِ؛ هرَبَت مِن بينِ طيّاتِ الديوانِ؛ لأنّها لم تُقرأ..

#سماح_رشاد