مثل هذا اليوم2 يونيو1815م..
نابليون بونابرت يعلن عن دستور الحرية في فرنسا..
1.5% من السكان يملكون 22% من الأراضى ونحو 5% من السكان لديهم أكثر من 82% من ثروات البلاد. هكذا كانت المملكة الفرنسية فى 17 يوليو 1789، حيث قامت واحدة من أعظم ثورات العالم، لتزيل حكم أسرة البوربون الفرنسية، وتعلن قيام الجمهورية الأولى، بعد تحقيق أهداف الثورة الكبرى فى 1792، حيث تم خلع آخر ملوك باريس- الملك لويس السادس عشر بشكل رسمى.
لم تستمر الجمهورية الأولى طويلاً، ففى 1804، أعلن نابليون بونابرت (نابليون الأول) نفسه امبراطوراً، لينهى الجمهورية الوليدة، ويؤسس لديكتاتورية جديدة، إلا أن الثورة التى أسقطت البوربون، نجحت فى انتزاع الجمهورية الثانية، وإعلانها فى 25 فبراير 1848 ثم تأكيده فى 2 ديسمبر 1851 بانتفاضة هائلة، وتم انتخاب نابليون الثالث رئيساً للجمهورية، وسار تشارلز لويس نابليون على نهج أسلافه، وأعلن قيام الامبراطورية الفرنسية الثانية بانقلاب عسكرى، وعين نفسه امبراطوراً.
انتظر الفرنسيون طويلاً حتى سحق الألمان جيوش نابليون الثالث واحتلوا أجزاء من فرنسا، وأعلن الشعب الفرنسى جمهوريته الثالثة فى 1870، كجمهورية برلمانية، مرة أخرى.
رغم جميع الاحتياطات التى حاول البرلمان تحصين نفسه بها، فإن النظام البرلمانى أدى لضعف شديد فى الجمهورية الثالثة،حتى سقطت باريس تحت احتلال جيوش النازى الألمانى فى يوليو 1940.
لم يصمت الفرنسيون أنفسهم على الاحتلال، وعبر الأثير انطلق صوت الجنرال شارل ديجول، ليعلن قيام مقاومة مسلحة ضد النازيين، ورغم الإزعاج الكبير الذى مثله «ديجول» ومن خلفه المقاومة لحكومة فيشى، فإن تحرير الأرض جاء مع العملية «نورماندى»، التى أنهت الوجود النازى فى باريس. وفى 28 نوفمبر 1946 أعلن انتخاب فينسنت أوريول رئيساً لحكومة فرنسا المؤقتة، ليصبح بعدها فى 16 يناير 1947 أول رئيس منتخب لفرنسا، ويعلن الشعب إطلاق الجمهورية الرابعة، التى اتبعت هى الأخرى النظام البرلمانى التام، حتى انتهت بتولى الجنرال ديجول الرئاسة، وإعلان الجمهورية الخامسة، ودستور 1958، ورغم التجارب المريرة التى خاضها الفرنسيون فإن دستورهم الدائم كان شعار الثورة التى قامت قبل 283 عاما فى الحرية والإخاء والمساواة، ولم يجرؤ أى نظام ديمقراطى فرنسى منذ زوال الملكية على المساس بـ«أيقونة كل فرنسى»، كما يطلقون على وثيقة الحقوق. ورغم تغير النظم بين البرلمانية والبرلمانية الرئاسية، وحتى مع تجربتين مع الاحتلال وأخريين مع سقوط الجمهورية، فإن الفرنسيين عرفوا مبكراً أين مكمن قوتهم الحقيقية، وسط قارة لديهم فيها من الأعداء أكثر بكثير من الأصدقاء والحلفاء عبر التاريخ.!!
Discussion about this post