في مثل هذا اليوم 3 يونيو 1098م..
الصليبيون يحتلون مدينة أنطاكية وذلك أثناء الحملة الصليبية الأولى..
في مثل هذا اليوم الصليبيون يحتلون مدينة أنطاكية وذلك أثناء الحملة الصليبية الأولى.
حصار أنطاكية (بالإنجليزية: Siege of Antioch) وقع حصار أنطاكية أثناء الحملة الصليبية الأولى في 1097 1098.واستمر الحصار من قبل الصليبيين ضد المدينة التي يسيطر عليها المسلمين، من 21 أكتوبر 1097 إلى 2 يونيو 1098.
مروراً بجبال طوروس ومن خلال طريقين مختلفين وصلت الحملة الصليبية الأولى إلى أنطاكية خلال الشتاء أواخر1097 م، حوصر حاكم أنطاكية (ياغي سيان) في أنطاكية مدة 9 شهور، حيث طلب المساعدة من دقاق عندما توغلت “مجموعات البحث عن الطعام الصليبية” في أماكن أبعد، وعُرف لياغي سيان من مخبريه أن هناك خلافات بين المسيحيين، حيث أراد كل من ريمون تولوز وبوهيموند المدينة لأنفسهم. فبينما كان قوات بوهيموند تبحث عن الطعام بعيدًا في 29 ديسمبر 1097، تلقى باغي سيان نبأ مغادرة جزء كبير من الصليبيين المعسكر لنفاد مخزون جيش الصليبيين من المواد الغذائية والإمدادات، وقام بغارة ليلية على المعسكر الصليبي الواقع شمال نهر العاصي. وبدأ يتسبب في خسائر كبيرة للصليبيين، وكان من بين الضحايا حامل لواء البابا ممثل الصليبيين. فجمع ريمون تولوز (قائد الصليبيين) بسرعة فيلق من الفرسان لمواجهة هذه الغارة المفاجئة ونظم على الفور هجومًا كثيفًا لسلاح الفرسان. إلا أن وحدة المشاة في القلعة تراجعت بانتظام إلى القلعة كي لا تصتدم بهجوم الفرسان الثقيل.
إرسال التعزيزات
في 30 ديسمبر، مُنيت التعزيزات التي أرسلها دقاق بالفشل من قبل مجموعة بوهيموند التي كانت تبحث عن الطعام حيث تراجعت إلى حمص. ولم يدرك جيش دمشق أن جيشًا صليبيًا نورمانديًا آخر تحت قيادة بوهيموند كان يتأخر قليلاً عن هذا الجيش الصليبي، حيث لم يجرِ بحثًا وملاحظة جيدة، ومن خلال تأخير جيش بوهيموند قليلاً، تم تشتيت انتباه جيش دمشق وخسر المعركة.
ومع بداية الحصار قرر رضوان مغادرة حلب والتصدي للصليبيين، ودارت معركة بينهما بتاريخ 8 و 9 فبراير 1098 فلم يتمكن جيش رضوان من التصدي للصليبيين، كما سارع ياغي سيان اثناء المعركة لمهاجمة المشاة الذين ترِكوا للدفاع عن المعسكر الصليبي، ونصب كمينًا للذين يجلبون الخشب والعتاد إلى المعسكر. كما أصيب المعسكر الصليبي بأنطاكية بإرتباك جماعي عندما سمعوا بمقتل ريموند وبوهيموند، وهاجم ياغي سيان بقية الجيش تحت قيادة جودفري، لكن سرعان ما عاد بوهيموند وريموند من أرض المعركة حيث وصلت الأخبار إلى الجيش ياغي سيان بأن فرسان الصليبيين قد بددوا دعم رضوان، وأدرك ياغي سيان على الفور ماهية هذا الخبر، وتمكن من سحب جيشه بانتظام خلف الجدران، وهزم الصليبيون جيش الفرسان الخفيف الذي أرسله رضوان إلى المعركة وبسبب عدم كفاءتهم.
السقوط:
تم بناء جدران قلعة أنطاكيا على تل شديد الانحدار وتم بناء الجدران بطريقة لا يمكن حتى لقوات صغيرة المرور بها. ومع ذلك، في بعض أجزاء الجدران، أتيحت الفرصة للأفراد داخل القلعة وخارجها للتحدث فيما بينهم، وحتى الأفراد للدخول والخروج من القلعة. وأتاح ياغي سيان فرصة للسكان المحليين للتحدث إلى عائلاتهم داخل القلعة ولاعطاء مواقفهم من المحادثات والتفاوضات. ونتيجة للذلك، شكل القادة المسيحيون الصليبيون (خاصة بوهيموند، الذي كان عينًا لحكم أنطاكيا) وياغي سيان شبكة تجسس بأقصر وقت ممكن. وهكذا، بدأ الطرفان في استخدام إمكانيات التعلم مما فعله الطرف الآخر وما يريدانه باستخدام شبكات التجسس .
أقام الصليبيون بالقرب من قلعة أنطاكية على تل قريب، وكان ياغي سيان قد عهد إلى قائد أرمني أسلم أخيرًا بحماية أبراج المدينة، يدعى فيروز أو بالزرّاد لكن هذا الأرمني خان المسلمين فسلمها إلى الأعداء مقابل رشوة! ، حيث أراد مُصلِح الدروع الأرميني هذا بالانتقام من عقاب قائد القلعة ياغي سيان بالسجن بسبب أنشطته في السوق السوداء وبخيانة أنطاكيا، ومع اكتشف القائد الصليبي بوهيموند لذلك، اتصل به من خلال شبكة التجسس تفاوضا سراً على جدران القلعة، ووعده بتبرعات ضخمة من الذهب والأرض إذا كان بإمكانه إدخال الصليبيين إلى المدينة. وبإيمانًا منه بهذه الوعود، فتح فيروز النافذة للصليبيين في “برج الأختين” ، أحد الأبراج العظيمة لأسوار مدينة أنطاكيا، ليلة 2 / 3 يونيو. وتسلق بوهيموند هذه النافذة أولاً، ثم تسلقت فرقة من الصليبيين المختارة هذا البرج وانتقلت إلى شوارع المدينة، نجحت هذا الخيانة في فتح أبواب المدينة أمام القوات الصليبية التي كانت مختبئة أمام البوابات، وانتشرت قوات الصليبيين في شوارع المدينة وبدأت في القتال داخل المدينة ضد المدافعين. وفي 3 يونيو، تمكن الصليبيين من الاستيلاء والسيطرة على أنطاكيا.
فتح باغي سيان باب البلد وخرج هاربًا مع ثلاثين غلامًا. وفي ذلك يقول المؤرخ عز الدين بن الأثير في ‘الكامل‘: “فلما طال مُقام الفرنج على أنطاكية راسلوا أحد المستحفَظين للأبراج، وهو زرّاردٌ 😊 صانع دروع) يُعرف بـ‘رُوزبة‘، وبذلوا له مالا وإقطاعًا، وكان يتولى حفظ برجٍ يلي الوادي، وهو مبني على شباك في الوادي، فلما تقرّر الأمر بينهم وبين هذا الملعون الزرّاد، جاءوا إلى الشُّبّاك ففتحوه، ودخلوا منه”؛ وسقطت المدينة بسبب هذه الخيانة لتصدق عليها بذلك مقولة إن “القلاع والحصون لا تسقط إلا من الداخل”!
في ليلة 3 يونيو 1098 هاجم الصليبيون مدينة أنطاكية بعد 9 شهور من الحصار، وبقي شمس الدولة (ابن باغي سيان) للدفاع عن القلعة عندما تركها ياغي سيان ورفاقه هرباً، سقوط ياغي سيان من على حصانه، ولما وجد حراسه أنه من المستحيل إحضار معهم، تركوه على الأرض وركبوا بعيدًا بدونه. وجد فلاحاً أرميني ياغي سيان ممددًا يحتضر فقام بقطع رأسه وأرسله هديةً إلى بوهيموند.
آثار الحادثة:
كان لسقوط أنطاكية كما يرى المؤرخ الراحل سعيد عاشور أثره الفادح في نفوس المسلمين؛ فقد “أثار موجة من الذعر في البلدان الإسلامية القريبة، فهرب من كان بها من المسلمين وتسلمها الأرمن، ولا شك أن سقوط أنطاكية كان له دوي هائل في العالم المسيحي، لا يفوقه إلا أثر سقوط بيت المقدس نفسها في أيدي الصليبيين فيما بعد؛ فأنطاكية مدينة قديمة لها تاريخها وأهميتها الكبرى في نظر المسيحيين، ويكفي أنها كانت ثالث مدن العالم في عصر الإمبراطورية الرومانية، فضلاً عن أنها المدينة التي أطلق فيها القديس بطرس أول أسقفية له”.!!
Discussion about this post