ثورة عَاشِقٍ بقلم مصطفى قادر

ثورة عَاشِقٍ

مصطفى قادر

جاءنِي رَسُولُ حبيبتي
وبعينيه سهم مسموم النصل
خفقَ قَلْبِي التائِه
إِلَهِي أ شَدِيدَة لِسَعَة الْأَمَل
اقْرَأ الرِّسَالَة يَا صَاحِبِي.
لعلكَ تَتَذَكَّر بأنكَ رَجل
أَلقَاهَا بِوَجهِي العابس
وَمَضَى عَلَى عَجل
شَرِيط الظنون تداهمني
يَدَاي أصَابَتِهَا الشلَل
تبوحُ حبيبتي بعشقها اللاعج
بعزمٍ دُون وَجل
أَهلِي يَرفضون هيامنا
كُلُّ مَا يَسرُّكُمْ إنَّمَا جَهِل
لَا رَابِطَ بَينَنَا يَقُولُون
فالوادي أحقرُ مِنْ الْجَبَلِ
لَسنَا سَواسِيَة يَدّعون
مجَرَّد خواطر وقصائد غَزْل
مَا ثَروَتِه مَا عَمِلَهُ
لَا يَهُمُّنَا الشهامة وَلَا الْأَصل
لسوفَ تفرين مِنْ فقره
حِينِهَا لَن تَجِدِي الْمُقِلّ
دَعِيه يَمْضِي لِمَجدِه الخاوي
إنَّه عَلَينَا يتحايل
كَم دافعتُ عَن حبّنا
لأحميه مِن بَراثِن الخذل
سجنوني عَنوة بِحُجرِةٍ
وَمَا بصدري مِن جُمل
نَالُوا مِنْ عنادي بحجزي
ومُهجتي عنكَ تسأَل
أشتاقكَ بأسري حَبِيبِي
وهواكَ بآسري عَسَل
تَعَالَ يَا فَارِسِي
وحلق بِي حَيث الْمُسجل
أَهلَكَنِي تَبَارِيح الْهَوَى
وأصابَ جَسَدِي الْعِلَل
كَن جلادي إن أَرَدتَ.
أَو لِقِصَّة قَلْبِي البَطَل
دُمُوعِي لا تتعب
أوجزتُ بكلماتي مَا حَصَلَ

يا ابنة الكرام اصبري
ففي أحداقي النيران تشتعل
كُلّي متلهفٌ للوصال
الروح لكِ بها لن أبخل
تسبقني بعضي إليكِ
دونكِ أبداً لن ارحل
لو كُتبَ من حبي قطرة
لأسلم أبو جهل
لو سقطَ في البحر الميت
لعاشَ البحر في ذهل
سلواي الحَبُّ
لا يُميّزُ المستَقِيم عَن المَائِل
لادِغ أَينما يَنزل
لَدغَة لَا تبتر بَل تُمَدّ بِالحَبل
ساقتنا الْهُيَام إلينا
وَتَرَكْنَا أَمَانَة لَنَا وَرَحَل
حبيبتي العشق وَحدَه يجمعنا
وَسِوَاه رياءٌ ودجل
ما سترناه بين جوانحنا
لَهو الأَنقَى والأَجمَل
أخاكِ أرسلَ مَن يَضرِبنِي
ويهدّدني بِالقتل
يَحسَبُ إنِّي أَفّاكٌ
نِيَّتِي النصبُ اتَّبَع الحِيَل
جرحُ الْجَسَد يَطِيب
وَخَدش الْفُؤَاد لَا يَندَمِل
يُعَذِّبُنِي ذكراكِ
أسيرُ ومشاعري فتلٌ وجدل
أنينكِ الْمَكْنُون بسطوركِ.
أجّجَ الروح وَالعَقل
لو أُخرجكِ من الظلمات
ونحيا بكرامة به نقبل
تَكفِينَا رغيفاً نقتسمه
وكوخٌ تَمنَع عَنَّا الهطل
الراحة في البال نعمة
والسعادة غاية لا تهمل
إن خذلتكِ طوعاً
لأُدفنَ حيّاً بقبرٍ مِنْ وَحِلَ
أَنتِ امتحانٌ لِحَيَاتِي
تُرى هل أَكُون لَهَا أَهل
لَن أرسَل أحداً
فالعاشق مَن يَتَقَدَّم وَيَفعَل
أَنَا عَلَى الدربِ آتي
فَآلمُ الإنتظارِ لا يُحتمل
الْيَوم كرٌّ منه لا مفر
فالقصة لا بد أن تَكتمل