في مثل هذا اليوم 5 يونيو1965م…..
إيران تفرض الأحكام العرفية وتعتقل آية الله الخميني ومن ثم تنفيه وذلك في محاولة من جانب نظام الشاه محمد رضا بهلوي لاحتواء حالة الغضب الشعبي المتصاعد ضده.
روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني (24 سبتمبر 1902 ، 21 رجب 1320هـ – 3 يونيو 1989) رجل دين ومرجع ديني وفيلسوف وكاتب وسياسي شيعي إيراني وكان مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائد الثورة الإسلامية عام 1979 التي شهدت الإطاحة بالملكية البهلوية ومحمد رضا بهلوي، الشاه الأخير في إيران والذي سبقه الشاه رضا بهلوي. بعد الثورة، أصبح روح الله الخميني المرشد الأعلى لإيران في الفترة من (1979-1989)، وهو منصب تم إنشاؤه في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية كأعلى سلطة سياسية ودينية للأمة. وخلفه علي خامنئي في 4 حزيران/يونيو 1989.
كان الخميني مرجعا دينيا في الشيعة الإثنا عشرية، وهو مجتهد أو فقيه (خبير في الشريعة الإسلامية) ومؤلف أكثر من 40 كتابا، لكنه معروف في المقام الأول لأنشطته السياسية. أمضى أكثر من 15 عاما في المنفى لمعارضته للشاه الأخير. في كتاباته ووعظه وسع نظرية ولاية الفقيه، لتشمل الحكم السياسي الثيوقراطي من قبل الفقهاء الإسلاميين. هذا الأصل (وإن لم يكن معروفا للجمهور الأوسع قبل الثورة) تم إلحاقه بالدستور الإيراني الجديد بعد طرحه للاستفتاء.
سمته مجلة التايم (الأمريكية) برجل العام في سنة 1979. كان الخميني معروفا بتأييده لمحتجزي الرهائن خلال أزمة رهائن إيران، وفتواه الداعية إلى قتل الروائي الهندي البريطاني سلمان رشدي، والإشارة إلى الولايات المتحدة بأنها “الشيطان الأكبر” والاتحاد السوفياتي باسم”الشيطان الأصغر”. وقد تعرض الخميني لعدة محاولات لقتله.
كما أشاد بانه “زعيم كاريزمي من شعبية هائلة” وهو “بطل النهضة الإسلامية” من قبل العلماء الشيعة، الذي حاول إقامة علاقات طيبة بين السنة والشيعة، ومبتكر رئيسي في النظرية السياسية والاستراتيجية السياسية الشعبية ذات التوجه الديني.
وحمل الخميني لقب آية الله العظمى، والمعروف رسميا باسم الإمام الخميني داخل إيران ومؤيديه دوليا. ويشار إليه عموما باسم آية الله الخميني من قبل الآخرين.
وكان كالأب الروحي لعدد من الشيعة داخل إيران وخارجها. درجته الحوزوية آية الله وتضاف إليها العظمى لأنه بلغ الاجتهاد في نظر الشيعة وأصدر رسالته العملية، أي مجموعة فتاواه في العبادات والمعاملات في الإسلام.
مواصلة النضال دفعت الشاه محمد رضا بهلوي لارتكاب إحدى أخطائه التي تمثّلت في مهاجمة المدرسة الفيضية بمدينة قم في الحادي والعشرين من آذار عام 1963 م، وما هي إلاّ فترة وجيزة حتى انتشر خطاب روح الله الخميني وتصريحاته حول هذه الفاجعة في مختلف أنحاء إيران. وفي عصر اليوم العاشر من شهر المحرّم عام 1383 هـ (3 يونيو1963 م) أشار الخميني عبر خطاب حماسي، إلى العلاقات السرّية القائمة بين الشاه وإسرائيل ومصالحهما المشتركة. وفي الساعة الثالثة بعد منتصف ليل اليوم التالي، حاصرت القوات الحكومية الخاصة بيته، وتم اعتقاله وإرساله مكبّلاً إلى طهران.
انتشر خبر اعتقال الخميني بسرعة في مختلف أنحاء إيران. وبمجرّد أن سمعت الجماهير خبر اعتقاله، نزلت إلى الشوارع منذ الساعات الأولى من فجر الخامس من حزيران 1963 م، وراحت تعبّر عن استنكارها لعمل الحكومة في تظاهرات حاشدة، أعظمها تظاهرة مدينة قم، التي شهدت أكبر هذه الاستنكارات، والتي هاجمتها قوات النظام بالأسلحة الثقيلة، وكانت نتيجتها سقوط العديد من المتظاهرين مضرّجين بدمائهم. ومع إعلان نظام الشاه الأحكام العرفية في طهران، إشتد قمع التظاهرات في تلك الأيام، حيث قتلت وجرحت قوات الحكومة العسكرية الآلاف من المتظاهرين المدنيين الأبرياء. كانت هذه المذبحة في نهاية القسوة والشدة حتى أخذت أخبارها تتناقل وسائل الإعلام العالمية والمحلية. وأخيراً، ونتيجة لضغط الرأي العام واعتراضات العلماء والشعب، داخل البلاد وخارجها، اضطر نظام الشاه إلى إطلاق سراح الخميني بعد عشرة أشهر تقريباً من المحاصرة والاعتقال.
مكافحة قانون الحصانة القضائية
قانون الحصانة القضائية (الدولة البهلوية)
واصل الخميني جهاده عبر خطاباته الفاضحة للنظام، وتصريحاته المثيرة للوعي. وفي هذه الأثناء تأتي مصادقة الحكومة علي قانون الحصانة القضائية (الكابيتالاسيون) التي تنص علي منح المستشارين العسكريين والسياسيين الأميركيين الحصانة القضائية. فما إن اطّلع الخميني على هذه الخيانة حتى بدأ تحركاته الواسعة، وقام بإرسال مبعوثية إلى مختلف أنحاء البلد، ويعلن لأبناء الشعب عن عزمه بإلقاء خطاب في العشرين من يونيو عام 1963 مـ. ألقي الخميني خطابه الشهير في اليوم الموعود دون أن يعبأ بتهديد النظام ووعيده. فانتقد لائحة الحصانة القضائية، وهجم بشدة على الرئيس الأميركي وقتئذ. أما نظام الشاه فقد رأى أنّ الحل الأمثل يكمن في نفي الخميني إلى خارج إيران. ومرة أخرى حاصرت المئات من القوات الخاصة والمظليين بيته، وذلك في سَحَر اليوم الثالث من التشرين الثاني عام 1964 م. وبعد اعتقاله، اقتيد مباشرة إلى مطار مهرآباد بطهران، تم نفيه أولاً إلى مدينة أنقرة (تركيا)، ومن ثم إلى مدينة بورسا التركية. وقامت قوات الأمن الإيراني والتركي المكلّفة بمراقبته، بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي.!!
Discussion about this post