في مثل هذا اليوم11 يونيو1859م..
وفاة ميترنيخ، سياسي نمساوي.
الأمير كليمنس فينزل مترنيش (بالألمانية: Klemens Wenzel Nepomuk Lothar von Metternich) (15 مايو 1773 – 11 يونيو 1859) سياسي ورجل دولة نمساوي ومن أهم شخصيات القرن التاسع عشر. ينسب إليه وضع قواعد العمل السياسي التي سارت عليها القوى الكبرى في أوروبا طوال الأربعين عاما التي أعقبت هزيمة نابليون بونابرت. شكلت مبادئ مترنيش، والتي تبلورت خلال مفاوضات مؤتمر فيينا، مجرى الأحداث السياسية الأوروبية الأساسية. يعتبر البعض مترنيش خير من طبق مبادئ الميكيافيللية السياسية بصورتها الكلاسيكية.
الواقع أن مترنيش كان الدعامة الرئيسية للنظام السياسي في أوروبا القرن التاسع عشر والقائم على مبدأ رفض التغيير والمحافظة على توازنات القوى في أوروبا. وعلى الرغم من رسوخ صورة تقليدية لمترنيش في ذاكرة أجيال عدة باعتباره سياسيا رجعيا قد قاوم بشدة مبدأ حق الشعب في الحكم ومبدأ الثورة على النظام القائم، هناك رأى آخر يقول أنه كان رافضا لتلك المبادئ الثورية لتيقنه من أنه لو تراخى في مواجهة الثورات الشعبية لأدى ذلك لتقوية المشاعر الوطنية للقوميات العديدة في أوروبا مما يؤدى في النهاية لتفكك الإمبراطوريات القديمة وشيوع الفوضى والحرب في أنحاء أوروبا.
تربع مترنيش على قمة السياسة الأوروبية طوال الثلاثين عاما التي تلت انعقاد مؤتمر فيينا حتى أن المؤرخين قد أطلقوا على الفترة من 1815 وحتى 1848 اسم “عهد مترنيش” والذي قضى هذه الفترة منهمكا في تدعيم النظام القائم الذي كان هو المصمم الرئيس لدعائمه. كان الهدف الأساسي لسياساته هو استغلال النظام المتفق عليه في مؤتمر فيينا والذي اقتضى تعاون الدول الموقعة عليه في مواجهة أى ثورات قد تقوم بإحدى دول الاتفاق. نجح نظام مترنيش في قمع العديد من الثورات التي إندلعت بألمانيا وإيطاليا وهولندا والمجر والامبراطورية النمسوية خلال العشرينيات والثلاثينات من القرن التاسع عشر. مثلت تلك الفترة قمة عصر الاستبداد وقمع الحريات في عهد مترنيش. على الرغم من ذلك حاول مترنيش أن يقترح بعض الإصلاحات داخل الامبراطورية النمسوية بما في ذلك إنشاء برلمان تكون كل عرقيات الامبراطورية ممثلة فيه. قوبلت هذه الأفكار بالرفض من جانب الإمبراطور فرانز الثاني الذي يراه بعض المؤرخين الراعى الحقيقي للسياسات الرجعية التي إتبعتها الامبراطورية النمسوية في تلك الفترة والتي ساهمت إلى حد كبير في قيام ثورات 1848.
أدى اندلاع ثورات 1848 في كل أنحاء أوروبا تقريبا إلى العديد من التغيرات في الملكيات القديمة والتي وإن احتفظت بعروشها إضطرت إلى تقديم تنازلات لشعوبها لتحجيم خطر الثورة. وفي فيينا احتشد ألاف المتظاهرين أمام مقر الحكومة الامبراطورية مطالبين بعزل الإمبراطور وعزل المستشار مترنيش. وفعلا تنازل الإمبراطور فرديناند الأول عن عرشه وإضطر مترنيش عندها إلى الهرب من فيينا متخفيا حرصا على سلامته. وفي 13 مارس 1848 أعلن الإمبراطور الجديد فرانز جوزيف قبول استقالة المستشار مترنيش الذي اختار بريطانيا كمنفى إختيارى له وانتقل إليها مع عائلته حيث عاش بين بريستول ولندن معتزلا الحياة السياسية حتى أكتوبر 1849. انتقل بعد ذلك إلى بلجيكا وعاش بها حتى خريف عام 1851 حين عاد في سبتمبرإلى فيينا بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات. ظل مترنيش بفيينا حتى وفاته يوم 11 يونيو عام 1859.!!







Discussion about this post