في مثل هذا اليوم 12 يونيو1926م..
انسحاب البرازيل من منظمة عصبة الأمم وذلك بعد فشلها بتسويه المشاكل الحدودية بينها وبين جيرانها في أمريكا الجنوبية.
ربما كان الانسحاب من عصبة الأمم أحد الأسباب المباشرة لانهيارها فقد أدت كثرة الانسحابات التي وصلت إلى ثمانية عشر انسحابا من مجموع الدول الخمسة والستين الأعضاء فيها إلى عد ذلك نقيصة من نقائص العصبة وكما ذكرنا سببا من أسباب انهيارها (1) . فعندما تعلن دولة ما انسحابها من منظمة دولية لا تهدف بالضرورة التخلص من الالتزامات المفروضة عليها بموجب الميثاق بل قد يكون احتجاجا على موقف اتخذته المنظمة الدولية قبلها ، فقد أعلنت دولة ( كوستاريكا ) انسحابها من العصبة عام 1924م بسبب استيائها وعدم رضاها من دور الأمين العام للعصبة في اختيار ممثلي وموظفي دول أمريكا اللاتينية في العصبة على أساس مساهمات تلك الدول في ميزانية العصبة فقامت ( كوستاريكا ) بإخطار الأمين العام بانسحابها ، وعبرت جمعية العصبة عن أسفها العميق لهذا القرار ودعت ( كوستاريكا ) إلى معاودة نشاطها وتعاونها لذا لم تبحث مسألة مدى تنفيذ هذه الدولة لالتزاماتها بموجب المادة 1/3 من العهد ، إلا أن انسحاب ( كوستاريكا ) لم يطل كثيرا حيث عادت إلى عضوية العصبة عام 1928م ، وكذلك أعلنت البرازيل وإسبانيا انسحابهما من العصبة احتجاجا على قرار مجلس العصبة بقبول ألمانيا في العصبة عام 1926م ، لهذا قدمت الدولتان إخطارا بالانسحاب إلى الأمين العام الإداري للعصبة (2). وأيضا لم تبحث مسألة تنفيذ الالتزامات بموجب العهد ، إلا أن مجلس العصبة دعا الدولتين إلى معاودة تعاونهما مع العصبة واستئنافه قبل أن يدخل الإخطار حيز النفاذ عام 1928م ، وقد عاودت الدولتان نشاطهما قبل أن يدخل الإخطار حيز النفاذ وبذلك اعتبر انسحابهما كأن لم يكن .!!
Discussion about this post