فراءة في رباعية(وخُبّرت…)
وخُبّرتُ أنّ سعاد مشت للمصلّى
فجُبتُ ثنِيّتَها، فإذا طائرٌ في المدى يتفلّى
تدلّى لقلبي وهزّ الصبابة طيّ الرسالة ثمّ تعلّى
فقلتُ: أتعرِفُ يا طيرُ سُعدى ومحرابٓها قال: هلاّ…!
——————
الشعر هو المايسترو
والعازف الاول هو الشاعر
هكذا ينطلق العزف وكل الانظار تتجه لهذا العازف الاول وتصفق
لكن قدرة الشعر تكمن في شد الانتباه الى العازف الثاني الا وهو المتلقي القارئ الناقد
الذي يعطي للقصيد حياة أخرى ومولدا جديدا
بمنظار جمالي ثلاثي الابعاد
والقارئ المتماهي مع المكتوب هو الذي يجعل المتلقي يحلم بكل شيء لان الشعر ليس ان نقول كل شيء
كما يرى ذلك(سانت بوف )
“ليس الشعر أن تقول كل شيء،بل أن تحلم النفس بكل شيء..”
——شاعر حين تقرأ له يشعرك بوجوده في نصه وحضوره القوي مثلا حين تقرأ له هذا النص
وخُبّرتُ أنّ سعاد مشت للمصلّى
فجُبتُ ثنِيّتَها، فإذا طائرٌ في المدى يتفلّى
تدلّى لقلبي وهزّ الصبابة طيّ الرسالة ثمّ تعلّى
فقلتُ: أتعرِفُ يا طيرُ سُعدى ومحرابٓها قال: هلاّ…!
تعيش فسيفساء الحروف
ويغزو بصرك لون قزحي
وتقف على شواطئ القصيدة
تجد انه استخدم الفعل بصوره الزمنية مرتبة ابتداء بالماضي والحاضر او المضارع(خُبرت—جبت—تدلّى —تعلّى— قلت—-يتفلّى—تعرف—)
ممايشعرك بوجوده مع القصة المروية ( شعرا)بابعادهاالزمنية مع اضافة لمسته الشاعرية الخاصة في الاسلوب الراقي الذي انتهجه في وجدانه
فحين اقرأ نصه اويقرأه القارئ يشعر بتعابير وجهه وهو يسرد النص كانك واقف أمامه وهو يخاطبك ويوسع لك في ركح الحدث مكانا لتكون ضمن اللوحة الشعرية فاعلا حتى كمتفرج
وهذا بسبب اهتمامه بانتقاء المفردات بعنايه فائقة ممايجعلك تيقن أنك امام شاعر متمكن من حرفه ويتفنن في أستعمال ألفاظ نابضة وذات أرواح خفاقة
شاعر يجعل الشعر جميلا بذاته
شاعر يستبيح الهواجس والمرويات ويتمرد على كل الفضاءات القولية، نظراً لما في داخله من الاستبطان والكمون والعناد المتوتر والخطاب الابداعي وفن السياق الكلي ضمن مناخاته الشعرية.
هذه الرباعية
اخبرتني عن مشاعر مرت في لحظة عابرة ،لحظة الهام فارقة احسن التقاطها كومضة برق خاطف و تمكنت مني ببراعة وهذا سر من اسرار
كتابات الشاعر حمد حاجي
دمت مبدعا دكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود
Discussion about this post