في مثل هذا اليوم13 يونيو 1951م..
طلائع القوات الدولية تصل إلى عاصمة كوريا الشمالية بيونيانغ بعد اشتعال الحرب الكورية.
بدأت الحرب الكورية حربا أهلية في شبه الجزيرة الكورية بين عامي 1950-1953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطرة لجنة الأمم المتحدة المؤقتة لكوريا بقيادة الولايات المتحدة. كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين أطرافا في الصراع. انتهي الصراع عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953.
حصلت كوريا الشمالية على دعم واسع النطاق من جمهورية الصين الشعبية، ودعم محدود من الاتحاد السوفيتي في مجال المستشارين العسكريين والطيارين والأسلحة. دعمت كوريا الجنوبية من قبل قوات الأمم المتحدة، التي كان معظمها يتكون من قوات أمريكية، وشاركت عدة دول بقواتها في الصراع. وقد ظهرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نتيجة التنافس بين الحكومات المؤقتة للسيطرة على شبه الجزيرة التي تم تقسيمها بواسطة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
في كوريا الجنوبية يطلق على هذه الحرب اسم حرب 25/6 وهو اليوم الذي بدأ فيه الهجوم ورسميا اسمها الحرب الكورية وفي كوريا الشمالية شائعة باسم الحرب الكورية ولكن الاسم الرسمي لها هو حرب تحرير الأرض أما الولايات المتحدة فاسمته عملا عسكريا (النزاع الكوري) بدلا من الحرب وذلك لتجنب الحاجة إلى إعلان الحرب بواسطة الكونغرس الأمريكي وفي الصين كانت معروفة بحرب مقاومة أمريكا ومساعدة كوريا ويطلق عليها أحيانا اسم الحرب المنسية خارج كوريا نظرا لأنها لم تجذب الانتباه بصورة كبيرة مقارنة بالحرب العالمية الثانية التي سبقتها وحرب فييتنام التي لحقتها وعلى العموم فالاسم المعروفة به هو الحرب الكورية بالرغم من أنها من الأحداث الرئيسية في القرن العشرين.
أدت هزيمة الصين في الحرب اليابانية الصينية الأولى (1894-1895) إلى بقاء القوات اليابانية محتلة للأجزاء ذات الأهمية الإستراتيجية بكوريا وبعدها بعشرة سنوات هزمت اليابان روسيا في الحرب الروسية اليابانية (1904-1905) – والتي كانت دليلا على بداية ظهور اليابان كقوة عظمي – وقامت باحتلال شبه الجزيرة الكورية لتمتد سيطرتها على كافة المؤسسات المحلية بالقوة وفي أغسطس عام 1910 ضمت شبه الجزيرة الكورية إليها لتصبح مستعمرة يابانية.
نادى جوزيف ستالين في اتفاقية يالطة فبراير عام 1945 إلى إقامة مناطق عازلة في كلا من آسيا وأوروبا ووعد بدخول الحرب ضد اليابان بعد أسبوعين أو ثلاثة من استسلام ألمانيا مقابل إعطاء الأولوية لروسيا في الصين. وفي 6 اغسطس 1945 أعلن الاتحاد السوفيتي الحرب على الإمبراطورية اليابانية وبدأ بمهاجمة الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية وكما هو متفق عليه بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى توقف تقدم القوات السوفييتية عند خط عرض 38 حيث كانت القوات الأمريكية موجودة في الجزء الجنوبي لشبه الجزيرة.
بدأ جيش كوريا الشمالية هجومه المفاجئ قبل فجر يوم الأحد 25 يونيو 1950 بساعات مخترقين خط عرض 38 تحت غطاء من القصف النيراني الكثيف بواسطة المدفعية ومجهزين ب 242 دبابة من ضمنهم 150 دبابة تي- 34 سوفيتية الصنع، كانت كوريا الشمالية قد دخلت الحرب وهي تمتلك 180 طائرة حربية من ضمنهم 40 طائرة مقاتلة من طراز ياك (yak) و70 قاذفة قنابل هجومية أما سلاح البحرية فلم يكن ذو أهمية كبيرة لكن أكثر نقاط الضعف خطورة لدى كوريا الشمالية كانت عدم وجود نظام لوجيستى يمكن الاعتماد عليه لنقل المؤن والذخائر مع تقدم الجيش للجنوب وبالرغم من ذلك فقد كان جيش كوريا الجنوبية ضعيف مقارنة بجيش كوريا الشمالية وقد استغلت كوريا الشمالية المدنيين الهاربين إلى الجنوب لحمل المؤن والذخائر والذين قتل الكثير منهم في الغارات الجوية لكوريا الشمالية بعد ذلك.
حقق هجوم كوريا الشمالية المخطط له جيدا ونفذه 135,000 جندي نجاح مفاجئ وسريع حيث هاجمت كوريا العديد من المناطق الهامة بما فيها جيسونغ، شونشيون، يوجيونغبو واونجين وكان من الهجوم في الفجر له مزية أخرى وهو ان معظم جنود كوريا الجنوبية خارج الخدمة وخلال ايام كانت مجموعات من القوات الكورية الجنوبية المتشككة في حكومتها تنسحب انسحاب تام أو تهرب إلى الشمال وفيما تواصل الهجوم البري كان الطيران الحربي لكوريا الشمالية يقذف مطار كيمبو بالقرب من سول وبعد ظهر يوم 28 يونيو احتلت قوات كوريا الشمالية العاصمة سول لكن آمال الشمال في استسلام سريع لحكومة ريي وانحلال جيش كوريا الجنوبية تبخرت بعد تدخل القوي الاجنبية.
كانت كوريا الجنوبية تمتلك جيش قوامه 65,000 جندي مسلح ومدرب ومجهز بواسطة الجيش الأمريكي ولكن كان يعاني نقص في المدرعات والمدفعية، لم يكن هناك أي وحدات قتالية اجنبية كبيرة بالبلاد عندما بدأت الحرب الاهلية ولكن كان يوجد قوات أمريكية كبيرة متمركزة في اليابان.
نتيجة الهجمات الشرسة لقوات كوريا الشمالية دخلت القوات المتحالفة (الأمم المتحدة – كوريا الجنوبية) في معركة يائسة اطلق عليها الأمريكان ” معركة محيط بوسان” حيث فشلت القوات الشمالية في الاستيلاء على بوسان، بعد ذلك بدأت القوات الجوية الأمريكية في الوفود إلى أرض المعركة بأعداد كبيرة حيث قامت بحوالي 40 غارة جوية لمساندة أعمال القتال البرية واستهداف القوات الشمالية ولكنها أيضا خلفت دمار واسع بين المدنيين والمدن وقامت القاذفات الإستراتيجية (معظمها بي-29 المتواجدة باليابان) بإغلاق معظم الطرق والسكك الحديدية ودمرت أكثر من 32 لجسر[؟] مهم ليس فقط لمواصلة الحرب ولكن لهروب المدنيين أيضا لذلك كانت القطارات سواء عسكرية أو مدنية تنتظر بالأنفاق طوال النهار لتجنب القصف.و في كل مكان بكوريا دمرت القاذفات الأمريكية مستودعات المؤن والذخائر وكذلك معامل تكرير البترول والموانئ التي تقوم باستيراد المؤن العسكرية وذلك بهدف تجويع قوات كوريا الشمالية حيث أدى الدمار الذي سببته القاذفات الأمريكية إلى منع وصول الإمدادت الضرورية لقوات كوريا الشمالية في الجنوب بالرغم من أن معظم شبه الجزيرة الكورية في قبضة الشمال.
في هذه الأثناء تدفقت الأسلحة والجنود من القواعد الموجودة باليابان وارسلت بسرعة كبيرة كتائب الدبابات الأمريكية من سان فرانسيسكو إلى بوسان ليصبح لدى الولايات المتحدة حوالي 500 دبابة متوسطة بمحيط بوسان في أواخر اغسطس وفي أوائل سبتمبر فاقت قوات الأمم المتحدة وجمهورية كوريا قوات كوريا الشمالية بما يقارب من 180,000 إلى 100,000 ليبدأ في هذا الوقت الهجوم المضاد.
استرداد كوريا الجنوبية:
نتيجة التعزيزات المتدفقة على الجبهة والهجمات المتتالية عانت قوات كوريا الشمالية من نقص الأفراد وضعف النظام اللوجيستي للدعم وذلك بالإضافة إلى افتقادهم للقوة البحرية والجوية التي تمتع بها الأمريكان ومن أجل تخفيف الضغط على محيط بوسان ناقش الجنرال ماك آرثر القيام بعملية إنزال برمائي في العمق خلف خطوط الكوريين الشماليين عند إنشون كان قد بدأ التخطيط لها بعد بدء الحرب بأيام قليلة إلا أن المد والجزر العنيف وكذلك وجود العدو هناك جعل العملية شديدة الخطورة لذلك عارض البنتاغون القيام بها إلاإنه في النهاية وافق عليها ليقوم ماك آرثر بتفعيل فيلق ” إكس كوربس” تحت قيادة الجنرال إدوارد ألموند (احتوى الفيلق على 70,000 جندي من الفرقة الأولى مارينز وفرقة الجيش السابع مشاة وتم إضافة 8,600 جندي كوري) وأمرهم بالإنزال في إنشون في عملية سميت ” عملية كرومايت ” يوم 15 سبتمبر
إنزال إنشون (عملية كرومايت)
لتجد مقاومة ضعيفة تواجههم عند الإنزال نتيجة المعلومات الخاطئة واستطلاعات الميليشيات والقصف المكثف الذي سبق غزو المدينة والذي أدى إلى تمركز اعداد قليلة من الجنود الكوريين، كان النجاح في الإنزال نصر حاسم حيث تمكن فيلق إكس كوربس من القضاء على المدافعين عن المدينة وهدد بمحاصرة جيش كوريا الشمالية مما أدى إلى تراجع الجيش الكوري الشمالي الشبه معزول مسرعا إلى الشمال (حوالي 25,000 إلى 30,000) ليسترد ماك آرثر العاصمة سول.
غزو كوريا الشمالية:
دفعت قوات الأمم المتحدة بقوات كوريا الشمالية إلى خلف خط عرض 38 ليتحقق هدف الولايات المتحدة في الحفاظ على حكومة كوريا الجنوبية لكن النجاح واحتمالية توحيد شبه الجزيرة الكورية تحت حكم سنجمان ري أغرى قوات الأمم المتحدة للتقدم داخل كوريا الشمالية ويعد هذا نقطة حاسمة في سياسة الولايات المتحدة الخارجية عندما قرر القادة الأمريكيين الذهاب إلى ما هو أبعد من احتواء التهديدات الشيوعية المدركة إلى سياسة الرد الفعلي وكان من المغريات الأخرى لغزو كوريا الشمالية التأثير النفسي لتدمير دولة شيوعية وتحرير أسرى الحرب.
حذرت الصين القادة الأمريكيين عبر دبلوماسيين محايدين بأنها سوف تتدخل في الحرب لحماية أمنها القومي واعتبر ترومان هذا التحذير محاولة صريحة لابتزاز الأمم المتحدة ولم يأخذه بمأخذ الجد وفي 15 أكتوبر 1950 ذهب ترومان إلى جزيرة وايك من أجل اجتماع قصير تم الإعلان عنه بكثرة مع ماك آرثرو قبلها كانت السي اي ايه قد اخبرت ترومان بأن التدخل الصيني في الحرب غير محتمل وقال ماك آرثر انه فكر في ذلك ووجده فيه بعض المخاطرة للصينيين وفسر ذلك بأن الصينيين فقدوا فرصتهم في مساعدة كوريا الشمالية في غزوها وأن عدد الجنود الصينيين في منشوريا حوالي 300,000 جندي وما بين 100,000 – 125,000 على طول نهر يالو يمكن جلب نصفهم إلى كوريا عن طريق عبورهم للنهر لكن لا يمتلك الصينيين قوات جوية ومن هنا إذا حاول الصينيين دخول بيونغ يانغ فستحدث هناك أكبر مذبحة وافترض ماك آرثر بأن الصينيين مدفوعين بالرغبة في مساعدة كوريا الشمالية مع الرغبة في تجنب الخسائر الفادحة.
في 8 أكتوبر 1950 بعد يوم من عبور القوات الأمريكية لخط عرض 38 أصدر ماو تسي تونغ الأمر بتكوين جيش الشعب التطوعي – والذي كان 70% من أعضائه جنود نظاميين بجيش التحرير الشعبي – ثم امرهم بالتحرك إلى نهر يالو والاستعداد للعبور كان ماو يبحث عن مساعدة السوفيت ويرى أن التدخل ضرورة دفاعية قائلا لستالين:” إذا سمحنا للولايات المتحدة باحتلال كوريا. فيجب أن نكون مستعدين لأن تعلن الولايات المتحدة الحرب على الصين” وأرسل رئيس وزراءه تشاو إن لاي إلى موسكو لتأكيد حججه وأخر ماو خطة الهجوم من 13 أكتوبر إلى 19 أكتوبر منتظرا مساعدة السوفيت الضرورية إلا أن المساعدات السوفيتية كانت محدودة
قتال عبر خط عرض 38 شمال
في يناير 1951 بدأت الصين وكوريا الشمالية المرحلة الثالثة من الهجوم واستخدم الصينيون تكتيك الهجمات الليلية على المواقع البعيدة عن المواجهة واستخدام الصفارات للتواصل بين الجنود والهجوم بأعداد كبيرة والتي لم تستطع قوات الأمم المتحدة مواجهتها مما دفعهم للانسحاب وإخلاء سول لتقع في أيدي الشيوعيين يوم 4 يناير واستمر انسحاب القوات الأمم المتحدة حتى مدينة سووان حيث تمكنوا من استعادة توازنهم وتثبيت دفاعاتهم في حين لم يتمكن الصينيون من التقدم نتيجة لنفاذ إمداداتهم مما اجبرهم على التراجع لنقص الغذاء والذخيرة مما مكن قوات الأمم المتحدة من التقاط انفاسها والاعداد للهجوم المضاد والذي اعتمد على الاستخدام كافة الأسلحة الأرضية والجوية للاستفادة من القوة النيرانية لها وبنهاية شهر فبراير تمكنت قوات الأمم المتحدة من الوصول إلى نهر الهان واجبار القوات المعادية على الانسحاب إلى ما وراء النهر وبالرغم من سلسلة الهجمات المضادة التي قامت بها قوات الأمم المتحدة إلا أن الصينين بدؤا الاستعداد لهجوم جديد في إبريل 1951 وكان القتال يجري بين أكثر من 700,000 جندي إلا أن الهجوم توقف عند شمال سول نظرا لصمود قوات الأمم المتحدة وظل الوضع عبارة عن هجوم وتراجع بين القوات المتحاربة لكن لم يتوقف القتال بين الاطراف حتى بعد بدء مفاوضات السلام نظرا لمحاولة كل طرف الاحتفاظ بأكبر رقعة أرض ممكنة وان انحصرت في معارك صغيرة حول بعض المدن. وانتهي القتال بتحديد منطقة منزوعة السلاح تفصل بين الكوريتين
نتائج الحرب
شهدت الحرب الكورية التطورات التي حدثت في الأسلحة ففي بداية الحرب كانت السيطرة لطائرات الجيش الكورى ميج-15 على طائرات قوات الأمم المتحدة؛ مما دفع الولايات المتحدة لاستخدام طائرات إف-86 سابر والتي تميزت بقدرتها على المناورة وزيادة الأسلحة ووجود رادار خاص بالمدافع الرشاشة الخاصة بها. وفي مجال الأسلحة البرية كان نتيجة عدم وجود دبابات لدى الجيش الكوري الجنوبي ان تحققت السيطرة للجيش الشمالي الذي استخدم الدبابات السوفيتية تى-34 وكانت مضادات الدبابات لدى جيش كوريا الجنوبية منذ الحرب العالمية الثانية والتي لم تستطع تدمير الدبابات السوفيتية إلا من مدى قريب حتى امدتها الولايات المتحدة بطرز جديدة من البازوكا كان لها تأثير كبيرعلى وقف تقدم الدبابات وقامت الولايات المتحدة بشحن دبابات ام4 شيرمان وام26 بيرشنج إلى جانب الدبابات البريطانية من طراز سنتوريان كما شهدت الحرب قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية لتهيئة المنطقة لإسقاط قنبلة نووية على كوريا الشمالية إلا أنه تم التراجع عن هذه الفكرة كما شهدت الحرب انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان ومعاهدة جنيف من كافة أطراف النزاع ومذابح للمدنيين وأسري الحرب وقد تم توثيقها بالصور والمستندات إلا أنه لم يتم محاكمة أى مسؤول عنها. وحتى الآن لا تزال الكوريتين في حالة حرب نظرا لعدم توقيع معاهدة سلام بينهم
وهكذا في أوائل أكتوبر 1950 عبرت قوات الأمم المتحدة إلى داخل كوريا الشمالية وقام فيلق إكس كوربس بإنزال برمائي في كلا من وونسان وايون بينما اتجه باقي الجيش الأمريكي والكوريين الجنوبيين من الجانب الغربي لكوريا ليحتلوا بيونج يانج في 19 أكتوبر وبنهاية شهر أكتوبر كان جيش كوريا الشمالية ينهار بسرعة وتمكنت قوات الأمم المتحدة من اخذ 135,000 أسير. اثار غزو الأمم المتحدة لكوريا الشمالية قلق الصين التي كان لديها اعتقاد بأن قوات الأمم المتحدة لن تقف عند نهر يالو الذي يفصل بين كوريا
والصين بل ستمتد سياسة الرد إلى داخل الصين وكان يشاركها في هذا الاعتقاد العديد في الغرب ومن ضمنهم الجنرال ماك آرثر الذي رأى ضرورة امتداد الحرب إلى الصين إلا أن هاري ترومان وباقي القادة رفضوا ذلك وأمروا ماك آرثر بأن يكون شديد الحذر عند اقترابه من الحدود الصينية ولكنه استخف بهذه التحذيرات مشددا على أن جنود كوريا الشمالية يتم إمدادهم بواسطة قواعد موجودة بالصين لذلك يجب قصف هذه المستودعات ومع ذلك ظلت قاذفات الأمم المتحدة خارج منشوريا طوال الحرب إلا في حوادث نادرة.
منذ 23 يونيو/ حزيران 1951 وبعد سنة من المعارك الحامية أصبح الصراع الكوري بين طرفين لا غالب ولا مغلوب بينهما، فلا الأميركيون وحلفاؤهم دحروا المد الشيوعي في شبه الجزيرة ولا الشيوعيون الكوريون وحلفاؤهم الصينيون استطاعوا توحيد شطري كوريا تحت اللون الأحمر. وقد عرض ممثل الاتحاد السوفياتي في الأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بين الأمم المتحدة والصين إلا في 27 يوليو/ تموز 1953 بقرية “بانمونغوم” الواقعة على خط العرض 38 الفاصل بين الكوريتين وعلى الرغم من انتهاء الحرب إلا أن النزاع الحدودي ما زال مستمرا بين الطرفين حتى هذا اليوم.!!
Discussion about this post