المنسيّة )..قراءة لقصة الهاربة (لسماح رشاد)
الكونُ عجيبٌ،. والخالقُ عظيمٌ،خلقه المولى ببابَين ،..أحدهما مُحْكَم ومسوّرٌ بالقيَمِ والأخلاقِ،..الّتي يلبسُها وجهاؤها ويتوجونه مَركَعاً ومقدساًلزوارَ ،..يطهّرونَ نفوسَهم من ألقه،. والثّاني بابٌ مُخلخَلٌ .. مستهترٌ. خلاعيٌّ ،..يُغرَسُ في منابتَ نتِنة من الكفرِ والشّغَبِ المُستولي على عقولٍ غارِقة في السِباحةِ لنيل العُريِ الخلُقيِّ والإنسانيِّ والمعاشيِّ…ومحطّاتُ قطاراتِ الاستعمارِ وبائِعي الأوطانِ وآكلي الأكباد ،بنَت أمجادَها في مجتمعاتِنا ،..لتهدمَنا وتدخلَ من النافذة الرّخوة والثقوب المؤذية،..لتقتلَ عبقَ عيشِنا واختلافّنا المشاكَ بمحبتِنا لطوائفِنا…وحرّيّةِ أديانِنا.أين..يُقتَل الشّموخُ..وبأيدي مَن!؟..يُقتَلُ في أيدٍ متصحّرة من حرس الحدود والنّفوس الجهَلة منهم،.. ليجدّدَ الجهلُ بأيدي جهَلةٍ،.. ويُحاكَ الجهلة وقوداً شافياً لاشتهاءاتِ الفجَرَة الحاقدين بغباء متقَن وبتخطيط الغرب ،. الذي انتهك قدسيّتَنا واختلافَنا الجميلَ،. .وبنى جيوشَ تحطيمٍ ممنهَجةً بآليّاتٍ مُحدَثة بخبثٍ لأجل تقزيمِ السّموِ والحضاراتِ والتّقدّمِ وانتهاكِ الأوطانِ ودفن الحبِّ … وتألّقِ الكراهية؛…لتبزغَ غيومُ السّمومِ ومنتهكيّ النّفوس ،..لتدُمّرَها؛..وتزرع َفي واحاتِهاسقطاتٍ وانكساراتٍ،.. شيكوها …ولتُثارَ الأقلامُ الثّائرة وتخدق عباراتُ (سماح)وتزأر بصوتٍ مختنِق موجَّه بإيحاء،..فتحجبَ قناعاتِها داخلَ روحها كي لا تُقتَلَ باسمِها،لتعتلي المنصّة بدرجتين موحيتين بأنها صعدت لتُصعدَ آلياتِ شموخها،..لكنها غيّرتِ الهدفَ وتماشت معهم لألا تُسحَقَ،..وهي مُحَجّبة بالأسود ،..الّذي ألفناه حزناً على مبكياتنا وألقنا المندهس،وبحزنٍ ألقت القصةَ الأولى (العارية )والجمهور ينسجم بالتّصفيق،..والثّانية أعلَت رنينَ صوتِها بفضحها،..فأثارتِ الثّناءَ والانسجامَ،…وعندما رأت وسمعت ألقَت بإطار القصّة الوقِحة،..وأدلَت بها أمام منسجميها ومحبِّيها،.. ليتكاثرَ الإعجاب والّلبسُ بكونها منَقّبةً ووقحةً،. ليتعالى التّصفيقُ مدوّياً؛ ولتهبطَ والخزيُ يكوّمُها،..والقناعةُ تغادرُها،..وكأنّها تمزّقُ ألقا،..ً كان قد عشق روحَها،. لتهدمَه،. ويعتصرَ أسطرَها وبحّةَ صوتِها النّدمُ،..ولكنّ الجراحَ النّازفة،..فُتِحَت من كلِّ الجهاتِ،..والأوردة انتُهِكَتْ حيواتِها،..وجرت دماؤها،..تروي هبوطَها المتخاذل،. لتعثرَ بنقاءٍ وريديٍّ،…ولينطقَ الّدمُ ويقولَ:أ أعدمتِ وسامتَكِ وازدهارَ رياضِ مآثرَ ،شيّكتْكِ جميلةً وأنثى وأميرة وفاتنةً ،. تتخللك أعطارُ نادرةٌ،..لتثقُبي حضورَك،..وتنثريه على أثوابٍ عفِنة،..لم ترُقْها مُعتّقداتُكِ ،لمَ فعلتِها(يااااسماح)..!؟..
ومن خجلٍ وندمٍ تتعثّرُ بالعتاب المُرّ،.فتكسَر،..
ما أروعَكِ عزيزتي،..وأنت تزرعين ألغازَكِ،..لتُحرّكي العقول ؛.وتُصحي النّفوس،..وتؤجّجي الشّموخ الذي هُدِمَ لمحوِ مساراتِك، ليستيقظَ الشّباب والسكارى،..ويندما على التّصفيق لمنحنياتك ولكي نتعايشَ أزهاراً مختلفةً لأعباقٍ مُنعِشة،..تسري في أرواحنا فتُحيينا ،. واعتمادُك التّكثيفَ مسارُك ،. كنت كطبيبة،. أتّت لتصطادَ الشّفاءَ لأمراضٍ ،..اخترقَت جمالاتِ المسارِ ،..ولتنقذَ المرأة التي يحتلّون تحرُّرَها بصناعةٍلها واهية ومُتلِفة ،..لتزأري لنصرتِها ،..وتنادي
وفعلتهالتتفنّنَ في إبداعِ الإيحاء لتنصرَ الإضاءاتِ،..وتجلوَ التّظلُّماتِ والظّلّامَ،..وتتركَ الغصّة بآليّاتٍ مُحكَمَة،. وصوغٍ مُتقَن ،..، لتفتح الخاتمة لتعدّد الآراء..وابتياع الَصوغِ الأنيقِ والباني والمضوّي منها،.لتكونَ رصاصةً،تُنعش موتَ الألق والاتّقاد والسّموّ والاختلاف، ليُعادَ الوطنُ كما كان مصدراً لبناء أوطانٍ ،تُعَدُّ طفْرةً. حياةً وتطوّراً وتبحُّرَعقول شبابٍ مصاغٍ من العلم، الذي يندرُ في غرب،..ٍ غار حسداً ليسقطَ السّموَّ بآليّاتِه الحارِقة وبعقول مُدمِّرة جاهلة،جوّعها، ليُطعمَها الطّعمَ؛وتسقطَ الشّجرة الباسقة ؛..فعلَها وأطعْنا ،..فاستيقظوا ياعربُ . يا أهلُ يا أخوة…….أرقامها موحية فالرقم الثّاني يقودُنا إلى أننا إن لم ننخرط مع المجتمع بأمراضه ،..سفشل ويد واحدة لا تصفق،..ولو على مبادئها،. والقصائد الثلاثة إحاكة للخوض في المجتمع،.. الذي ماتت أطرُه الاجتماعيّة، وأنّ التقّدّم لاجتثاثِ العلَل ،. لن يتحقَّ برأيٍ مغايرٍ،. لذا أعلنت القصيدة الأولى فالثّانية وتلتهما الأكثرُ وقاحةً.
وبتنازلها هبطت رجلاها الدّرجتين الصّاعدتَين ،. لتقولَ بصوت منكسر :والله عجزتُ،..ولذا فعلتُها استثناءً ،. لأحاكيَ هؤلاء،. فيحيطوني؛..وتبلّلت بندم دموع المهزومة،. وهي تهبط ،لتعثرَ بأخرى ،..هبطت محتجّةً من الدّيوان،. لتناديَها بزخم:..لا ياسماح ،. !لمَ فعلتِها فعلتُهامجاراةً للانخراطِ،. وأنّها تعلن باستحالةِ العيش والرّأيي- ولو صائباً – مخالفاً،. وبهذاينتعش الخوضُ في الماء العكِرِ،. لتُهدَمَ الأوطانُ والنّفوسُ
تحيّةً لقصةٍ قصيرة جداً أعطت معانيَ كثيرةً جدّاً
منّي أنا أميمة عمران )مع تمنياتي والياسمين في 31-أيار –عام—2023—م….
Discussion about this post