التقويم أو الاحتضار
قراءة سيميو- تحليلية لنص بوصلة للأديب السوري الأستاذ محمد يوسف حسن
بقلم حسن أجبوه من المغرب
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
القراءة :
” بوصلة ”
نص يقرأ من مستويين سيميائيين، كل منهما مكمل لذات الآخر. يقول فرديناند دو سوسير (Ferdinand de Saussure) أن وقع الصورة على المتلقي أشمل انطباعا من المنتوج المكتوب. ونحن هنا أمام لوحة فنية شاملة صورة ونصا.
الاستبداد متجذر منذ قرون أو لنقل منء الخليقة، وعملية توريثه تتم جيلا بعد جيل. ومن هم تحت السيطرة والخضوع مآلهم الموت البطيء وانتظار الأمل في غد مشرق..هي حلقة دائرية تتناسل من الجد الأكبر لأصغر الأحفاد ( البطل ). دأب على التمرد و تعداد الأيام التي تفتح هالة الأمل للخلاص. الجد الأكبر كان يجمع ثلاثين دحلة ( ارتباطها بعدد ايام الشهر ) تم يرميها، فخلفه ابنه الجد واظب على نفس السلوك ( فهل تغيرت الاحوال أم انتفض وثار؟ لا بالعكس غير الحصوات بالرمل) أم والد البطل فوظف الظل ( بانعكاس السمس على جسده، وبيمر نهار دام وطويل يليه ليل أكثر حلكة و استعباد.. تعاقبت السنين و ظهر التقويم الورقي الذي تمرد عليه بحرقه) وماذا عن البطل ؟ هو امتداد لصيرورة متسلسلة فهم اللعبة واستحبها وهي خاتمة متناغمة مع تعاقب الاحداث لنفاجئ بتواجدهم جميعا داخل نفس الزنزانة قائمة لا تتغير. وما يتغير هو تعاقب الزمن وتفشي الاستبداد واستطالته و تنوع اشكال العد و الحساب دون أمل في الفكاك والتحرر ( وهو ما جاء تقريريا بقول السارد : يهرب مني التقويم ! ).
نص بحمولات رمزية سياسية يسلط الضوء على معاناة شعوبنا مع الاستبداد طيلة قرون من الزمن داخل نفس الفضاء المكاني ( الزنزانة الكبيرة التي تتقلص مساحتها باقتراب دنو الشعوب من خلاصها ).
تحياتي على هذا النص الجميل والعميق.
✍️ حسن أجبوه
ابن احمد، المغرب 15/07/2023
—————————————————————
🔆 النص :
قصة قصيرة جدا”
بوصلة
استغربت عندما رمى جدي ثلاثين دحلة كان يجمعها حصوة حصوة كل يوم وأدهشتني مواظبته على الفعل من جديد، والد جدي كان شغوفا بالرمل، ووالده وظف الظل، أما والدي فكل يوم كان يحرق ورقة تقويم، وأنا بدوري فهمت اللعبة ولعبت على تطويرها في زنزانتي أتشرب النهار وألوك الليل ويهرب مني التقويم .
بقلمي
المحامي محمد حسن
سوريه . حلب
Discussion about this post