معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي “النجمة البعيدة”
بقلم الشاعر عمر دغرير :
== النجمة البعيدة ==
بِجبّانةِ الحيّ
غافلتُ من حضروا يا ندى من صُحابي
وكنتُ انتحبتُ… صموتا .. صموتا
وحين الرجوع
كمشتُ، على حفنة من ترابِ
وملتُ.. نٓشَجْتُ طويلا .. طويلا
تشممتُ ريحك
آتية في قميص الغمام وجٓبّرتُ كسري
وقلتُ ندى بالسحابِ
بٓكَتكِ السماوات والأرض
وانتحب الكل
كل الرفاق.. شيوخا نساءْ وشباب
وعند الفراق بكيتُكِ
منّيْتُ نفسِي أحدّثُ هذا الضباب
لعلّـِيَ أنساكِ وقتَ الإيابِ
¶¶¶¶¶¶¶
ولمّا تفرّق من شيّعوك
وخبّأ حفار قبرك كل المعاول طي الغيابِ
وساد السكون جميع الرحاب..
تمنيتُ أصرخ أين صوت ندى؟ أين غاب!؟
وأمسكتُ ريشة لحني..
كمان حزني
وقد كنتُ
أطمع أسمع صوتك لمّا يرنّ بكفي ويبكي الرباب
وددتُ أوزع صوتي على الراجعين
وأصمت حين أراك
أسائل من ذهبوا عن ندى طامعا في جواب
دخلتُ لبيتك، لمحتُ ثياب الزفاف
وكوّة نور وحناء في قفة وخضاب
وكنتُ أودّ بعرسك أحفلُ ألبسُ بيض الجِبَاب
وحين انحنيتُ أطلّ بشباك بيتك،
شفتُك جنبي تمرين أخيلةً في ثياب
وناديتُ..
وكيف تُجيبُ سطورٌ مقدّرةٌ يا ندى في كتابِ؟
¶¶¶¶¶¶
اللوحة : ناووس يحتضن صورة الإله أوزوريس .
وهي نصب تذكاري يصوّر أوزوريس داخل ناووس..
مادة الصنع: حجر جيرى ملون.
المصدر: أبيدوس. الجبانة الوسطى.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
“قصيدة في كتاب”
أقرّ بأني تأثرتُ جدا ,
وأنتَ تسيرُ خلف جنازتها,
مع منْ مشى منَ الأقرباءْ و الصحابِ …
وكنتَ حزينا ,
وحزنكَ ظلّ ينوح ويبكي طويلا ,
ولمْ ينتبهْ للبكاءْ,
غيرُ ما كمشتْ يدكَ من ترابِ …
ندى ما سمعت صوتك
و قبرها ظلّ يتابع أنفاسكَ النائحاتِ .
وروحها ترفرف عاليا في السماءْ,
خلف ذاكَ السحابِ …
ندى رحلتْ ,
و أنتَ بجبانة الحيّ
تنادي ندى ,
وتستأنسُ بالغيابِ …
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””
جميعهمْ غادر المقبرة ,
الأهلُ و المعزّونَ وبعضُ الصحابْ…
وأنتَ الوحيد على حافة قبرها ,
تسائلُ نفسكَ,
وتنتظرُ كمْ من جوابْ …
وكمْ تخيلتَ,
حين طال انتظاركَ,
أنّها ها هنا ترفلُ
في شفيف الثيابْ…
وهي تدعوكَ بصمتٍ رهيبْ ,
أنْ تقتربَ منها ,
وفي الآن تحذركَ من الإقترابْ …
وناديت للمرة الألف ندى …
ولا منْ مجيبْ …
ويحزنني أنْ أقولَ :
ندى غادرتْ فجأة بيتها ,
وكلّ ما تركتْ ,
دموعا ,
وبعضَ حروفٍ ,
كنتَ جمّعتها في كتابْ …
Discussion about this post