في مثل هذا اليوم 18 يونيو1940م..
الجنرال شارل ديغول يخاطب الشعب الفرنسي من راديو لندن وذلك بعد الاحتلال الألماني لفرنسا.
شارل ديغول (بالفرنسية: Charles de Gaulle) (1890 – 1970) جنرال ورجل سياسة فرنسي ولد في مدينة ليل الفرنسية، تخرج في مدرسة سان سير العسكرية عام 1912 من سلاح المشاة. ألف عدة كتب حول موضوع الإستراتيجية والتصور السياسي والعسكري. عين جنرال فرقة، ونائبا لكاتب الدولة للدفاع الوطني في يناير 1940 قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن في 18 يناير. وفي سنة 1943 ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني والتي أصبحت في حزيران (جوان) 1944 تسمى بالحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية. أول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة، عرف بمناوراته الاستعمارية تجاه الجزائر، منها مشروع قسنطينة، القوة الثالثة، الجزائر جزائرية، مشروع فصل الصحراء الجزائرية سلم الشجعان. توفي في كولمبي لدو إغليز عام 1970 . لم يشفع التاريخ المشرف للرئيس الأسبق والأب الروحي شارل ديجول لدى الشعب الفرنسي الذي خرج في مظاهرات مناوئة له عام 1968 ، واستجابة لمطالب المتظاهرين الذين شكل الطلاب والعمال الغالبية بينهم قرر ديجول أن يجري استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية في فرنسا ، وتعهد قبل إجراء الاستفتاء بالتنحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين على تطبيق اللامركزية في البلاد . وفي مساء يوم 28 أبريل عام 1969 أعلن ديجول تنحيه عن منصبه بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا .
ينظر الفرنسيون إلى شارل ديغول إلى أنه الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، ويرجع الكثير من الفرنسيين الفضل إلى الجنرال ديغول في استقلال بلادهم من الجيوش النازية أثناء الحرب العالمية الثانية إذ لم يتوقف وهو في لندن من إطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة، ومن أشهر نداءاتة “أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره”.
«هذه الحرب لا تقتصر على خسارة إقليم في بلادنا، هذه الحرب لم تنته بخسارة معركة فرنسا، هذه الحرب هي حرب عالمية واسعة….. أياً كان ما سيحدث، فإن شعلة المقاومة الفرنسية لا يجب أن تنطفئ، ولن تنطفئ» – شارل ديغول، خطاب 18 يونيو 1940
وينعكس تقدير هذا الرجل بشكل واضح في العاصمة باريس إذ تم تسميه العديد من المرافق الحيوية باسم الجنرال مثل(المطار، الشوارع،المتاحف ومحطات القطارات)..
خطاب ديغول اعتبر حجر أساس المقاومة الفرنسية ، سواء أكانت الداخلية أم الخارجية و التي تتمثل في قوات فرنسا الحرة.
هذا الخطاب لم يسمعه الكثيرون في ذلك الوقت، ولم يتم تسجيله من قبل التقني البريطاني الذي كان بإذاعة البي بي سي لانشغاله بتحضير خطاب مقرر لرئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل ساعتها، وتداركا للوضع، نُشر الخطاب مكتوبا في الصحافة الفرنسية في اليوم التالي، كما بثت البي بي سي ومحطات أجنبية بعد ذلك العديد من خطابات ديغول التي توالت عقب خطاب المقاومة التاريخي.
في 17 يونيو 1940، وصل شارل ديغول إلى لندن بنية التفاوض مع بريطانيا حليفة فرنسا ، وبالفعل التقى مع رئيس الوزراء ونستون تشرشل، وعرض عليه خطته للكفاح، وللحفاظ على فرنسا من الاستسلام الذي أعلنته حكومة بوردو، وخلال اللقاء أعرب ديغول لتشرشل عن رغبته في إسقاط موقف الاستسلام عبر الراديو، ووافق تشرشل ساعتها ، كما وفّر له فرصة إلقاء الخطاب عبر هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، هذا الخطاب الذي ألقاه ديغول في18 يونيو كتبته” إليزابيث دو ماريبال ” في بوردو، وقرأه ديغول في 18 من يونيو 1940 على الساعة 18 بالتوقيت المحلي للندن.
أنهى ديغول رسالته بالدعوة إلى “المقاومة”، الذي قال “لا ينبغي أن نقف ولن نقف”، ليدخل هذه الكلمات إلى المفردات السياسية للقرن العشرين.
خطاب 18 يونيو سمع في بعض الأراضي الفرنسية وبريطانيا ، لكن الصحف المحلية الفرنسية نشرته بعد يوم ، مثل صحيفة Le Petit Marseillais وصحيفة Le Progrès de Lyon وصحيفة Paris-Soir وصحيفة لوفيغارو.
تم تصوير الجنرال شارل ديغول وهو يلقي خطابا مماثلا لنداء 18 يونيو ، ولكنه مخالف قليلا عنه لأغراض تاريخية، وأيضا لعرضه في الأخبار والسنيما، وتوجد بعض الصور للجنرال ديغول وهو أمام راديو بي بي سي، دون تحديد تاريخ ذلك .
أدرج يوم 18 يونيو 2005 في السجل الدولي لذاكرة العالم من قبل اليونسكو، وهذا السجل تحفظ فيه كل السجلات التاريخية منذ سنة 1992.
وبتاريخ 10 مارس 2006 أعلن عن يوم 18 يونيو كعيد وطني في فرنسا لا عمل فيه وذلك احتفالا بذكرى النداء التاريخي للجنرال ديغول الذي رفض الهزيمة وواصل الكفاح ضد العدو النازي.!!!!!!







Discussion about this post