الأندية الاحترافية ..
مجرد أسئلة تحفيزية !!
حسين الذكر
قد تعتقد بعض الهيئات الإدارية خطا ان المقصود من الاحتراف هو عملية صرف المنح الحكومية المخصصة للنادي من اجل توقيع عقود لاعبين ومدربين وموظفين … بموجب وصولات ضامنة من عدم الملاحقة القانونية .. في عملية روتينية تهدر بها المليارات دون ان يكون لها مردود ايجابي يذكر على ارض الواقع سيما ما تعلق بالملاعب والمنشئات التي لم يعد لها وجود بكثير من الأندية العراقية – للأسف الشديد – وبعد سنوات تجاوزت العقدين منذ 2003 حتى اليوم .. لو تم من خلالها احتساب مجموع المبالغ الممنوحة لتلك الأندية خلال مواسم خلت سنجد انها تكفي لبناء مدن رياضية كاملة .. في وقت ان العقدين مرت كالسحاب واختفت فيها المليارات دون الإشارة الى منشيء واحد يعتد به فضلا عن عدم تحقيق أي منجز رياضي حقيقي يمكن ان يقارن بتلك الأموال المهدورة .
بعد تلك السنوات الطويلة ينبغي ان تتحول إدارات الأندية – سيما تلك التي احتفظت باغلب رئاساتها واعضاها وقياداتها وملاكاتها خلال المدة الماضية – الى ما يمكن ان نسميه التحول من الثورة الى الدولة خصوصا بعد الاطمئنان على البقاء بالمناصب طويل الأمد المرتبط باوضاع وظروف موضوعية لا توجد مؤشرات على تبدلات جوهرية فيها .. وذلك يعني ان على الإدارات ان تتعلم وتجيد فن البناء وصناعة المال وان تنسى ظروف ويوميات هدر المنح على العقود دون البناء التحتي ..
واذا ما بلغت تلك الأندية القناعة بهذه الخطوة واطمأنت للواقع الذي تعيشه وقرات المتغيرات والظروف العامة بشكل اقرب للواقعية والمنطقية ستتطلب الحكمة منها الانطلاق الفوري والتحول نحو السلوك والفكر والمنهج الاحتراف الحقيقي .. ولا معنى لها ان لم يكن تحت عنوان الاعتماد على الذات وصناعة الأموال والكف عن مطاردة خزينة الدولة التي سيات يوم وتضطر للمسائلة عنها .
الاحتراف هنا لا يحصر بزاوية عقود اللاعبين والمدربين فحسب بل يجب ان يصطبغ أداء الإدارات بكل الملفات الخاصة بالعمل سيما الإدارية والتسويقية والاعلامية والاستثمارية والمنشئاتية وعقد الاتفاقات وصناعة وبيع اللاعبين … والكثير الكثير مما ينقص هذه الأندية من عمليات تندرج كلها تحت عنوان الاحتراف .. بل هي مصداق اليه لمن يريد ان يبلغ تلك المرحلة ..
العجيب الغريب ان الكثير من الأندية حينما تسالهم عن الكفاءات الإدارية والإعلامية والتسويقية والاستثمارية والمدارس الكروية يجيبوك – قاطعا – بتوفر كل شيء لديهم .. لكن الواقع الذي يعرفه الله والمختصين والجماهير يثبت عكس ذلك ..
دعوة ونصيحة من اجل الالتفات الى كم كبير من كفاءاتنا المعطلة سيما الاكاديميين والإعلاميين ومدربين والمستشارين … ممن يمتلكون الكثير بالنهوض في واقع الأندية اذا ما خضع النادي لمنهج التخطيط والتفكير الاستراتيجي .
Discussion about this post