قصيدة الحنين.
البشير المشرقي. تونس
لله درك أيها القلب الذي
سكب الحنين مواجعا وجراحا
ترك الأحبة روضة سيجتها
بالحب فاحت نرجسا وأقاحا
ومضوا بعيدا. من لقلبي إن هفا ؟
من للجوانح كلما النسرين فاحا؟
من للضلوع إذا هفت مشتاقة
والليل فيها أطفأ المصباحا ؟
من للخمائل في الأصيل تأودت
وهفت إلى نفح العبير صباحا؟
من للغصون وقد رنت لغمامة
مرت وما أحيت ربى وبطاحا ؟
من للقصائد؟ من لقلبي إن بكى؟
من للشراع إذا شكا الأرياحا؟
لكنني وحدي أنوء بوحدتي
وحدي أعب من الأسى أقداحا
ويطول ليلي ما يداعبني الكرى
أنا ساهر والنجم لي ما لاحا
هذي المناديل التي عطرتها
ظمأى وطيري في الربى قد ناحا
لله أشكو وحدتي فأنا هنا
قلب أضاع الفيء والأفراحا
العابرون رأيتهم في بهجة
وأنا نسجت من الحنين وشاحا
لا غيم يهمي في معابر وحشتي
لا طير ينشر في الأثير جناحا !
Discussion about this post