“مشاكسات شعريّة” عدد 10
من كتاب ( معاراضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(46)
(… تمرّ بمقهى المدينة والكل في إثرها وقفَ
رقابٌ وأدخنةٌ وسجائر تُدنِي لها طرفا
شرحتُ لها حالتي في رسائلَ.. يا كم كتبتُ لها صُحفَا
وحين التقينا كأن فؤادي تقطّع بين حبائله كلّما هَتَفا…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””
أراك انتظرتَ قدومها وحين رأيتها ,نبضُ الفؤاد توقفَ …
وكمْ كتبْتَ رسائلَ ثمّ مزقتها لأنّها ما ألقتْ لكَ الطرفَ …
وما رقتْ لحالكَ أبدا ,وقلبها على دمْع عينيكَ ما عطفَ …
فقطْ بمقهى المدينة ,صديقكَ الأوحدُ حذركَ منها وانْصرفَ …
(47)
(… تجيئين مكحولة العين من غير كُحلِ
وشعرك عنقود كرمٍ يبلّله وابلُ الهطَلِ
تقولين يا وافر العمر أهملتَ ودي ووصلي!
فيعتذر الدمع من شفتيك ويسكرُ ثغري على مهَلِ …)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””
بدتْ لكَ ترفلُ في النقابِ معصوبة المقلِ …
فلا ترى سحرعينيها ولا تحيا بالأملِ …
وقدْ تمْطركَ شفتاها بوابل من الأسَلِ …
فتدْميكَ رماحها إنْ آجلا أوْ على عجلِ …
(48)
(… أيا طائرا ساجعا فوق غصن النقا هتفا
توَقّفْ فصوتُك كالرمح في قوسه صابني هدفا
تمهل قليلا فعمري أنا ضاع وانقصفا
فحسبك.. قلبي كمان وأوتاره مُزّقَت نتفا!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””
تقول ,وطير السجع على أوتار قلبكَ عزفَ :
أيا عازفا على الجرح دمي النازفُ ما توقفَ …
وعُمري ضاعَ, وما ترك لي في حياتيَ هدفا …
فقطْ ترفّقْ بحبّي الذي منْ صوتكَ ارْتجفَ …
(49)
(…غزال مِنَ الإِنسِ مرّ يودعني بالملامة والدَهَشِ
على ساعديه من الأنس أَطرَفَ النُقُشِ
وجاءَت دواءً رسائلُها زمن القحط والعطشِ
كأن هوًى وقصائد باكية أصابت فوادي ولم تَطِشِ…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
ومرّ الغزالُ وما اندهشَ منْ دموعِ ( بني أفْيَشِ )…
فخلْفَ الحياة بنوا خيامَهمْ ,وقلوبُهم ملاى بالنمَشِ …
وجاءتْ رسائلُها لهبًا سيحْرقُ ما بقيَ منْ عُرُشِ …
وقدْ يصحو قلبكَ ,ويهربُ عقلكَ منْ رأس الحنَشِ …
بنو أفيش : قوم من العرب .
(50)
(…وأقسمت ينساك قلبي فما بلقائك الا عيوبُ
وحين أتت في النسيم عطورك هاجت قلوبُ
كأنْ قد تشممتُ أثواب يوسف وهي تؤوب
وكم كان ظني لرشده قلبي يثوبُ!…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””
وأقسمتَ أنْ تتوبَ منْ كلّ ذنب ومِثلكَ لا يتوبُ …
وتنْكرُأنّ ذنوبكَ والمعاصي فاضتْ بها الدروبُ …
وكمْ تشمّمتَ أثوابَ يوسف وفي العبير أبدا تذوبُ …
وقدْ تهتَ خلف العطور, وفي عطرها ليس لكَ نصيبُ …
Discussion about this post