“مشاكسات شعريّة” عدد 13
من كتاب ( معاراضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(61)
(… وضعتُ لها أحمر الشفتين وعلّمتُها كيف ترقص.. تخطو
وزينتُها فخواتمُ من ذهب وعلى الأذْنِ قُرطُ
وحين التحمنا فمنها ضياءٌ ومنِّيَ قسطُ
فلا يقدح الشمعُ إلا وبالجوفِ خيطُ!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وللمرة الألف ترفض أحمر الشفتين ولمْ تضعهُ قطّ …
ولمْ ترقصْ مع الغرباء يومًا وما عرفَ أذُنيْها قُرْطُ …
فماذا تنتظرُ منْ حرّة رفضتْ أنْ يسبيها مثلكَ رهْطُ …
وكمْ كثرتْ (الرهوطُ) منَ الرجال وكمْ معهمْ تكاثرَ القحْطُ …
(62)
(… تصول بسيف الفراق وقد أثخنتني جراحُ
أيا قاتلي! غيرَ قُلْ لِي أَقَتْلُ الحبيب مباحُ!؟
تُبَعثِرُني مثل ريش الحمام..كما عبثت بالغصون رياحُ
أيا مُتلِفِي! غيرَ قُلْ لِي أيطلَعُ للعاشقين صباحُ!؟…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تصيحُ وتبكي كطفلٍ صغيرٍ, وماذا يفيدُ البكَا والصياحُ ؟
والتي جرّحتكَ سنينا طوالا , ومنْ مُقلتيها أذتكَ الرماحُ
ستحرق بلظاها الفؤادَ , وحتما ستثخنكَ الدمَا والجراحُ ؟
وخلف خطاها كنت تسير, وما انتهى الليلُ وما طلع الصباحُ …
(63)
(… وكنتُ لها مخلصا وفؤادي لها عَكَفا
وعشنا سعيدين..كانت ليا سندا كتفا..كتفا
وكنا جواهر بالكون ران علينا الهوى صدفا
وجاء العذول كما العهن بدّدنا نتفا..نتفا…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تعمْ أنتَ أخلصتَ لغيرها وقلبكَ اعترفَ …
وما كنتَ يوما لها سندا ,وما كانتْ لكَ كتفا …
وعكْس ما قلتَ هواك عنْ فؤادها انصرفَ …
وعشتَ بعيدا, ومنْ صفحة الحبيبات اسْمها حُذفَ …
(64)
(… وحيدين كنا على النهر لما الغرامُ همى
وقبّلتُها، طَرْفَ مِعصَمِها، فتهاطل غيثٌ وماءْ
وأورَقَ في غُصنِه الزهرُ ومن رِيقَتَيْنَا نما
كأنّا نقيع الغمام..ويشكو إلينا الثرى من ظما!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وقلْ وحيدا كنتَ على الجمْر لمّا الفراقُ بكَ رمَى …
وقدْ صرْتَ عطشانا لنظرة منْ عيْنيْها وليْس لماءْ …
ولإبْتسامة شفتيها كنتَ تحنّ إذا الحزن بكَ همَى …
وتحْلمُ أنْ تراها يومًا قبْل أنْ يُصيبكَ العمَى …
(65)
(…ولي بحدائقها كرمة وجنانٌ وأقطف من ثمرها ما أشاءُ
خبيرٌ وأعرف: بترشاف مبسمها علةٌ ودواءُ
ولكن إذا سقط الثوب عنها فلي بالملاح اعتناءُ!
فمهرٌ جموحٌ.. يروّضها الحب لي والحياءُ!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وحين تسلّقتَ سورَ حديقتها , وقعْتَ على رأسكَ وأصابكَ الإغمَاءُ…
فجاءت تستكشف الأمر, وفي يدها سطلُ من البلاستيك به ماءُ …
ورشتك حتى تعودَ لوعْيكَ , ولكن بعطرثوبها هزّكَ الإغْفاءُ …
ولا زلتَ تنامُ حتى انهالَ المُهرُ الجموحُ عليكَ رفْسًا وبانَ الإعتناءُ …
Discussion about this post