في مثل هذا اليوم30يونيو1942م..
وصل الفيلق الأفريقي الألماني بقيادة رومل إلى العلمين. فبعد احتلال طبرق لم تعد المسافة التي تفصل بين الألمان ودلتا النيل كبيرة. وارتعب الإنگليز، فغادر اسطولهم الإسكندرية وزرعوا الألغام في منشآت الميناء. وانتشر الدخان قرب مبنى السفارة البريطانية والأركان العامة بسبب حرق الوثائق السرية والمستمسكات. وتلقت عوائل العسكريين البريطانيين تعليمات بالإستعداد للإخلاء العاجل. إلا أن العلمين التي تقع على مسافة 104 كيلومتر عن الإسكندرية باتت آخر موقع تمكنت القوات الألمانية من الوصول اليه. فحتى ذلك الحين استنزفت تلك القوات ولم يبق لديها سوى خمسين دبابة.
كانت معركة العلمين الأولى (1-27 يوليو 1942) معركة ضمن حملة الصحراء الغربية في الحرب العالمية الثانية، والتي نشبَت في مصر بين دول المحور (ألمانيا وإيطاليا) وجيش بانزر إفريقيا (والذي ضم الفيلق الإفريقي بقيادة المشير (جنرال فيلد مارشال) إرفين رومل) وقوات الحلفاء (الإمبراطورية البريطانية والكومنولث) (بريطانيا والهند البريطانية وأستراليا وجنوب إفريقيا ونيوزيلندا) من الجيش الثامن (المشير السير كلود أوكنلك).
منع البريطانيون تقدمًا ثانيًا لدول المحور في مصر. كانت مواقع دول المحور قرب العلمين، على بعد 66 ميلًا (106 كيلومترًا) فقط عن الإسكندرية، قريبة إلى حد خطر من موانئ مصر ومدنها، والمنشآت الأساسية لقوات الكومنولث وقناة السويس. مع ذلك، كانت قوات المحور بعيدة عن قاعدتها في طرابلس الليبية بعدًا يمنعها من البقاء في العلمين إلى أجلٍ غير مسمى، ما قاد كلا الطرفين إلى حشد الإمدادات من أجل شن المزيد من الهجمات، في مواجهة قيود الزمن والمسافة.
نشبت معركة عين الغزالة في إبان حملة الصحراء الغربية في الحرب العالمية الثانية، إلى الغرب من ميناء طبرق في ليبيا، من 26 مايو وحتى 21 يونيو 1942. قاتلت قوات دول المحور من جيش بانزر إفريقيا (الجنرال أوبرست إرفين رومل) المتألفة من وحدات ألمانية وإيطالية الجيش البريطاني الثامن (الجنرال السير كلود أوكينليك، والذي كان رئيس أركان قيادة الشرق الأوسط أيضًا) المتألفة بصورة رئيسة من قوات الكومنولث والقوات الهندية والفرنسية الحرة.
شنت قوات المحور هجومًا استدراجيًا في الشمال في حين تحرك الهجوم الرئيس إلى الجناح الجنوبي لموقع عين الغزالة. تركَت المقاومة غير المتوقعة للحامية الفرنسية الحرة عند النهاية الجنوبية من الخط حول مربع بير حكيم جيش بانزر إفريقيا أمام طريق إمداد طويل وضعيف يمتد حول خط عين الغزالة. تراجع رومل إلى موقع دفاعي تطل خلفيته على حقول ألغام الحلفاء (المرجل)، مشكلًا قاعدةً في وسط الدفاعات البريطانية. أزال المهندسون الإيطاليون الألغام من الجانب الغربي لحقول الألغام ليفتحوا طريق إمداد عبر جانب المحور.
كانت عملية أبردين، وهي هجوم شنه الجيش الثامن للقضاء على جيش بانزر، منسقة تنسيقًا سيئًا وهُزمت بتكتيك فرّق تسُد، وفُقد العديد من الدبابات البريطانية واستعاد جيش بانزر زمام المبادرة. انسحب الجيش الثامن من خط عين الغزالة واجتاحت قوات المحور طبرق في يوم واحد. لاحق رومل الجيش الثامن إلى مصر وأجبره على الخروج من عدة مواقع دفاعية. تعتبر معركة عين الغزالة النصر الأعظم في حياة رومل المهنية.
مع اقتراب كلا الجانبين من الإنهاك، أعاق الجيش الثامن تقدم قوات المحور في معركة العلمين الأولى. لمساندة تقدم قوات المحور في مصر، أُجل الهجوم المُخطط له على مالطا (عملية هرقل). تمكن البريطانيون من إحياء مالطا باعتبارها قاعدة للهجمات على قوافل المحور المتجهة إلى ليبيا، ما عقّد صعوبات إمداد قوات المحور في العلمين بصورة كبيرة.!!
Discussion about this post