“مشاكسات شعريّة” عدد 15
من كتاب ( معاراضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(71)
(… وأركبتُها زورقا وسرى بنا تحت الكروم
لها من زكيّ النسائم ريح ومن عاطر الزعفران نسيم
ومتّعتُ ثغري بريقتها وجَلَوْتُ لها غمةً من هموم
وحين افترقنا.. كأنْ لم تكن جنةٌ ونعيم!…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
ولمّا سرى الزورق دفعتكَ, وكنت كما قشة في المياه تعومْ …
وكلّما ابتعدَتْ بهبوب الرياح ,تنادي ,تهدّدها وعليها تلومْ …
ولكنها لا تبالي بمن أغرقته الظروف ,وترنو إلى العيش فوق النجومْ …
وبالجنة كم حلمت كثيرا ,فكان لك من وراء هواكَ الجحيمْ …
(72)
(… وليلةَ دجنٍ سربتُ إلى بيتها وبرأسي دبيبُ
أنارت سراجا ومدت عتيقا له بالضلوع لهيبُ
تُسيّلُهُ بهدوءٍ فكأس تجيء وأخرى تؤوبُ
ومازلتُ أمزُجُ ريقَتَها بالصبابة حتى تعافت قلوبُ…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وفي الظلمات تسللت إلى بيتها وليلتها ما رآك رقيبُ …
وبابنة الكرم كنتَ سكرْت ومن عطرغرفتها كان لك نصيبُ …
وحين رأت وجهكَ في الدجى صاحتْ وفاح منْ شفتيها النحيبُ …
وظلتْ تؤنبكَ وتقولُ : ما جئتَ بهِ اليومَ لمْ يفْعلهُ قبلكَ حبيبُ …
(73)
(… أناخوا لها جَملاً .. رَكِبَتْه على عَجلِ
وساروا لدار العريس حثيثا بسفحٍ على الجَبلِ
أشارت بطرفٍ وقلبٍ تُمزّقُه حَنَّةُ الإبلِ
سأبقى أحبك جدا.. ولو حارَبَتْني القبائلُ لم تَنَلِ!…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
على هودج ناقة ركبتْ ,وخلفها كنتَ مشيتَ ولمْ تزلِ …
تجرّ خطاكَ في صحْراء اختلط الرمل فيها بالسّبُلِ …
وما التفتْ أبدا للوراءِ ,ولكنها نبّهتكَ بغمزة المُقلِ …
وكمْ تُهتَ خلف السراب وما يئسَ القلبُ منَ الأملِ …
(74)
(… طلعنَ من الدار بيضَ الثياب كواكبَ وَسْطَ الدُجُنَّه
أَبَنَّ ضفائرَهنّ كما الخَيلُ مُنطلِقَاتُ الأَعِنَّه
وأسرعتُ خطوي لحمّامِ قريتنا أقتفي جَمعَهُنَّه
فحِنّاءُ فوق النهود..! ويشفق إبليس من كيدهنَّه!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أتخذلُ منْ في قلبها أسْكنتكَ,وتسْكن منْ تعرتْ صدورهنّ؟
تراودهنّ أمامَ الجميع صباحًا وقبلَ المسا تخْتلي معَهنّ …
وفوْق النهود تنامُ وتصْحو, ويلْهُو بعقلكَ قدحُ خمْرهنّ …
وكمْ منْ دهَاءِ النِسَا حذرتكَ ولكنْ عظيمٌ على مثلكَ كيْدهنّ …
(75)
(… وأذكر يوما لعبنا عروسين والليل فوق البيادر طاحَ
وإِنْ أَنْسَ لا أَنْسَ ريح الصبا مرّة حلّ منها الوشاحَ
فعينان مثل الحبارى ونهدان بالمسك فاحا
وضمّت ضلوعي ومالت.. كما فوق سنبلة حطّ طير وناحا…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وتذكرُ يوْم خطفتها منَ الأهْل ,وأشهرْتَ في وجْهها سِلاحَا …
ويومَ أمْسكتها من الشعربعنف و لهبُ الحقدِ في عينيكَ لاحَ …
وهددتها بالقتل, لوْ تجرأ الحاضرون وملؤوا الدنيا صياحَا …
وإنْ تنس فلنْ تنس أنها ترجتكَ نائحة وما سَمِعْتَ النواحَ …
Discussion about this post