معارضة في شكل مشاكسة لقصيد الدكتور حمد حاجي (بورتريه لها)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
“بورتريه لـــها ”
(رباعيات)
(1)
لأرسم وجهٓكِ.. كنتُ كمشتُ سراجا من الوجد والقلقِ
وهيّأتُ طوقا من الضوء…واخترتُ من أجود الورقِ
ومِلتُ على اللون أخلطُ طينٓهُ بالمسك والعبقِ
ولما استويتُ لأبدأ… فارقتِ ذاكرتي وتناثرتِ بالطرقِ
(2)
لأرسم عينيك سرتُ بعيدا إلى السهل والجبلِ
تخيرتُ لون الصنوبر… ريش الحمائم والحجَلِ
وعيناك كَأْسَا نبيذ فكيف ألوّنُ ما تفعل الخمر بالثمِلِ ! ؟
بطرفهما حورٌ… كيف أرسمها خزرة الأعين النجُلِ ؟!
(3)
لأرسمٓ ثغرك بدرا، عٓصرتُ شذى الأقحوان على عجلِ
وفي أحمر الشفتين مزجتُ سواكا وشيئا من البلَلِ
يُحيّرني.. جيدٌ كجيد الغزال يُوزّعُ مِسكٓ الصبابةِ والغزَلِ
يُحيّرني الرسم! كيف سأرسم دفءٓ الحرارةِ والحلاوةَ بالقبَلِ؟
(4)
ولما استويتُ وأتممتُ رسم الملامحِ يا كحلٓةٓ الحدَقِ
وكنتُ خٓلقتُ من الشَّبٓهِ اثنين.. واحدةٌ فارٓقَتْ ورَقي
وثانيةٌ تسكنُ القلبَ… تنتظرُ العُرسٓ والعقدٓ في العنُقِ
أيكفيكِـ؟ ها… خافقي ومفاتيحَ قلبي وعمري على طبَقِ!
=== أ. حمد حاجي===
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
“بورتريه لك دون سواك ”
(رباعيات)
(1)
على صوت المؤذن قمتَ مزعوجا وقدْ أشرفتَ على الغرق…
حلمتَ بأنكَ رسمتَ بالفحم وجه الحبيبة فوق لوح الزورقِ …
وغارتِ الموجة فاغتاظتْ ,واضطربَ الطقسُ في الأفق …
وحين الوجه اختفى في الماء صِحتَ : أعوذ برب الفلقِ …
(2)
وكنتَ مثمولا حين رسمتَ عينين لحرباء في الجبلِ …
وقلتَ تخاطبها : لكِ عينان حلوتان كالشهد والعسلِ …
وحين تغيّر اللون قلتَ : لكِ عينان كما العشب في البللِ …
وللمرّة الألف تغيرُ لون عينيها كما تفعل الخمرة بالثملِ …
(3)
ولمّا رسمتَ الثغر , لم تنتظر لحظة ,وأمطرتَ الرسم بالقبلِ …
وبانَ أحمرُ الشفتين في عينيكَ وفوق خدكَ الملفوف بالخجلِ …
وكمْ حيّركَ جيدها في رسْمه ,وهو الرقيق الطويل كالأحْبلِ ..
وحين صحوتَ من سكرتكَ ورأيت صورتها , هربتَ على عجلِ …
(4)
وفي الصباح لمْ تعرفْ وجهكَ في المرآة , لما به منْ أرقِ …
ولمْ يبق في رأسكَ غير دائرة سوداء وبقعة حمْراء كالشفقِ …
نسيتَ ملامحها ,وغابَ عنْ عينيكَ وجه كحلة الحدقِ …
وكمْ تمنتْ أنْ تلقاكَ معتذرا .ويكون اعتذاركَ على الورقِ …
Discussion about this post